|
الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
|
تمهيد التواجد بين أضابير الحزب الشيوعي السوداني خلال مجمل مراحله منذ التأسيس في أربعينيات القرن المنصرم حتى تاريخه وعلى مختلف مستويات هيئاته ومكاتبه وفروعه وخلاياه ، تعد من أثرى التجارب الحياتية على المستوى الفردي، يتراكم خلالها كم هائل من المعرفة والخبرة وهي تجربة لا يحظى بها كل إنسان بل يجب على من يختارها ويذكى لها أن يختبر ويمتحن وأن يصبر ويضحي وأن يثبت جدارته بنيلها .. وقد يكون الاختبار في بعض مراحله هو مواجهة الموت أو الموت نفسه كما جرى للكثيرين منهم حيث قضى الكثيرين نحبهم كما جرى في مجازر الشجرة أوتحت حبال المشانق لشهداء يوليو 1971 أو بالتعذيب كما جرى للدكتور علي فضل ورفاقه في عهد الإنقاذيين .. وكان يمكن أن ينجو بجلدتهم لو تنكروا له، وأعلنوا توبتهم منه في ولو كذبا في تلك الساعات الحالكة التي لا يفصل بين الحياة وبين الموت فيها سوى رمق .. لذا يكون الدخول فيه وقبول العضو به صعبا ويزداد صعوبة وتطول فترة الترشيح ردحا حسب المرحلة والظروف السياسية التي تمر بها البلاد... وفي بعض الظروف تستغرق فترة القبول "أي الترشيح " سنوات وسنوات من الإنتظار. وكما أن الولوج له صعب كذلك فإن الخروج منه أصعب وهو أقصى ما يمكن للحزب أن يفعله بالعضو، فالحرمان من العضوية للشيوعي القح هو أمر دونه الغالي والنفيس... كل من خاض تلك التجربة بصدق، حتى من هجر الحزب وناصبه العداء نجده فخور بها، يجتر ذكراها في مجالسه الخاصة كأنه لم يحي سواها . والكثيرين ممن يملئون الساحة اليوم ضجيجا في الثقافة أو في السياسة يستمدون شرعية جودهم الراهن من تجربتهم السابقة بين أضابيره.. والذين اختبروا المعتقلات والسجون بسببه خاصة بعد ردة يوليو1971 ، يذكرون تلك الفترة ويتغنون بها كأنها مرحلة نقاهة واستجمام قضوها في أحدى جزر هاواي أو على ساحل البحر الأسود .. يحتسون الماي تاي المثلج ويتبادلون أنخاب الأستوليشنيا النقية وليس بين تلك الجدران الصماء والأفرش المهترئة.
دايرنك نحنا وحارنك المامن شعبنا ما منك للشمس حتمشي مبارينك فخرا للشعب السوداني والطبقة العاملة الثورية
وللحديث بقية
|
|
|
|
|
|
|
|
|