|
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)
|
Quote: هجوم حركة العدل والمساواة على أمدرمان، ربما كان العلامة البارزة في مسيرة الفريق أول صلاح (قوش) مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، ومستشار الرئيس للأمن القومي سابقاً كذلك، فقد الذي برز فيه الرجل عدة مرات على شاشة التلفزيون الحكومي، يرتدى زياً عسكرياً، ويحتفل مع جنوده في جهاز الأمن، وجنود ومنسوبي الأجهزة الأمنية والقتالية الأخرى، التي أنقذت الخرطوم يوم وصول خليل أمدرمان، على أية حال، فقد بدأ دور الجنرال قوش بعد الهجوم على أم درمان يبرز أكثر من ذي قبل، في السياسات الداخلية والخارجية، وبدا دور جهازه كذلك يبرز أكثر من ذي قبل، في أكثر من شأن، غير أمني خالص بالضرورة. باستثناء عمر محمد الطيب، لم يقدر لمدير جهاز مخابرات سوداني آخر غير صلاح (قوش)، أن ينفذ بقوة إلى صدر المسرح السياسي، وأن يمارس قدراً من الـتأثير على مجمل الحياة العامة، وأن يحتفظ باتصالات خارجية واضحة الملامح، وأن يصبح رقماً يصعب تجاوزه في المعادلات الداخلية والخارجية. المعادلات، السياسية وليست الجبرية التي يقال إن الرجل كان مغرماً بها أيام دراسته بكلية الهندسة، تحولت سريعاً إذ أعفي قوش من إدارة الجهاز في أواخر العام 2009م، ليخرج بذلك من معادلة المحكمة الجنائية الدولية، وصراع القوى الغربية مع الرئيس البشير، والسيناريوهات المحتملة لذاك الصراع، التي كان بعضها ينظر لقوش باعتباره بديلاً. صراع البشير مع الغرب، ليس الوحيد الذي أخرج قوش من مواقعه، فآخر منصب فقده، مستشار الأمن القومي، خسره عقب خلاف سياسي، توقع كثيرون منذ بدايته قبل أيام قليلة، أن يقود المستشار إلى خارج دائرة النفوذ وصناعة القرار. ما تبقي لقوش: من الناحية العملية، تبقي للفريق أول منصب دستوري وحيد الآن، هو كرسيه في البرلمان، باعتباره المرشح الفائز عن دائرة مروي في الانتخابات الأخيرة، ما يعني أن الرجل سيبقي نائباً في البرلمان أربع سنوات، حتى تأتي الانتخابات المقبلة. الموقع المتبقي الآخر، هو أمانة العاملين في المؤتمر الوطني، ومن غير الواضح ما إذا كان الرجل سيفقده بدوره أم سيحافظ عليه، خاصة وأن احتكاكه الإعلامي الأخير كان مع أحد رموز قيادة الإنقاذ العليا، يمسك تحديداً بزمام الشئون التنظيمية في المؤتمر الوطني. الموقع الأبرز، هو موقعه المتقدم في لجنة الشريكين المعنية بالقضايا الخلافية، وهو موقع سياسي حساس. ركون قوش إلى كرسي البرلمان فقط، ومعه عمله شبه الوظيفي في أمانة العاملين بالمؤتمر الوطني، يبدو احتمالاً متناقضاً مع طموحات كبيرة يتردد أنها تعتمل داخل صدر الفريق أول. الخروج والعودة: لا سبيل إلى الطموحات عادة إلا بامتلاك قدرات واقعية، ورغم أن قوش يمتلك مهارات سياسية وقيادية ومهنية عديدة، فيما يقال، ويمتلك اتصالات خارجية واسعة، ويمتلك الكثير من المعلومات الحساسة وغير الحساسة، إلا أن التجربة الإنقاذية أسفرت عن خلاصة مفادها أن من يخرج من كابينة القيادة في سفينة الإنقاذ، لا تبالي به تلك السفينة ثانية ولا بما قد يثيره من رياح، ولو كان الخارج من تلك الكابينة هو حسن الترابي. كابينة القيادة نفسها، هي إذاً العامل الأشد تأثيراً على مستقبل الفريق أول، فإن كانت تلك الكابينة قد حسمت أمرها، وطوت صفحة (قوش)، فمن غير المرجح أن يكتب لتلك الصفحة مجدداً أن تلعب أدواراً سياسية أو غير سياسية حساسة وقيادية، من قبيل الاستمرار في ملف مفاوضات الشمال والجنوب، أما إن كانت الكابينة تمتلك بعض السطور الأخرى، فإن ذلك