هل مستقبل لندن أسلامى??????????????

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هبة مصطفى(bint_alahfad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2007, 11:20 AM

al-Hameem

تاريخ التسجيل: 01-29-2004
مجموع المشاركات: 251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? (Re: al-Hameem)

    اللادينيون والملحدون الجدد يدقون ناقوس الخطر: حان الوقت من اجل تفكير انساني جديد!
    2007/07/04

    ناجي طاهر
    كاتب لبناني مقيم في المانيا


    في اواسط شهر آب (اغسطس) سنة 2005، وغداة زيارة البابا بيندوكتس السادس عشر الي مدينة كولونيا، وزع اتحاد الانسانيين الالمان بياناً علي الصحف، يستغربون فيه تجاهل الباب للملايين من اللادينيين والملحدين والعلمانيين في المانيا، عندما التقي، مع ممثلين عن البروتستانت والكاثوليك من المسيحيين وكذلك مع ممثلين عن اليهود والمسلمين .. هذا، وقد تزامنت زيارة البابا بشكل ملفت، مع مناسبة انعقاد اليوم العالمي للشبيبة، الذي استضافته هذه المدينة الالمانية المشهورة بكنيستها التاريخية.
    لا ريب ان ظاهرة عودة الدين او الحنين الي الاصول اضافة الي العولمة هما ابرز ظواهر او سمات هذا العصر.
    كما ان المتابع العادي لمجريات الاحداث عبر العالم او في اوروبا والمانيا، سرعان ما يلاحظ طغيان الاخبار او الاحداث التي يغلب عليها طابع الصراعات الطائفية او المذهبية، حيث تبرز فيها صور لرجال الدين.
    في المقابل نشاهد انحساراً للغة العلمية والموضوعية لدي المواقع، التي تعالج اكثر هذه المواضيع. وكذلك تزايد معدلات حضور وهيمنة الاصوات الدينية المتطرفة ايضاً هنا (في الغرب)، التي تكتسح الساحة الاعلامية متوسلة روح العصر لناحية الازياء واللغة الحديثة. بازاء هذا بدات اصوات شريحة واسعة من الالمان، كانت صامتة، او بلغة اخري، كانت تجد نفسها غير معنية بما يدور من حولها وفي العالم من احداث وتحولات، فبدات بأزاء هذا ترفع الصوت مطالبة بحقوقها ومعلنة عن وجودها وضرورة اخذ الجميع لهذا الوجود في عين الحسبان: انهم اللادينيون او الملحدون الجدد او الانسانيون. تتعدد اسماؤهم كما لا تنعدم الاختلافات بينهم. لا يجمعهم اطار واحد ولا ينضوون في حزب واحد او احزاب بعينها. وهذا بعد ان كانوا يعيشون في حالة من الاسترخاء والطمأنينة وعدم الشعور بأي تهديد قد يطال مكتسباتهم في حرية التعبير عن آرائهم وممارسة كل ما يريدونه سوي ما يخالف حدود القانون.. وربما لهذا السبب تراهم ضعيفي التنظيم في المجتمع الالماني، وذلك ربما لانهم لا يشعرون بدافع ايديولوجي قوي يدفعهم الي التأطر في تنظيمات موجهة، تهدف الي تعميم فكرهم. وقد يكون خير مثال علي هذا، العدد الهزيل نسبياً لاعضاء اتحاد الانسانيين الالمان احد اكبر تجمعات الملحدين هنا ويضم حوالي عشرة الآف عضو. ميخائيل شميت سالومون هو بلا شك ابرز الاسماء لديهم. كتابه بيان الانسانية التطورية تربع علي راس قائمة افضل المبيعات وكذلك شغل المركز الثاني في افضل مبيعات دار امازون. وهو يفسر ضعف دورهم وقلة فعاليتهم في المجتمع لان الدين لا يشكل بالنسبة للناس هنا اية اهمية ولا يلعب اي دور في حياتهم اليومية.. فنحن بالتالي لا نشعر بوجود اي تهديد او اي خصم .
    هربرت ستيفن (72 سنة) رجل غني، ولكن لا يحصل مغنو النجوم (جماعة الكنيسة) منه علي سنت واحد.
    ممنوع الصلاة ، كُتب علي يافطة عُلّقت علي باب قاعة قرب بيته حيث يتجمع الملحدون الالمان، يسمونها جمعية غيدارانو برونو، الذي احرقته الكنيسة عام 1600 جراء آرائه العلميه التي كانت مخالفة لتعاليم الكنيسة. انهم ثلث الالمان تماماً كالبروتستانت والكاثوليك. والمجلس المركزي للهيئات سوف يتعامل معهم تماماً كما يتعامل مع الكنيسة وفق ديرشبيغل (26.05.2007).. وتشير احصاءات سابقة اجريت في تسعينات القرن الماضي الي ان 47% من الالمان يعتبرون انفسهم لادينيين و9% يعتبرون انفسهم ملحدين وترتفع النسبة في المانيا الشرقية الي 18%. ولا شك ان شيئاً من التماهي بين حدود المصطلحين يؤشر لوجود تداخل بينهما، ولكنهما يؤشران بشكل واضح الي ان حالة من قلة الاكتراث بالدين متفشية في المجتمع، تتبدّي وتعبر عن نفسها بمصطلحات وتسميات متقاربة. والملفت ان من يعتبرون انفسهم مؤمنين يذهب 9% منهم فقط قداس الاحد، كما ان 31% ممن اعتبروا انفسهم بروتستانت يؤمنون بـ قوة عليا وليس بالاله الذي تدعو الكنيسة اليه.
    وقد بيّن استطلاع عالمي للايمان والالحاد، قامت به وول ستريت جورنال العام 2004، ان 12,5% من سكان العالم غير مؤمنين (لادينين) و2,4 % ملحدين. هذا في مقابل، 32,9% مسيحيين، و19,8%مسلمين. (ديرشبيغل العدد الآنف الذكر، نقلاً عن الموسوعة البريطانية).
    ومن بين النتائج التي كشف عنها ان 25% من مواطني اوروبا الغربية يعلنون انهم لا يؤمنون بالله ويصفون انفسهم بانهم ملحدون وهي النسبة الاعلي في العالم مقارنة مع 8% في الولايات المتحدة و1% في تركيا.
    فيما حلّت الجمهورية التشيكية في طليعة البلدان الملحدة (49%) ومن ثمّ هولندا (41%) فالدنمارك (37%)..
    ربما تقارب هذه الارقام الصورة المنطبعة في الاذهان عن اوروبا العلمانية او اوروبا الكافرة كما وصفها مرةً احد دعاة اليمين المحافظ الامريكي.
    ولكن علي ما يبدو ان شبحاً آخر يهيم ويجتاح اوروبا، لكنه ليس شبح الشيوعية كما سطر ماركس بيانه الشيوعي الشهير سنة 1848، وانما شبح الدين هذه المرة .. الدين العائد من جديد بكل قوته واساطيره ولغته المفارقة .. بازاء هذا، وتحديداً اثر احداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001، بدأت الشريحة الصامتة هنا، اي ورثة عصور التنوير والثورة الفرنسية والعلوم الحديثة ونظرية التطور، بداوا يستشعرون خطر سحب البساط من تحتهم وتسلل الدينيين الي شتي اروقة المجتمع والحياة، بدءاً من السياسة وامتداداً الي الساحات العلمية والاكاديمية والاجتماعية وغيرها.. لهذا تداعت شخصيات علمية الي دق ناقوس الخطر لدي العلمانيين والملحدين والانسانيين عموماً، داعية الي ضرورة تحديث الفكر الانساني وتطويره بغية عد العدة للمواجهة التي باتت علي الابواب. الله، هو سبب كل هذا!، الحملة الصليبية للملحدين الجدد ، هكذا عنونت ديرشبيغل (العدد المذكور سابقاً). وقد افردت علي صفحاتها مقابلات مع ثلاثة من ابرز منظري ومتصدري هذا التيار الجديد، ريتشارد دافكينز، واونفراي، واوديفريدي. وعرضت لما يُسمي بالوصايا العشر الالحادية الجديدة، اضافة الي تحقيق عن اعداد وواقع الملحدين في المانيا والعالم. دورهم وما يتطلعون اليه..
