وين باقان أموم..؟

Quote: درج أمين عام الحركة الشعبية باقان أموم على إثارة الساحة السياسية و تعكير صفو العلاقة بين الشمال و الجنوب منذ بداية الشراكة ومنذ دخول اتفاقية السلام حيز التنفيذ. و أصبح الرجل منذ ذلك الحين مادة ثابتة لأجهزة الإعلام كونه يثير الجدل ، و يصعد المواقف و يعقد الأمور . و لعل هذه الشخصية بهذه المعطيات و المواصفات فى حاجة الى إماطة اللثام ، بدرجة ما، ذلك ان ما تسني لنا - من خلال متابعاتنا - معرفته عن خلفيات الرجل العامة و الخاصة كثير للغاية ، وربما يدهش البعض حتى من هم حوله و لكننا نكتفي فى هذه العجالة بإيراد نَذر يسير من ذلك فى حدود ما يكفي لفهم دوافعه (السيكولوجية) فى إثارة الأزمات و خلق المنازعات واختلاقها . من المعروف ان أموم كان طالباً بكلية القانون و لكنه لم يكملها حين استهوته حركة التمرد وسارع للالتحاق بها، ومن ثم دفعت به الحركة استناداً على خلفيته الشيوعية للتدرب فى معسكرات التدريب الخاصة بكوبا و كانت تتركز على حرب العصابات ، وعلم الشائعات، وإدارة الدعاية السياسية، وقد تشرب الرجل أيما تشرب بهذه العلوم وتشير الحقائق فى هذا الصدد الى انه برع كثيراً جداً فى حرب العصابات ، و قاد العديد من الهجمات العسكرية على هذا النحو . و يقول أحد من زاملوه فى تسعينات القرن المنصرم من منسوبي الحركة من الشمال ، ان اموم فقد تماماً الحس السياسي السليم ، فهو كوَّن عقلية حربية هجومية نأي بها عن الممارسة السياسية و العقلية السياسية المتزنة ، ولهذا كان الراحل قرنق بحكم ما عُرف عنه من معرفة مرؤوسيه يستخدمه فى هذا الاطار بعيداً عن الممارسة السياسية و المهام ذات الطابع السياسي والدبلوماسي . قرنق كان يعرف ان أموم مقاتل بأكثر من كونه سياسي لهذا كان نادراً ما يتواجد أموم في اى فريق سياسي يشكله قرنق . الجانب الآخر فى شخصية اموم أنه فى الاجتماعات المغلقة و داخل القاعات ( اجتماعات اللجان السياسية) وفي اجتماعات مجلس الوزراء (أيام كان وزيراً للرئاسة) تغيب عن شخصيته الشخصية التى يظهر او يتظاهر بها فى الندوات و المؤتمرات الصحفية ،هناك داخل القاعات يجيد أموم الصمت و الإصغاء ، و يفتقر الى القدرة على الأخذ و الرد والحوار السلس المنطقي ، ولهذا فقد ذكر القيادي بالمؤتمر الوطني السفير الدرديري محمد أحمد أن أموم كان معهم فى اجتماعات اللجان المشتركة قبل مؤتمره الصحفي الأخير دون أن يبدو عليه انه راضٍ أو يشعر بمؤامرة ، ثم عاد و جاء لذات الاجتماع – عقب مؤتمره الصحفي وكأن شيئاً لم يكن ولم يستطع التعبير عن موقفه ، كما فشل فى إيراد حجة منطقية حين تمت مواجهته بأن ما أورده من وثائق أمر قديم و سبق عرضه و تم رفضه و البت فيه . هذه الجوانب مهمة لفهم عقلية الرجل فهو شديد البعد عن الكياسة السياسية ، غير قادر على اتخاذ مواقف متسقة يحترمه على أساسها خصومه أو أصدقائه ، وهو دون شك موطن الخلل الذى تعاني منه الحركة الشعبية فأموم يكلفها كلفة سياسية باهظة فى كل مرة دون أن يجني منها شيئاً ، و بالطبع هناك المزيد ، كلما غصنا أعمق لنعرف كيف يخلع قميصه الشيوعي حين يجالس الأمريكيين و كيف يصغي إليهم و يعجب غاية الإعجاب بأطروحاتهم