|
Re: الفلسفة الإسلامية والثقافة العربية وأثرهما في المجتمع السوداني (Re: عاطف عبدالله)
|
في أحد اللقاءات الثقافية بمدينة أبوظبي والتي ألف السودانيين حضورها والتحضير لها ، وكانت الحوار ساخنا يدور حول الهٌوية والثقافة السودانية طرح أحد الحاضرين تساؤل حول جدوى وجود السودان بمنظمتي جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي وهل الانضواء تحت لواء هاتين المنظمتين عاد بالنفع على السودان ؟ وهل قدمتا ما يساعد على توحيد وتأسيس الدولة وخلق قومية متماسكة ؟ أم أن لهما دوراً في السياسات التي تعمل على تغليب الثقافة العروبية الإسلاماوية على حساب الثقافات الأخرى ، وتزييف الهوية السودانية ذات التضاريس المتنوعة التي لا يمكن بأي حال أن تصفها بأنها عربية العرق أو مسلمة العقيدة بصفة مطلقة أو شبه مطلقة.. ثم تشعب الحوار حتى بدأ البعض يخوض في غمار المحظور عن الثقافة العربية والعقيدة الإسلامية وأثرهما في الوحدة الوطنية وتكوين الهوية السودانية ، وعلاقتهما بالحرب التي تدور رحاها لأكثر من خمسين عاما في السودان . الذي استوقفني في هذه التساؤلات المشروعة هو أنها لم تعد تدور همسا بل علنا ومن خلال كل المنابر السياسية المختلفة وفي المنتديات الثقافية والصحف وفي الجلسات الخاصة حيث ولع السودانيين المعروف بتناول السياسية ليس فقط كأخبار وأحداث بل بالتحليل حسب المواقف الحزبية والقبلية والجهوية المتنوعة والمتعددة لكل فرد. قبل الإجابة على تلك الأسئلة لابد من إحاطة تاريخية لسبر أغوار الوجود الثقافي العربي والتداخل اللغوي وانتشار العقيدة الإسلامية في السودان ، وعلاقة الجنوب بالشمال والوحدة الوطنية على ضوء هاتين الركيزتين الإسلام والعروبة.
من خلال هذه الدراسة للمجتمع السوداني سوف أتطرق للمؤثرات التاريخية في تركيبة المجتمع السوداني وأثر الثقافة العربية والإسلامية على تطور ونمو البلاد وبناء الوحدة الوطنية . وسأخوض في المحاور الرئيسية للمتغيرات الكيفية والتحولات النوعية والمحطات التاريخية الكبرى للبلاد وأثرها في الثقافات السودانية وذلك من خلال المحطات التالية : المحطة الأولى : سقوط الممالك المسيحية وقيام سلطنة الفونج ( التحول من المسيحية للإسلام ) المحطة الثانية : الغزو التركي المصري في القرن التاسع عشر ( تأسيس كيان الدولة الموحدة و الخلافة الإسلامية ) المحطة الثالثة : المهدية ( ثورة الفقراء وعلماء الدين ) المحطة الرابعة : الحكم الثنائي وقانون المناطق المغلقة وأثره في انتشار الثقافة العربية والإسلامية في الجنوب المحطة الخامسة : الاستقلال والحكومات الوطنية واستغلال الدين في أغراض سياسية المحطة الختامية : محاولة الإجابة على التساؤل الكبير هل اللغة العربية والديانة الإسلامية هما العائق في طريق الوحدة الوطنية ؟ وما هو أثرهما في الوحدة الوطنية وتكوين الهوية السودانية ، وعلاقتهما بالحرب التي تدور رحاها لأكثر من خمسين عاما في السودان .
|
|
|
|
|
|
|
|
|