    ريتشارد دافكينز، هو بابا الملحدين الجدد عبر العالم بلا منازع، بابا كل من يري بضرورة تحرير العالم من الايمان والملالي.. ومن الحروب الدينية كتبت ديرشبيغل . دافكينز (66 عاماً) عالم احياء تطوري من جامعة اوكسفورد، اختير من قبل قراء كل من بروسبكت البريطانية، و يو اس ماغازين و فورين بولسي كأحد ثلاثة عباقرة يقودون العالم.
    وهو صاحب الكتاب الشهير حول داروين الجينة الانانية وصاحب كتاب الوهم الالهي ، الذي بقي لمدة 30 اسبوعاً علي راس قائمة افضل المبيعات في امريكا وبريطانيا وقد صدر له في المانيا مؤخراً كتاب اكبر من بعض الاناجيل ، عن دار خدمة الصحافة الانسانية.
    في السنوات العشرين المنصرمة، اصبح الدين سهلاً جداً، مَن يؤمن يحصل علي امتيازات شتي. الاساقفة اصبحوا يُعاملون باحترام مبالغ فيه ويُدعون الي مؤتمرات علم الاخلاق. الجديد في الامر، ان الكيل قد طفح!، واصبحنا امام وضع لا يُحتمل.. وهذا الامر ينطبق بالطبع علي الاسلام المتنامي بقوة ، يقول دافكينز. نحن نُجر الي ميدان المواجهة والجملة القديمة التي كان كل واحد منا يتسلح بها اي، انا لا اؤمن وهذا ايضاً جيد هكذا يبدو انها لم تعد تفيد بشيء، او بالاحري لم تؤدِ علي الارجح الاّ الي اقصائنا عن ميادين الحياة الفاعلة .. فيما نلاحظ عودة الدين الي اشكال ومواقع كثيرة في حياتنا .. وتحكمهم في السلطة والاعلام وفي مواطن كثيرة من المجتمع.. وبالتالي بات علينا المواجهة والاستعداد والمجاهرة باعلي صوت للذود عن وجودنا ومكاسب الحضارة البشرية، وبالطبع سلاحنا في معركتنا هذه هما العلم والعقل .
    بهذه المقدمة تستهل ديرشبيغل ومعها دافكينز الدخول في هذا الموضوع، قبل ان يبدأ هذا الاخير الكيل او الانتقاد لمواقف الفاتيكان المنددة بالرسوم الكاريكاتورية.. وصولاً الي حديث الرئيس الايراني احمدي نجاد، عن نور الامام الغائب ، وذلك اثناء القاء كلمته في الامم المتحدة حول ملف بلاده النووي. وعلي الرغم من نسبة الـ44% من الامريكيين الذين يؤمنون، ان المسيح سوف يظهر في الخمسين سنة القادمة، يبقي دافكينز متفائلاً بحدوث تغير في الوعي، وان الناس سوف تفهم في نهاية المطاف. ويتابع دافكينز كلامه: تخيلوا لو ان العالم كان بلا دين!، لما كان لدينا 11 ايلول (سبتمبر)، ولما وُجد الانتحاريون ولا محاكم التفتيش ولا الصراع بين اسرائيل وفلسطين ولا المجازر في البوسنة ولا ملاحقة لليهود علي انهم صالبو المسيح. ولا القلاقل في ايرلندا الشمالية. ولكان لدينا عالم بلا طالبان او بلا الختان بالاكراه ولا جرائم الشرف في برلين كرويتسبرغ (منطقة في برلين وقعت فيها جريمة شرف بحق فتاة من الجالية الاسلامية، احدثت هذه القضية ضجة كبيرة ولاقت انتقادات واسعة في المجتمع الالماني)، ولا كان لدينا جورج بوش الذي يتحدث عن ارض الانبياء قبل 2000 عام قبل ان يرمي قنابله.. لولا كل هذا لكان لدينا الجنة علي الارض .. و لكن اذا كانت جنة دافكينز التي يحلم بها، قد فُقدت بفعل الدين، فكيف تراه يفسر الحروب العالمية الثلاث الاخيرة، الاولي والثانية والباردة، التي لم تكن حروباً دينية؟! هذا، وان كانت الحرب الباردة لم تقع مباشرة بين ما كان يُعرف بالجبارين حينها (امريكا والاتحاد السوفياتي)، غير ان حروباً تابعة لها كثيرة وقعت بالوكالة عن صاحبيها. وقد سقط جراء هذه الحروب ملايين الضحايا عبر العالم.
