لامست إطارات الطائرة اسفلت مدرج مطار "اوهير" بشيكاغو فى ولاية "إلينوي" ثالث اضخم المدن الامريكية ومن حولى لمعت اعينهم فرحا بسلامة الوصول.كانت اول زيارة لى لمدينة شيكاغو التى لا اعلم عنها سوى بعض الكتابات و الملاحظات من عهد الجريمة و زعيمها آل كابون الى مارتن لوثر كينج حيث كانت وجهته قبل اغتياله بعامين الى رئيس الولايات الامريكية اوباما الذى ينحدر من تلك المدينة ثم لاعب السلة بفريق شيكاغو بولز لوُل دينق الابنوسي من جنوبنا الحبيب .
ورغم البرودة القاسية و رياحها التى اشتهرت بها "Windy City" لم تفسد حميمة و دفء من التقيتهم بها من سودانين اعتز بسماح الزمن لى بهذه الفرصة السعيدة. لصعوبة البرودة لم اتكمن من مشاهدة جميع معالم المدينة ومع ان بردها مقارنة بالبرد الاوروبى يقل نسبياً الا ان رياح بحيرتها كانت بمثابة الضربة القاضية لكل ما تضعه فوق جسدك من ملابس. ولسبب اخر الا وهو تزامن وصولى مع الرئيس اوباما لبدء حملته الانتخابية الثانية فكانت جميع الطرقات المؤدية الى قلب المدينة مترعة بالمركبات و رجال الامن و التغطية .
شيكاغو مدينة المال وهى ثالث مدن امريكا بعد نيويورك و لوس انجلوس قرأت - شكرا العالِم قوقل - بعد حريقها المشهور فى العام 1871م الذى يعد من كوارث هذه الحقبة الزمنية حيث استمر الحريق لمدة 3 ايام بلياليها وقضى على الاخضر و اليابس من شيكاغو و قتل ما لايقل عن 300.000 شخص و دمر ثلث المدينة و ساهم التلف بعدها فى الازمة الاقتصادية عام 1873م. و من الطريف ان سبب الحريق هو بقرة السيدة " اوليري" التى قامت برفس مصباحها الذى اشعل الحريق فى المبنى و جميع المبانى من بعدها حيث ان نسبة عالية جدا من مبانى المدينة مبنية من الخشب . قصة قد تكون خيالية لبعد الزمان و ان كانت حقيقة, لا ادرى ولكن ربطتها بمدينتى الجميلة " الابيض" التى قيل انها ايضا من ضياع احدى الحمير من صاحبتها و صارت تجوب الدروب تسأل عن حمارها "الابيض" - اكرمكم الله - كل المدن مبدأها قصص و نسوة .
وتمر السنون و شيكاغو كطائر الفينيق -استعير وصفى من جدى الاستاذ عبد المنعم خليفة خوجلى - تنهض من جديد لتصير نهضة معمارية وقبلة و مركز الروح الامريكية الحقيقة فى مجتمع يوصف بالحيوي و الانفرادية العنيفة و التصارع و التنافس و رأسمالية بحتة جعلت فى شيكاغو روح تدب فى طرقاتها تلمسها وانت الغريب عنها روح النشاط و الحيوية للإكتشاف و الابتكار و الانتاج و الابداع حيث عرفت معنى ان تكون "تاكسيا" فى شيكاغو وان يكون لك طموح فى فى قلب النشاط الامريكى.
اهل شيكاغو شكرا لكم فلم ادرى ان تكون هذه الكتابات الهزيلة لها احباب فى بلاد العم سام (دينفر - شارلوت لم انساكم ) ...اهل شيكاغو طبتم و طاب مقامكم و الشهد طعامكم ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مازن عادل النور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست