|
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. (Re: بشير أحمد)
|
في غفلة من شيخوخة الرئيس «بورقيبة» استخدم «بن علي» جهاز الأمن والمخابرات «أسانسير» ليصعد إلى كرسي الرئاسة. في مصر حسني مبارك صعد نجم مدير المخابرات عمر سليمان، ليصبح في وضع الرئيس القادم المرتقب. حيث صار بتخطيط ومثابرة قاب قوسين أو أدنى من منصب الرئاسة. لولا إعفاء السيد «قوش» من منصب مدير الأمن والمخابرات، لربما سار السودان في طريق التجربة التونسية أو المصرية. عندما تمّ إعفاء السيد صلاح قوش من منصب مدير الأمن والمخابرات، نشرت بعض الصحف ترويجاً بأن منصبه الجديد «مستشار الرئيس للشؤون الأمنية» يماثل وظيفة «مستشار الأمن القومي» في الرئاسة الأمريكية، حيث تخضع لرئاسته كل المؤسسات والأجهزة الاستخبارية. ولم يكن ذلك صحيحاً في واقع الأمر. بل كان قراءة لطموحات مدير الأمن والمخابرات الذي تمت إقالته. وبرغم أنّ التعيين الجديد حينها للسيد قوش، كان في وظيفة «مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية»، إلا أن الأجندة السياسية المحضة هي التي صبغت أنشطة المستشاريَّة الجديدة منذ بداية أعمالها. صبغت السياسة المحضة نشاط السيد «قوش» منذ تعيينه مستشاراً أمنياً وحتى لحظة إعفائه. فمنذ البداية خرجت المستشارية عن حدودها ومواصفات تعريفها الوظيفي، لتلعب دوراً سياسياً، لتنتزع بلا مبالاة العمل السيّاسيّ من يد الحزب والقيادة السياسية، ولتدير العمل السيّاسيّ في كافة آفاقه، ومن ضمنها الحوار مع القوى السياسية الوطنية. بينما ذلك من صميم عمل الحزب. كان الوضع الطبيعي أن تخضع «المستشارية الأمنية الجديدة» لتوجيهات وتعليمات وأوامر القيادة السياسية. لكن في سعي أجندتها الخاصة، قفزت المستشارية الجديدة لتفرض وجودها باعتبارها القيادة السياسية البديلة عن القيادة السياسية الحزبية. وذلك قلب الأمور رأساً على عقب. ويذكر السودان أن السيد «قوش» قد انخرط في تعاون مع الجانب الأمريكي في «حرب الإرهاب» منذ عام 2000م. ولكن حتى الآن لا يدري أحد ما هو المقابل والحصاد الوطنيّ لقاء ذلك التعاون الذي استغرق أحد عشر عاماً. لم يعقد السيد قوش مؤتمرًا صحفيًا واحدًا لتوضيح المكاسب الوطنية أو المصلحة الوطنية العليا التي تحققت خلال أحد عشر عاماً من التعاون الاستخباري مع المخابرات الأمريكية، مع جهاز «CIA». وعندما هاجمت العدل والمساواة أمدرمان في مايو 2009م وقتلت وهدمت مئذنة جامع الخليفة، لم يعقد السيد قوش مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح ما إذا كان لذلك الهجوم علاقة برعاية بعض متمردي دول الجوار، أي ما إذا كان نتيجة خطأ استخباري وسوء تقدير أمني كان من الواجب عليه الاعتراف به. بدأ السيد «قوش» حياته السياسية عندما كان طالباً في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم في النصف الثاني من السبعينات. حيث كان كادرًا في طاقم خطَّاطي صحيفة «آخر لحظة». ثم صعد نجمه في التسعينات بسرعة صاروخية، لم تنضج على نار هادئة، ليصبح مدير جهاز الأمن والمخابرات، الذي تدور بين يديه أخطر ملفات الأمن الوطنيّ، ومازال نجمه يتوالى في صعود ليتمدّد نفوذه في انتشار رأسي وأفقي واسع في ساحات الاقتصاد والإعلام والسياسة الداخلية والدوليَّة. ثم كان إعفاء السيد «قوش» من منصب مدير الأمن والمخابرات الذي فاجأه كما فاجأت القنبلة الذرية الباكستانية الإدارة الأمريكية في شاشات «CNN». كل تلك الخلفيات والنشاط السياسي المحض المتزايد للسيد «قوش» التي سبقت القرار الأخير بإعفائه، تفيد أن السيد «قوش» لم يهضم حتى الآن قرار الإعفاء من منصب مدير الأمن والمخابرات. وكان واضحاً في نشاطه السياسيّ في المستشارية سعيه الدؤوب المثابر ليخلق من «المستشارية الجديدة» ساحة انطلاق لممارسة التمدّد السيّاسيّ المتزايد. تماماً كما كان يفعل في منصب مدير الأمن والمخابرات، وذلك على حساب الحزب والقيادة السياسية. السؤال الذي تبادر ويتبادر إلى الذهن إلى أين كان السيد قوش يبغي الوصول؟. ما هي محطته الأخيرة؟. هل إلى كرسي القيادة أم إلى «شمس» القيادة؟. لقد طار «خطَّاط» صحيفة «آخر لحظة» الحائطية بأجنحة من شمع، فكان سقوطه من منصب «مدير الأمن والمخابرات»، ثم لعق جراحه ورمَّم أجنحة الشمع وطار بها مرة أخرى ليلعب دوراً سياسياً ناشطاً جعل من «المستشارية الأمنية الجديدة» «مسجد ضرار» خصماً على الحزب الحاكم. ومازال السيد قوش يطير بأجنحة الشمع، حتى اقترب من «الشمس» فأذابت شمع الأجنحة، ليسقط السيد «قوش» من علياء طموحاته السياسية ويرتطم بالأرض. لم يحترم السيد قوش القواعد والأصول لمنصب مدير الأمن والمخابرات أو منصب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية. لم يحترم قواعد وأصول العمل السياسي. فكانت النهاية المحتومة. كان أفضل له وهو من كوادر الإسلاميين في الجامعة، أن يقرأ قصة «الإسراء والمعراج»، ليعلم أن «أمين الوحي» جبريل عليه السلام في تلك الليلة الخالدة قال «لو تقدَّمت لاحترقت»!. عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 12:02 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 12:07 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 12:07 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | الطيب رحمه قريمان | 04-30-11, 12:11 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 01:02 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | عمر دفع الله | 04-30-11, 01:18 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 04:20 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | jini | 04-30-11, 01:19 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 07:10 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | مهيرة | 04-30-11, 01:20 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | محمد على حسن | 04-30-11, 01:55 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | أسامة البلال | 04-30-11, 02:14 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | عبد اللطيف السيدح | 04-30-11, 04:33 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 04-30-11, 09:33 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | Deng | 04-30-11, 04:41 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | محمد إبراهيم علي | 04-30-11, 05:00 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | Isa | 04-30-11, 06:44 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | يوسف محمد يوسف | 04-30-11, 10:24 PM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | عوض محمد احمد | 05-01-11, 07:17 AM |
Re: الطيب مُصطفي :إقالة (قـوش)..الطيران بأجنحة من شمع.. | بشير أحمد | 05-01-11, 04:50 PM |
|
|
|