    ميشيل اونفراي: هو نبي الملحدين الجدد في فرنسا، وصاحب مبدأ المزاج، 48 سنة، اصدر 32 كتاباً، طالما الناس يموتون، طالما الله موجود.. انه الملاذ الاخير لهم من فكرة الموت... البابا الجديد فيلسوف كبير.. ، كانت هذه عينة عن افكاره. امّا عن القول بضرورة مواجهة التطرف الاسلامي خاصة بعد احداث 11 ايلول، انطلاقاً من القيم اليهودية- المسيحية يقول اونفراي، انا لست مجبراً علي الاختيار بين شرين، كما كان عليه الحال اثناء الحرب الباردة، اليوم لدينا تماماً نفس المثال، اذ يُفرض علينا وفق ما يسمي بحرب الثقافات، ان نختار بين بوش او بين بن لادن، الاول مدمن كحول سابق، وهو يتحدث مع الله باستمرار ويخبره بما يتوجب عليه فعله، وعلي الجهة الثانية يقف بن لادن الذي يقول، يجب ابادة الكفار . ويقترح اونفراي لمواجهة التطرف والاصولية العودة الي فلسفة الانوار والعقل. ولكن ماذا بشأن مقولة التسامح ايضاً؟ تسأله ديرشبيغل ، نعم ولكن يوجد حدود للتسامح ايضاً وحرية التعبير ولكن هذه يجب ان لا تعني تعميم الكذب والخداع .. ولكن بكل الاحوال لا يتوجب علينا ان ننجر الي الحرب التي يريدها المسلمون بحجة الذود عن سيادة الطابع اليهودي\ المسيحي لمجتمعاتنا.
    وحول مقولة، الدين الينبوع الاول للاخلاق ، يقول، الاخلاق عند الاغريق او الرومان لم تكن علي صلة بالدين .
    امّا حول القول، ان من دون الله ووصاياه ونواهيه سوف يكون كل شيء مُباحاً . يقول اونفراي، نعم، هذه قالها دوستويفسكي، وانا ازعم العكس، فلان الله موجود، كل شيء مُباح. الم تقع باسمه المجازر والابادات الجماعية والملاحقات؟ انا لا اعتقد ان وجود الله قد دفع الانسان الي وقف الشرور .
    سام هاريس: هو مرشد وزعيم آخر للملحدين الجدد في امريكا، وهو صاحب القول: باسم الاب بيتاغوراس والابن ارخميدس والروح القدس نيوتن . وانه لولا 11 ايلول (سبتمبر) لما وُجد ملحدون جدد .
    تماماً بعد يوم واحد من ذلك الحدث، بدأ سام هاريس كتابة كتابه. كثيرون من مواطنيه راحوا حينها يتساءلون:
    اليس لانه يوجد في امريكا هذا الكم من المثليين والمدمنين، الا يكون الله لاجل هذه الخطايا يعاقبنا؟ . وهذا، باي حال، ما قاله ايضاً القس جيري فالويل علي التلفزيون الامريكي. هاريس (دكتور في علم الاعصاب) كان في الرابعة والثلاثين من عمره وقت 11 ايلول، وقد تفكّر في الامر بطريقة اخري: ليس غضب الله هو المشكلة، وانما الله نفسه.. من دون الايمان بالله لما وُجد الكثير من الفظائع!.. وبعد مئات من السنين من البحث العلمي وما توصلت اليه هذه العلوم حول عمر الحياة وعمر ارضنا الذي يعود الي ملايين من السنين، فان اكثر من نصف جيراني لا يزالون يؤمنون بان عمر هذا الكون كله 6000 عام .
