|
|
 Re: الوطني: فكرة الوعاء الجامع أضرت كثيراً بالحزب !!! (Re: omer osman)
|
تقرير: رضا باعو أكبر الأخطاء التى وقع فيها المؤتمر الوطنى انفتاحه الذى جعل الكثيرين، يتوافدون نحوه عندما أعلن ما سماه الوعاء الجامع، هكذا قال لى أحد قيادات الحزب الذى فضل حجب اسمه.. ويرى أن انفتاح الحزب جاء له بالعديد من الأفراد الذين لا قناعة لهم بمبادىء الحزب الأساسية التى كانت تبنى على الولاء للفكرة، بعيداً عن البحث عن السلطة والمكاسب الشخصية، التى لن تتحقق- من وجهة نظر الكثيرين إلا بالانضمام للمؤتمر الوطني بغض النظر عن صحتها من عدمها . وعندما بدا الحزب النقاش حول تنفيذ فكرة الوعاء الجامع فى عهد دكتور حسن عبدالله الترابى الذي كان حينها أميناً عاماً ًللحزب، كان لبعض القيادات تحفظاتهم على الانفتاح، ولكن فلسفة الترابي وقتها كانت أن ينصهر الوافدون للحزب مع أصحاب الفكرة والولاء، وبذا يتمكن الحزب من كسب قاعدة عريضة من مؤيديه تشكل دعامة حقيقية للحزب وبنائه. غير أن الفكرة لم تجد النجاح بسبب عدم التخطيط الجيد لها، بجانب أن بعض الوافدين الجدد أثروا على أصحاب الفكرة للدرجة التى جعلتهم ينصهرون معهم، على عكس ماخطط له وبدأت بعض القيادات الأصيلة التفكير فى مصالحها الشخصية، بعيداً عن المصلحة العامة، وذلك طبقاً لما أكده لى محدثي بأن تفشي مثل هذه الأمور التي دخلت جديداً على الحزب خصمت من رصيده فى مصداقيته فى التعاطي مع الأمور المختلفة، خلافاً للتأييد الذي كان يجده الحزب سابقاً عندما كان يقود الحرب فى الجنوب. وترى بعض قيادات الحزب الوسيطة أن أس البلاء فى الأمر والذي جعل الجميع يتحدثون عن الفساد والمحاباة والشلليات داخل التنظيم فى الوقت الراهن هوغياب المحاسبة للمخطئين، وبالعكس فى كثير من الأحيان تتدخل بعض الشخصيات النافذة لحمايتهم من المساءلة بحجة الخوف على سمعة الحزب.. الأمر الذي جعل الوطني يدفع العديد من الفواتير الباهظة جراء خروج الأمر من يده. وبالرغم من النجاحات التي حققها عدد كبير من الوافدين للوطني إلا أن استشراء الفساد داخل جسم الحزب خصم من رصيد الحزب الكبير، وهذا ما لا تعترف به قيادات الوطني الآن والذين يجتهدون كثيراً فى نفي وجود مثل هذه الأمور داخل الحزب ويدعون كل من يقول ذلك لتقديم ما يثبت صحة ادعاءاته. وبالمقابل يرى تيار آخر من الوطني أن فكرة الانفتاح جيدة لضرورة استيعاب الحزب لكافة التيارات، بعيداً عن الفكرة العقائدية التى بني عليها الحزب، وتنظر بعض القيادات الى أن فكرة استيعاب التيارات الدينية الأخرى بعيد عن ماقامت عليه الحركة الإسلامية في بداياتها، ويؤكدون أن فكرة الوعاء الجامع تتيح الفرصة للجميع للانضمام للحزب، وممارسة نشاطاتهم المختلفة، بجانب مناقشة قضايا العامة بعيداً عن التخصيص، ويؤكدون أن الوعاء الجامع استوعب تيارات مقبولة أسهمت فى خلق نوع من الحراك الجيد الذى استفاد منه الحزب كثيراً، وأصبح لدى الحزب تيار سياسى مقبول، كما تم استيعاب رموز اجتماعية ورياضية كبيرة لها تأثيرها في المجتمع.. ويرى الكثيرون أهمية أن تكون هناك ضوابط للعمل السياسي للحزب بعد انفتاحه، حيث أصبح عدد كبير يمتهن السياسة كوسيلة لكسب العيش، بعيداً عن التعاطي معها كعمل طوعي. وفى ظل الشد والجذب بين نجاح الفكرة واخفاقاتها، يرى البعض أن الأمر فاقم من الفاقد فى الجهازين التنفيذي والسياسي لسياسة الترضيات، التي أصبح ينتهجها الحزب عند قبوله لكافة المنضمين للوائه، وكان لزاماً عليه أن يوفر لهم السبل الكفيلة لمعاشهم، وهو ماجعل الشقة تتباعد، ووجد الحزب نفسه أمام تحديات جسام، جعلته من الضرورة بمكان أن ينشىء مؤسسات جديدة يستوعب فيها منتسبيه، وأصبح ملتزماً بتوفير كافة الامكانات لها بغض النظر عن نجاحها أو فشلها وهو ماكلف الحزب كثيراً . إذن يحتاج الحزب لضبط الخطاب السياسي فى ظل العدد الكبير من منسوبيه، والذين يملأون الأرض بتصريحاتهم التي كثيراً ما تخصم من رصيده ، بجانب العمل على معالجة الاخفاقات التي تلازمه حتى لا يصبح مثله مثل الأنظمة الحاكمة، والتي دائماً تجد أن الجميع يتعاطفون معها، باعتبارها المسيطرة على مفاصل الدولة والمتحكمة فى اتخاذ القرار فى كافة مستوياته، كما لابد له من إيجاد الآلية المناسبة التى تمكنه من الحفاظ على قوته مع ضرورة الفصل بين المهام السياسية والتنفيذية... حتى لا ينهار الحزب حال فقدانه السلطة باي صورة من الصور، خاصة فى ظل وجود بعض القيادات التي تجاهر بأنها مع الحزب فى (باردته)، ولكن (الحارة ليها ناسها)، وهو ما اصبح عليه حال الكثيرين من منسوبى المؤتمر الوطني فى الوقت الراهن. ويبقى السؤال الذى ينتظر الإجابة هل حقق الوطني مقصده من فكرة الوعاء الجامع؟ أم ما زال أمامه الكثير؟ الأيام المقبلة تحمل فى طياتها الإجابة.
* المصدر : صحيفة آخر لحظة 26 مارس 2011م
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
omer osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست