|
النهــرُ يجري جنوبــاً...............( 2 )
|
أنجلينا....يا مديدة القامة..يا طويلة ويا عديلة. يا شجرة باباي تُطِل من فوق أسوار البيوت. يا تِمثالاً من الأبنوس أبدعتهُ أنامل (ياتا ود السلطان) ذلك الرائع الفنان. أنجلينا....يا شجرة (تِكْ) تفرِد أغصانها فتستظِل بظلها رؤوس أشجار الغابة....(الزراف ركوب الجن).
أنجي.... أين سيكون مُلتقانا حينما يدهمنا (أيلول الأسود)؟..إنه قادم كالإعصار..كتسونامي الذي يضرب المدن الساحلية, فيأخذ منها الحياة ويعود بها إلى البحر, فيترك حدائقها وبيوتها كبيوت الأشباح أو أشباح بيوت, هياكل وأنقاض وأشياء مبعثرة. حين يأتي أيلول الأسود قالت أنجي إنها سوف تبني (قطيتها) المستديرة في مكانٍ ما(شمال الرنك جنوب كوستي) وسيكون قطرها خط التقسيم!
أتذكرين أنجي ذلك اليوم؟ الليل جن و(بشير الميكانيكي) يدوزن عوده ويبذل جهداً لزحزحة شيءٍ مايعترض حلقه حتى(يُطَرِّق) صوته المشروخ ليتحفنا بأغنياته التي نحفظها عن ظهر قلب؟ أتذكُرين؟
بشير الميكانيكي يرفع عقيرته بالغناء وصوته المشروخ يشرخ سكون الليل, والساهرون يرددون بعده:
للوداع أشَّر قطر أويل القطر صفَّر ويييييييين دق دق
إنتَ في الشُبّاك وأنا في السِّلم أنا أقول(جيباك) وإنت ما تسلِّم ويييييييين دق دق
فتحوا الصَنَفور وطلع البابور أناأقول(قُود وال) إنت تقول ما دُور ويييييييين دق دق
لوشيّه جور, نجاة البينو,ميري سابينا..ضحكاتهن الحادة تخترق سكون المدينة أنجي ترسل عبارتها الأثيرة....(مندُكُورو يا شَكلِ منقه) الحاج كميونجي يصيح:....كسره يا بِش بِش..فيعمل بشير الميكانيكي على تسريع الإيقاع:
الجانا قِبيل دا مِنو قِبيل بالليل دا مِنو دي أنجلينا الما بتجينا إلاّ ساعْةَ الزِفتِ دا
ويستمر إيقاع الحياة
|
|
|
|
|
|