بيننا هرم شامخ إسمه دكتورة "سعاد تاج السر علي الشيخ"

Quote: القرير هان هاتو ألحان للمكشكش قيدو جيبو أخبار وأقرو أشعار في عيون مريودو يا ناس قلبي ولهان قلبي يا ناس قبلو عاد وحيدو ضهب تاه كتر الآه داير يموت بي ريدو إن لم تخني الذاكرة فالكلمات لشاعرنا المبدع محمد سعيد دفع الله والغناء لفنانا المبدع محمد كرم الله. قاومت تسجيل هذا ولكني فشلت فشلاً ذريعاً فهو يصب عميقاً في تخليد ذكرى علي عبدالقيوم. تربطنا علاقة صداقة وطيدة بأسرة المرحوم الوالد أحمد عبدالقيوم والمرحومة الوالدة الحاجة فاطمة التي تطورت وأصبحت علاقة أسرية ليس فقط لعلاقة شقيقي محمد تاج السر الحميمة بعلي، وليس فقط بسبب علاقة زوجي عبدالله جلاب الحميمة بعلي ولكن لسبب آخر خاص جداً وددت مشاركتكم فيه فقد ظلّ حبيساً ولا ينبغي له أن يكون: في ذهني محفورة حفلة خاصة صغيرة جداً حفل صغير جداً من حوالي عشرين شخص فقط حفل عيد زواج حواء أحمد عبدالقيوم (رحمها الله) الأول حواء هي شقيقة علي عبدالقيوم الصغرى وكان في قمة المدعويين الفنان محمد وردي الصديق الحميم لعلي عبدالقيوم وأيضاً الشاعر محمد سعيد دفع الله والفنان محمد كرم الله وحواء عبدالقيوم كانت الصديقة الحميمة لشقيقتي ثومة تاج السر وقد كان علي خارج السودان وقتها فطلبت حواء من وردي أن يغني "بسيماتك." وما أن بدأ وردي الغناء بالعود فقط حتى إنفجرت حواء ببكاء مرير وظلت منكفأة على وجهها طوال فترة غناء بسيماتك. فما كان من وردي البديع الحصيف إلاّ أن كسر الأغنية عند نهايتها بالحنينة السكرى سمحة والله ومقدرة نوّرت في الحفلة جات يلا غنّن يا بنات، فابتسمت حواء وواصل الجميع الإحتفاء بزواجها والمرحوم عمر علي حامد في منزلهما الصغير بحي العرضة يدهشني أن ظلت هذه اللحظات محفورة في ذهني وقد كنت يافعة، فلماذا يا ترى؟ ربما للمآسي العميقة التي تلت ذلك الإحتفاء الجميل. فقد أصيبت حواء عبدالقيوم بداء اللوكيميا اللعين وتوفيت وهي في ريعان شبابها في أوائل عشريناتها توفيت حواء دون أن ترى علياً الذي طال شوقها له. ثم توفي زوجها عمر علي حامد بعد سنوات متأثّراً، فقد ربطهما من الحب ما يشابه قصص الخيال وكانت شقيقتي ثومة تحدثنا و تقول: "عمر حواء" مثلما "جميل بثينة" و "عنتر عبلة." ثم توفي علي عبدالقيوم. والمأساة الكبرى أن توفيت إيمان إبنه حواء وعمر الوحيدة التي تركتها حواء أشبه ما يكون في المهد، توفيت إيمان صبية جميلة ووردة بدأت تتفتّح فقد أصيبت إيمان أيضاً بداء االلوكيميا اللعين. جائني خبر وفاة إيمان من شقيقتي ثومة هاتفياً جائني وأنا بعيدة عن الوطن كالصاعقة. يا الله، ويا لهول مصائب هذه الدنيا. رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين. ستظل تلك اللحظات محفورة في ذهني ما حييت. تحياتنا من على البعد إلى كل آل عبدالقيوم الكرام وكل أهل القرير الأحباء. شكراً أستاذ بدرالدين على شحذ هذا الفيض من المشاعر في تخليد علي عبدالقيوم، وشكراً لكم جميعاُ. سعاد تاج السر فينيكس، أريزونا، 30 سبتمبر 2007