الخيار الوحيد لجنوب كردفان و إقليم دارفور، الآن

Quote: جاءت مواعيد فتوح المدارس ولما كان الوقت خريف عينة .. قرر الوالد الذهاب معى إلى كادقلى .. كنت وقتها فى حوالى 11 - 12 عاماً .. كنت فى كثير من الأحيان أذهب مع أبناء القرى .. ولكن تلك السنة ذهب الأطفال قبلى .. ذهبنا والولد ثلاثة أيام سيراً، كان الوالد لديه حمار وأنا ماشى كدارى .. حينما وصلنا خور العفين (خور العفن)، كان هناك مطر غزير وكان الوادى شايل (أى فى بداية جرى الماء فيه) لكن كان الماء يندفع بقوة كبيرة .. قال لى الوالد نقطعوا الوادى قبل ما يتملى ويحجزنا، نزل من حماره وقال لى أضرب لى الحمار .. وهو ممسكن بصريمة الحمار يقوده .. جلدت الحمار ونزلنا الموية .. وحينما وصلنا نصف الوادى زف الماء الوالد، فأمسك الوالد بسفيفة الحمار .. وكنت مازلت أضرب الحمار، فات على الوالد إننى قصير فى ذلك الوقت .. والموية جهجهت ليك الوالد وحماره ونسانى تماماً .. الموية حاولت تجرفنى مع التيار .. شكبت ليك أيدينى الأثنين فى ضنب الحمار .. كنكشت كنكيشه بقوة فى ضنب الحمار .. ولما خرجنا بهناك كان زبد الماء فى رأسى فوق .. وأغلب حاجاتى مثل العصاة وبعض اللوازم كلها الخور كسح بيها .. جلس الوالد وضحك ضحكة طويلة وهو ينظر لحالنا .. قلت له مالك .. قال لى ألمى جهجهنا .. قلت له عصاتى وحاجاتى كلهن كسحن فى الموية! .. قال لى ما تشيل هم نشتروا غيرهن فى المدينة .. السفر فى تلك المناطق فى فترة الخريف عذاب مستعر .. تحياتى .. بريمة