    هذا ولا يستطيع هاريس ان يصدق، كيف ان بوش والكونغرس قد اُنتخبوا من قبل هؤلاء الذين لا يوجد ادني شك لديهم بان الديناصورات قد سبق لها ان عاشت علي سفينة نوح. كتابه نهاية الايمان بيع منه 270 الف نسخة، فيما رفض عرضاً لترجمة هذا الكتاب الي العربية، قائلاً، لانه سيكون بالنسبة لاي مترجم، بمثابة حكم بالقتل . كتابه الثاني رسالة الي الامة المسيحية ، صدر في ايلول (سبتمبر) 2006.
    الي هذا، نشرت ديرشبيغل وصايا الملحدين الجدد العشر، نتوقف عند بعض النود منها:
    1- لا يوجد بكل ثقة خالصة من اية احتمالية، اية قوة خارج او فوق الطبيعة.. الظواهر غير المفسرة ليست دليلاً علي العجائب، وانما علي عدم اكتفاء البحث العلمي بصددها... الالحاد ليس علاجاً ضد الايمان ولكنه استرجاع للصحة النفسية التي كانت مفقودة.
    2- الله منتج من قبل البشرية وليس العكس... بعض الافكار الشائعة مثال: يوجد حياة بعد الموت هي بمثابة الفيروس..
    3- التعايش السلمي مع المؤمنين انتهي. الملحدون الجدد ليسوا لا ادريين حيال المفسرين المؤمنين. منذ اللحظة التي صدرت بها الفتوي ضد الكاتب سلمان رشدي، واعلان الجهاد الجديد ضد الحداثة، لقد انتهي عهد المزيج الديني للثقافات. انا لا استطيع ان اقول، حسناً انت تستمر بالحلم بامامك الشيعي الغائب، وانا اتابع دراستي لتوماس بايني وجورج اورويل، لان العالم فسيح جداً ويتسع لنا نحن الاثنين. فالمؤمن الحقيقي لا يستطيع التوقف قبل ان يركع كل هذا العالم . (هيتشينز).
    6- بدون وجود الله، كل شيء مُباح؟ جملة بلا معني، اذ انه توجد اخلاق بدون الايمان .. لا يوجد معايير عامة صالحة ما وراء الثقافات والازمان. فقط التجارب القاسية التي منها تستخرج الاحكام. الانسان هو الخالق وهو سيد كل معيار.
    7- العلم والايمان هما كالماء والنار، لا يوجد ما هو مشترك بينهما...
    9- لا يسمح اعطاء اية حقوق خاصة للاديان. المشاعر الدينية ليست حقوقاً او قيماً محفوظة او يجب ان تُصان كحرية الفن والسياسة والاخلاق..الوحشية والغباوة لا يجب ان تمر بلا مساءلة، فقط لانها ممهورة بختم الدين. المسيحية كدين ليست افضل من الاسلام او اليهودية: اذا ما قبلنا بهذا المبدأ، يتوجب علينا ان نحترم المؤمن الذي يوافق علي هذا المبدأ، لهذا نحن لا يفترض بنا ان نقدم اي احترام لايمان بن لادن (دافكينز).
    ولكن اللافت في كل هذا ان ثمة محاولة حثيثة من قبل دعاة حرب الحضارات والثقافات، لجر واستدراج تلك الشريحة النائمة او اللامبالية بالدين وبالصراعات التي تنشب باسمه، وذلك عبر تصوير الخطر الاسلامي علي انه خطر خارجي وداهم يواجه بنيان الحضارة الغربية برمتها، وهو لا يفرق بذلك بين يمين هذه الحضارة او يسارها، ولا بين ملحديها ومؤمنيها.. وهؤلاء يؤشرون الي قرون التصالح التاريخية الاخيرة، التي جرت بين الكنيسة والعلمانيين في الغرب، وبان الحركات الالحادية في الغرب لم تكن حالات انشقاقية تماماً عن الجذور اليهودية\المسيحية التأسيسية لتلك الحضارة.
    وهذا باي حال ما قد يُستشف من كلام دافكينز نفسه، بان كلمة ملحد في امريكا، تلقي صديً غير مشرف، ويتم النظر الي الملحدين تماماً كالنظر الي المثليين جنسياً. وان الملحدين الجدد هناك يتسترون تحت اسماء مختلفة. وهم في اغلبهم من المشتغلين بالفلسفة والعلوم الطبيعية، الذين يطلون برؤوسهم علي الكثير من منابر النقاش التلفزيوني الحر، امثال ، كريستوفر هيتشينز ، التروتسكي السابق في انكلترا، والذي تلقي طروحاته اليوم، اعجاب المحافظين الجدد في امريكا. كتابه الله ليس (اكبر) كبيراً ، يلقي رواجاً كبيراً في تلك الاوساط. الدين يسمم كل شيء وهو عدو العلم ، يقول هيتشينز .
