فارق عشرات السنين في الإمكانيات العلمية و التخطيط و الثروة بين إسرائيل و السودان لا يمكن أن يتم تجاوزه بقرار يخرج من إجتماع
خاصة أن متخذي القرار في هذا الإجتماع يشتركون في عقلية ترى أن شعارات الرجولة و التهريج و الدين يمكن أن تهزم التخطيط العلمي
لا توجد مقارنة بين دولة مثل إسرائيل تعتبر رائدة في التكنلوجيا العسكرية و دولة مثل السودان عاجزة حتى عن أن تجد طيارين سودانيين قادرين على قيادة الطائرات الروسية التي إشترتها الحكومة مؤخراً
حقيقة ليست الإنقاذ وحدها الملامة ... فبصورة عامة لدينا في السودان عقلية منتشرة رده فعلها إزاء تخلفنا الحضاري و العلمي هو المزيد من التأكيد على قيم و شعارات التخلف : إدعاءات الشجاعة الزائفة و الرجولة و الإنقعالية
في عصرنا الحالي التفوق العسكري ببساطة متناسب مع التفوق العلمي و لحد ما الثروة
دول مثل اليابان أو ألمانيا رغم محدودية قوتها العسكرية حالياً يمكنها أن تصبح قوى عسكرية جبارة في سنوات قليلة إن أرادت
و دول مثل ليبيا و العراق و السودان تمتلك الجيوش المليونية يتم تدمير جيوشها خلال أسابيع قليلة من الغارات الجوية
لا نطالب حكومة الإنقاذ بإصلاح ما أفسدته دهور من سوء التخطيط و التصور الموهوم عن الذات السودانية و الرعونة المؤسسية في أيام
و حقيقة لا نأمل منها في ( إصلاح ) أي شيئ
كل ما نطلبه منها هو التوقف عن الصرف البذخي على الأجهزة العسكرية و الأمنية الفاشلة .. طالما النتيجة واحدة في النهاية
المطالبة بإقالة عبد الرحيم محمد حسين فقط هروب من مخاطبة المشكلة الجوهرية ... و هي الصرف على قواتنا المسلحة الفاشلة التي لها إرث عريق في العجز عن صد الضربات الجوية سواء إسرائيلية أو ليبية أو غيرها .. و لها تأريخ تليد في الإعتماد على المليشيات القبلية لخوض حروبها الداخلية ... و الأدوار الوحيدة التي تؤديها بنجاح هي وأد الديموقراطية و شفط موارد الخزينة العامة
المطالبة ينبغي أن تكون بإصلاح القوات المسلحة و قبلها الإصلاح السياسي العام و قبلها إصلاح عقليتنا التهريجية اللانقدية و اللاعلمية
هذا مع إدانتي للبلطجة الإسرائيلية و عجز المؤسسات الدولية عن كبح جرائمها المنظمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة