|
Re: ماذا يريد باقان اموم بعد تمـزيق الوطن وتقسـيمـه ؟ (Re: عمر قسم السيد)
|
باقان الحيْران..! خمسةٌ وعشرون عاماً من أصل ستةٍ وثلاثين عاشتها الحركة الشعبية وهي تُعاني الانشقاقات من داخلها.. ينشقُّ عليها الأفراد وتخرج عليها القبائل وتنشأ عنها الفصائل في بحر الغزال و الاستوائية وأعالي النيل من الدينكا والنوير والشلك وكافة قبائل الجنوب بما فيه مسقط رأس زعيم الحركة وقائدها جون قرنق. هذا غير الانشقاقات التي قُتِلت وتم وأْدُها واغتيل قادتها منذ القاضي مارتين ماجير وغيره من القادة الأوائل وأهل التأريخ السابق في الحركة الشعبية.. وشملت الانشقاقات الصف الأول في الحركة ونواب قرنق منهم من قُتِل ومنهم من أمَّنَتْه قواته إلى أن ورث الحركة ورئاستها.. و طوال هذا التأريخ فشلت الحركة الشعبية في مخاطبة القضايا التي تسببت في هذه الانشقاقات وأدَّت إلى سيل الكثير من الدماء في حرب بين الحركات المتمردة والحركة الأم وكان أكبرها ما جرى في مثلث الموت الشهير الذي سيظل سُبَّةً في تأريخ الحركة الشعبية بما وقع فيه من مجازر وموت ووقائع تشيبُ لها الولدان.. وتنتقل اليوم الحركة الشعبية إلى مرحلة تأسيس دولتها في الجنوب وتحمل معها فشلها في أن توحِّد القوى الجنوبية خلفها وكان أكبر فشلها في فشل محاولات التصالح وتجميع القوى الجنوبية قبل الاستفتاء على حق تقرير المصير وبه أضاعت الحركة الشعبية أكبر فرصة في توحيد القوى الجنوبية وتقديم نفسها كقوة رائدة متفق عليها بين أبناء الجنوب في دولتهم القادمة. الفشل الذريع لا تغطيه ولا تحجب رؤيته المحاولات المتشنجة من باقان أموم في ذرِّ الرماد في العيون وإلصاق فشل الحركة في الغير واتهام المؤتمر الوطني بأنه يسعى إلى إشعال الحرب في الجنوب، مع العلم بأن الحرب مشتعلة أصلاً وهي لا تحتاج إلى وقود وعود كبريت، ولكنها تحتاج إلى عقلاء بقلوب مفتوحة يضمون إليهم أهلهم وعشيرتهم ويتخلون عن روح التسلط والإنفراد التي يمارسونها في الجنوب. معركة الحركة الشعبية الحقيقية ليست مع المؤتمر الوطني وليست في الشمال، إنها هناك في ملكال ومع قوات اللواء أطور والقادة الذين تمردوا في حكم الحركة وعلى قيادتها وبطشها.. والتشنج يعمي البصر خاصةً إذا عميت البصيرة، والرجل الذي يقود الحركة بهذا التشنج لا يدرك أنه وبلاده من يحتاج عون الشمال ومساعدته لهم في إيجاد منفذ لنفطهم إلى الأسواق قبل أن يتجه في رحلة طويلة غير مربحة إلى موانئ أخرى!. لن يجوع الشمال إذا عبر نفط الجنوب إلى ممباسا بدلاً عن بورتسودان.. ولكن الجنوب سيجوع إذا منع الشمال كوادره ومهندسيه وعلماءه الذين يعملون في نفط الجنوب من العمل، والجنوب لن يحتمل الفطام من مال النفط لأيام حتى يجد من يشغل له آباره. نرجو أن يسرع باقان باستصدار قرار من سلفا بوقف تصدير النفط من الشمال وهو القادر على أن يفعل ذلك وهو العالم بمفاتيح الرئيس والزعيم.. ليته يفعل ذلك اليوم حتى تجلب حكومة الشمال إلى أرضها من يعمل في نفط الجنوب وحتى ترسل له حكومة الشمال كل أبناء الجنوب الذين يقيمون في الشمال، وليته ينجح في توفير المأوى لهم بعد فشله الذريع في تأمين العشرات من الآلاف الذين انتقلوا للجنوب قبل الاستفتاء وليجرب حظه مع مئات الآلاف بدلاً عن العشرات منها!.
راشد عبد الرحيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|