سيعني أن صفحة (قوش) في الإنقاذ لا تزال تنتظر المزيد من الأدوار، أكبر من حدود كرسي تشريعي في برلمان، أو أمانة داخل أروقة الحزب. تحديد المصير: الأشخاص أنفسهم، يحددون في كثير من الأحيان مستقبلهم بما يفعلونه أو لا يفعلونه، وفي حالة (قوش)، فإن المرونة وحدها، مصحوبة بقرار من داخل كابينة القيادة، ربما تبقي عليه على سطح سفينة الإنقاذ، أما استمرار ذات الموقف واللهجة التي تعامل بها مؤخراً، في مرحلة ما بعد الإعفاء، فإنه لن يعني سوى أمرين لا ثالث لهما، أن الجنرال يفكر في أمر ما، ويزن خطواته وفقاً لحسابات معينة، ليست مرئية تماماً الآن، أو أنه فقط يواصل المخاطرة والتحدى، التي لا يفضلها عادة رجال المخابرات، بقدرما يفضلون إحكام تدابير التأمين. خلافاً لكل ذلك، يرى البعض في الإعفاء الأخير من مستشارية الأمن مجرد نزع لفتيل الخلاف بشأن المؤسسة الإنقاذية التي تضطلع بالحوار مع المعارضة، وإن كان تحييداً لدور قوش في هذا الجانب، لكنه لا يعني بالضرورة انسحاب هذا التحييد على سائر الأدوار، ويقرأ هذا في تصريح قوش نفسه عندما قال إنه سيمسك عن قضية الحوار إذا طلب منه البشير ذلك، وبالتالي يصبح قرار الإعفاء حلاً للخلاف، وترتيباً علنياً لأوزان القيادات، وترسيماً للحدود بينها. تقليد (التعويض): كثيراً ما التزمت الإنقاذ تقليد (التعويض)، الذي يقضى باسناد مهمة أخرى ولو كانت أقل جاذبية لمن يتم إعفاؤه من منصب ما، وفي ظل هذا التقليد الإنقاذي الأثير، فلن يكون من المستغرب أن تسند للفريق أول مهمة جديدة، بذات الطريقة التي أنشئت بها مستشارية الأمن القومي عقب إعفائه من إدارة الجهاز، ما يعني أن دخول قوش في مهمة أخرى وارد عبر أي تعديل وزاري، أو مرسوم رئاسي. ما يميز قوش عن غيره من مغادري المواقع في الإنقاذ، أنه يعرف الكثير، أكثر مما يعرف المغادرون العاديون عما تركوه وراءهم، وهذه النقطة بالذات هي التي تغلق الباب أمام إمكانية التحييد الكامل للجنرال، وتفتح أمامه نوافذ عديدة للبقاء في دائرة النفوذ. |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-27-11, 08:35 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-27-11, 08:45 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | صلاح غريبة | 04-27-11, 09:03 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | محمد حسن العمدة | 04-27-11, 09:15 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | انتصار محمد صالخ بشير | 04-27-11, 09:23 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-27-11, 09:31 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | أحمد ابن عوف | 04-27-11, 09:24 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | Elbagir Osman | 04-27-11, 09:29 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-27-11, 09:23 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-27-11, 09:26 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-27-11, 10:45 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-28-11, 03:44 AM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | عبدالرحمن الحلاوي | 04-28-11, 04:57 AM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | رغيم عثمان رغيم الحسن | 04-28-11, 09:30 AM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-28-11, 07:07 PM |
Re: أنباء عن منع صلاح غوش من السفر | معتصم مصطفي الجبلابي | 04-29-11, 02:45 AM |
|
|
|