الحب من طرف ثالث .. .. مبروك حبيب نورة :

Quote: تتشرنقُ أفكاري وتتناسل رؤاي عند مذهب (ماركيوس) وحديثه عن القهر الجنسي حين قال: "إن القهر الجنسي الذي مارسه الإنسان علي نفسه يشكل عقبة في طريق الإنتاجية!" إذن لاضير أن أتفاحل وأمدُّ ساعات دوام خدمتي الجنسية بضعةٍ من السيقانِ المشرعة عُهراً! فأنا مهما علوت لا أزيِد علي أن أكون مجرّد مواطن عربي أو يُقال؛ تتأرجح مكوِّناتهُ الفكرية حسب قدراته الجنسية!! فتبقّي الفحولة بنمطِها العربي هي محاولة للإنعتاقِ من الذاتِ المسجونةِ خلف حوائط القهر والكبت والرجعية؛ ورويداً رويداً غافلت النعاس لكي أظفر بها في الحلم ولكنها لم تفعل؛ وأنتهرتني الذاكرة في قسوة وهي تجرجر معها قاطرة من التساؤلات وعلامات الإستفهام!؛ تتآمر علي ذاكرتي في إستباق وإسترجاع بكل قساوة المطارق...تصرخُ... تلعنُ تسبُّ وتستدعي الشخوص الذين نامت علي سريرهم وحلموا بها وحملوا منها وتقاسموا معها "كِسرة " المعاناة في بلاد المليون ويل مربع! والفقر والأحلام العريضة التي تتناقص وتتضائل كلما أضفنا رقم جديد في شهادات ميلادنا! لأن الأرض التي أعيش عليها تبيحُ ممارسة الدعارة السياسية من أجل سواد عيون أوراق أمريكية خضراء الطعم واللون والمذاق؛ يفضون بها بكّارة أحلامنا ويرفعون الرايات الحمر في مباني البرلمان؛ بإسمِ وثيقةِ الشرف ! فيتهتّك النسيج الإجتماعي ونُركل في القفا؛ نتراقص مع أنغام أوراق البنكنوت ونقدم رجولتنا قرباناً للصٍ علي جبهته علامة صلاة إصطناعية ................................. " أم درمان.. يا أنتي يا وعداً وحلماً نام في الفردوس؛ وحين أتانا في الدنيا حطَّ الرحلَ في السودان؛ فكانت لحظة الميلادِ كانت نشأة أم درمان " هي أم درمان قطعةٌ من الشمس تبعثُ الفجر في وطني؛ بنيلها و ليلها وآمالها وآلامها وأحلامها المراهقة؛ أم درمان البقعة والأم الرءوم ، هنا أم درمان يؤذن مذياعها كل يوم داعياً الناس لصلاةِ الحنين؛ أم درمان المهدي والإذاعة والقبة والأسكلا؛ شارع الموردة وشارع الأربعين وميدان الخليفة؛ أم درمان الحبيبة قبل أن تقدم جسدها في المزاد العلني لل########ين واللصوص وحملة الشهادات " اللحية "! وهم لا يملكون إلا شهادة أن لا إله إلا الله! هذه المدينة التي أخصت ذاكرتها وأرادت أن تحمل من التأريخ ولم تدرِ بأن المستقبل لا ينجب إلا من حاضرٍ شاب أحبها وأشتهيها ولكني أفضحها لو وجدتها غارقة في جريمة شرف؛ سأبلغ عنها وأشهد ضدها؛ فلا ضير في أن يُلقَ القبض علي المدنِ المشبوهة حتي تتوب وتعود إلي رشدها! "العمل الروائي عبارة عن جريمةٍ لم تقع!" يكون مسرحها خيال الكاتب! فلا يحاكم بتهمة البلاغ الكاذب و إزعاج السلطات! إذن الكاتب مرشد متواطئ مع الأحداث و التواريخ فلا يستطِيع كتمان أسرار العالم و المدن والشخوص؛ والمثقف مسؤول عن أيي جريمة تقع علي ظهر الأرض علي حسب قول (سارتر) .! .................... طربتُ لبحّةِ صوتها وهي تكادُ تغني قصيدتي؛ تركتني فريسةً للنداءاتِ الخفية؛ زلزلتني وأشعلت فيني نيرانها بحضورها الطاغي بكلِ ما تملكُ من سلطويةِ أنوثتها؛ مع أني ما زلتُ أتذكرها وهي طفلة ياسمين! وقطع حديثنا الإعلان عند إنتهاء فترة العرض وإغلاق الرُّواق؛ وقبل أن نفترق أعطيتها رقم تلفون محل حلمي البقال .تناولت مني القصاصةِ التي كتبت فيها الرقم؛ ثم غادرتني وتركت لي ما تبقّي من فنجالِ عطرها ومن ثم تحركتُ أنا قاصداً منزلي! لا أعتقدُ أنني قد نمتُ في هذه الليلة ولكن يُخيّل لي أن الإفراطَ في إحتساء علب البيرة هو الذي ساعدني في تصديق الإعتقاد الذي يذعمُ أنني ربما غفوتُ قليلاً! أستيقظتُ علي صوتِ الطرق المزعج علي البابِ والصداع يكادُ يقتلني فنهضتُ ساخطاً وأنا ألعنُ وأسبُّ في هذا الزائرِ الثقيل وفتحتُ الباب وأنا أكادُ أنفجرُ من الغيظ . ..................................................................... سألت عن نصف صديقتي الأثيوبية مارلين . أخبروني أنها رحلت لكي تُضِفَ نكهة الكاباتشينو الإيطالي للخمورِ الأمريكية! آآآه... أواهُ يا مارلين؛ وأخيراً ستتمكن من تحقيقِ حلمها القديم؛ زجاجةٌ من النبيذِ المعتَّق وجندول يتهادي في شوارعِ المدينةِ العائمة ورحيل..؛ مارلين يا نصف صديقة النهر! أُنثاي التي أنصفتها الغيمة أخيراً حين سكبتها في بحيرةِ حلمها القديم؛ هل يا تُري ستتمكن من زيارةِ المدينةِ العائمةِ وهي تسبحُ في بركةِ نبيذ؟ هل ستترك ضفائرها في عُهدةِ الريح والمركب الصغير يجدّف بنهدِها بعيداً ويبعثر أنوثتها في أنحاء النهر ؟