    ويتضح من ذلك كله، ان ثمة محاولة جلية لتوجيه الموضوع نحو غاية بعينها وهي الاصرار علي تاصيل الصراع وفرز مكوناته ومركباته بشكل حاد وعامودي، لا يترك اي مجال لتقاطع افكار انسانية كبري وجامعة يلتقي عليها بشر من كل الاطياف والقارات والامم. وكذلك الي ترسيخ الجذور والاصول اليهودية\المسيحية علي الحضارة الغربية القديمة منها والمعاصرة، وانه بالتالي علي الملحدين الجدد الانضواء في هذا الركب، كون الالحادية الغربية تبقي تنويعاً من النسيج الداخلي الغربي بينما الاصولية الاسلامية، مشروع غريب ومعاد.
    واللافت بهذا السياق، هو دأب كثيرين من المفكرين في الغرب، علي دمج التسميتين (اليهودية والمسيحية) مع بعضهما البعض، بشكل يكاد يرسخ في الاذهان علي انهما شيء او مركب واحد او ان احدهما مكمل للآخر. يُذكر كذلك في هذا الاطار، ان ثمة اتجاهات فلسفية الحادية يهودية ـ مسيحية في المجال الغربي، سعت الي تعميق الصلة بين افكار التنوير والاشتراكية وتلك الاصول الدينية، كحال الفيلسوف ارنست بلوخ (1977-1885)، اليهودي القريب من الماركسية واحد ملهمي ثورة شباب 1968، فهو يجد روابط وثيقة بين الاشتراكية والاصول اليهودية المسيحية، وذلك في كتابه الشهير مبدا الامل . كذلك في كتابه الالحاد في المسيحية والعنوان الثاني لهذا الكتاب، وحده الملحد يمكن ان يكون مسيحياً جيداً، ولكن بلا شك ايضاً، انه فقط المسيحي يقدر ان يكون ملحداً جيداً . او كحال والتر بنيامين الذي حاول الجمع بين اللاهوت والماركسية، وبين المسيحية ـ اليهودية والمادية التاريخية، وبين الصراع الطبقي والخلاص المسيحي.
    ولربما يكون يورغن هابرماس، فيلسوف الدولة الالمانية الرسمي والاخير من رعيل الفلاسفة الكبار الذي ما يزال علي قيد الحياة، احد ابرز الامثلة علي ظاهرة عودة الدين، والتي انعكست تحولاً في اتجاهات هذا الفيلسوف نفسه الذي كان ينأي في فلسفته السابقة عن التطرق لموضوع الدين الاّ بشكل عابر، ولكن غير بعيد عمّا سبق واشرنا اليه، فها هو في كتابه الشهير نظرية الفعل التواصلي يذهب الي ان افكار المساواة والعدل الحديثة وحتي نظرية العقد ، كلها مشتقة من عهود ومواثيق العهد القديم. الا انه درج في الآونة الاخيرة علي اصدار عدة كتب تصب كلها في سياق ظاهرة عودة الدين، ولعل ابرزها مقالات في العقل، والله والحداثة . وحديثه عن ظهور مجتمعات ما بعد علمانية، وربما يشير بذلك الي امريكا. وصولاً الي دعوته الي ضرورة تحديث او توسيع مفهوم التسامح بحيث يتوجب ايضاً علي العلمانيين ان يحترموا ايضاً قناعات الآخرين ..
    ومن نافل القول ان هذا التاصيل الحضاري يكاد يتقاطع ويتشابه مع ذاك الذي يعقده مفكرون اسلاميون كثر في عالمنا العربي والاسلامي اضافة لكثير من مقولات الفكر الاسلامي المعاصر (الليبرالي والاصولي)، التي تجمع كل مكونات الغرب في سلة واحدة، وهي تري الي تلك الظواهر السياسية والفكرية التي ظهرت في الغرب كالعلمانية والاشتراكية والانسانية، مجرد تعبيرات نشأت في اطار حراك الحضارة الغربية وتصب كلها بالتالي في خدمة مشروعها الحضاري الذي قام في اساسه علي التمركز علي الذات الغربية وعمد الي استعمار وحتي ابادة الآخر .. او انتاجه وفق اكثر تقدير متساهل، علي الصورة التي تناسبه كذات متفوقة باستحواذها علي العقل وســــيطرتها علي الطبيعة فيما الآخر الشرقي يقبع في مرتبة دنيا من سلم التطور .. ومســـتغرق ابداً خـــارج العقل.. وحتي خارج الدين..
    في مقابل هذا، نجد ان التاصيل من الطرف الغربي يمتد ليصل الي حد القول باختلاف الاله الواحد الذي يعبده اتباع الديانات التوحيدية الثلاث ..او تفكيك مقولة وحدانية اله الاديان السماوية الثلاث، اي ذلك القول الشعبي الذي ما ينفك المرء يسمعه عندما يتلاقي ابناء هذه الديانات، بان الهنا واحد، وانما تختلف طرق كل واحد منا في الوصول اليه ، يبدو ان هذه المقولة التعايشية الشعبية البسيطة لم تعد تروق ايضاً، للتأصيليين الجدد، فكثيراً ما بتنا نسمع بما يفيد بعكس هذه المسلمة، وهذا باي حال ما كتبه فيرنر جيت في كتابه و الاديان الاخري؟ (الطبعة التاسعة،المانيا، 2006 ص57)، في عيد ميلادي قال لي احد المسلمين، اننا نصلي لذات الاله. فقلت له، نحن نستطيع بسرعة التحقق من ذلك. وسألته، هل ربكم هو اب المسيح؟ لا أبداً، الله ليس لديه اولاد، فهذا انتقاص للذات الالهية. اجابني. فقلت له، ارأيت، ربي هو اب يسوع، لهذا لا يمكن ان يكون الهكم هو نفسه الهنا! .
    كيف لا طالما ان راس الكنيسة الكاثوليكية الحالي، اي البابا بينديكت السادس عشر يذهب الي ابعد من ذلك، اذ يقول، ان اليهود والمسيحين يعرفون الله كلوغوس (عقل) وكنور ومنبع كل القوانين والمعارف، وهذا فارق جوهري عن الاسلام، حيث الارادة الالهية تصادر العقل والطبيعة. كل ما يشاءه الله يحدث، بمعزل عن الاسباب والمباديء (الطبيعية) ( دير شبيغل العدد 22 ص 68).
    يبقي للمرء علي ضوء ما سبق ان يتساءل، هل نحن امام قرون وسطي من نوع آخر؟ وهل ان الاديان التوحيدية تخوض مخاض مشروعها الاخير؟ كون مصادرها المؤسسة تكاد تكون هي نفسها لناحية قصة الخلق والقيامة. وهل نحن تالياً نعيش ونشهد الارهاصات الاخيرة لمشروع التوحيد برمته، هذا الذي مضي علي بزوغه ما يربو علي الثلاثة آلاف عام؟ وهل ان العقود القادمة، اضافة لما قد تحمله من حروب دامية، ستكون علي الاغلب ذات طابع ديني، ستكون المحك او الاختبار العملي، لتنبؤات هذه الاديان التوحيدية الثلاث بقرب نهاية العالم؟! وكيف سيكون تالياً، موقف العلمانيين واللادينيين وغيرهم بازاء هذا التحدي او هذه القسمة العالمية الجديدة للبشر، الي فسطاطي الاخيار والاشرار؟
    تعريف اللادينية والالحاد:
    اللادينية: هي اتجاه فكري يرفض مرجعية الدين في حياة الانسان ويؤمن بحق الانسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين او تحكم شريعة ، فاللادينية تري ان النص الديني ايا كان اسمه هو مجرد نص بشري محض لا ينطوي علي قداسة خاصة ولا يعبر عن الحقيقة المطلقة التي تسمو علي الشك.
    واللادينية ضمن هذا الفهم تختلف عن المفهوم التقليدي للالحاد الذي يتخذ من قضية انكار وجود الخالق منطلقا وركيزة اساسية، بينما تقدم اللادينية تصورا اكثر شمولا واتساعا للدين.. وبناءً علي هذا، فان كل ملحد هو لاديني ولكن ليس كل لاديني ملحدا بالضرورة.
    الالحاد: يقسم اغلب الملحدين مفهوم الالحاد الي قسمين اساسيين هما: الالحاد البسيط، وهو عدم الايمان بوجود الآلهة، والالحاد القوي، وهو الايمان بعدم وجود الآلهة.
    - الالحاد البسيط او السلبي، انا لست مقتنعاً بوجود آلهة ، اي هو ينفي وجود اية دلائل موضوعية علي قوة الهية يؤمن بها ولكنه لا ينفي مباشرة وجود الآلهة.
    - الالحاد القوي او الايجابي، انا مقتنع انه لا يوجد آلهة . وهذا ينفي مباشرة وجود الآلهة.
    هذان التعريفان كانا نتاج سنين طويلة من الجدل بين الملحدين انفسهم. فحسب جورج سمث، الملحد القوي هو شخص يعتبر فكرة الاله فكرة غير منطقية وغير موضوعية، ويعتبر النقاش في هذا الموضوع نقاشا غير ذكي. واوضح ان هناك فرقا بين رجل الشارع البسيط الذي ينكر فكرة الاله لاسباب شخصية او نفسية او اجتماعية او سياسية، والملحد الحقيقي، الذي وفق رايه، يجب ان يكون غرضه الرئيسي هو الموضوعية والبحث العلمي وليس التشكيك او مهاجمة او اظهار عدم الاحترام للدين.
    وبالطبع ثمة انواع اخري كثيرة من الالحاد منها علي سبيل المثال: الملحد اليهودي\المسيحي: هو، وفق التعريف الكلاسيكي، ذلك الشخص الذي ياخذ من النقد الديني للانجيل (بعهديه القديم والجديد)، كنقطة انطلاق في عمله ومنهجيته. وهكذا يمكن القول، ملحد مسلم وغيره.
    ـ اللاادرية: لا يمكن معرفة الآلهة من خلال العقل البشري..
                  

العنوان الكاتب Date
هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad06-09-07, 09:06 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad06-09-07, 09:36 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? عصمت العالم06-09-07, 10:25 PM
    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad06-19-07, 02:08 PM
      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? القلب النابض06-25-07, 12:33 PM
        Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-02-07, 11:04 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? الصادق صديق سلمان06-25-07, 12:56 PM
    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? HOPEFUL06-25-07, 01:57 PM
      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? نيازي مصطفى06-25-07, 02:07 PM
      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-05-07, 10:46 PM
    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-02-07, 11:49 PM
      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Abdulgadir Dongos07-03-07, 00:10 AM
        Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-05-07, 10:26 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Abubaker Ahmed06-25-07, 03:39 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Deng06-25-07, 07:38 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? omar ali06-25-07, 11:52 PM
    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? القلب النابض06-26-07, 00:16 AM
      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? jini06-26-07, 00:31 AM
        Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? القلب النابض06-27-07, 04:09 PM
          Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-02-07, 11:21 PM
            Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Tragie Mustafa07-03-07, 00:23 AM
              Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-03-07, 01:02 AM
                Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-03-07, 01:17 AM
                  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? ABDELMAGID ABDELMAGID07-03-07, 02:05 AM
                    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Abdulgadir Dongos07-03-07, 02:57 AM
                      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? HOPEFUL07-03-07, 11:47 AM
                        Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Muhib07-03-07, 04:34 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? omar ali07-03-07, 04:59 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? omar ali07-03-07, 07:56 PM
    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? bint_alahfad07-03-07, 09:06 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Sabri Elshareef07-03-07, 11:02 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Sabri Elshareef07-03-07, 11:07 PM
  Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? Sabri Elshareef07-03-07, 11:50 PM
    Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? al-Hameem07-06-07, 00:51 AM
      Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? al-Hameem07-06-07, 01:32 AM
        Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? al-Hameem07-08-07, 11:20 AM
          Re: هل مستقبل لندن أسلامى?????????????? sudania200008-21-07, 05:19 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de