|
|
 الرسالة الثانيه من العم عبدالوهاب ينعي فيها زينة بنات الجديد الثورة رانيا
|
في صبحك الاول في بيت الوحدة و الوحشة إمتطى ذلك الوفي سيارتة منطلقاً نحو قريتنا (42 كلم شرق الخرطوم) وهناك صبحك و ترحم عليك سائلا ربه_ بصدق المؤمنين وإلحاف الملحفين_ إكرام النزل ومغفرة الذنب وحسن القبول . لله درك ياعلي ودر الوالدين فما أنجبا إلا وفاءً فائضاً نادراً في زمن الندرة و العوز..... فقد كنت ياعلي حديث أهل القرية _ممن رآك حينها_ إعجاباً و أحتراماً..... أقول هذا و ما أنا بالمتنبي في بلاط الإخشيدي و لكنها حقائق مشهودة .
تذكرين (أميرة للمناسبات) ..... كنا إستأجرنا منها كراسي و بعض أدوات الإضاءة و الزينة يوماً ما ..... و عندما كنا نعد ليوم زفافك ذهبنا إلي ذلك المحل مرة أخري لإستئجار مايلزم من كراسي و أدوات إضاءة و غيرها و قد أحسن مهند و عدنان التعامل بإعتبارنا زبائن..... و عندما علما بالحادث أتيانا و أهلهما معزيين..... بعد إنقضاء فترة العزاء ذهبنا إلي المحل لتسليم العهدة و سداد مستحقات الإيجارة ففاجأنا الفارس الآخر مهند و أقسم بمقلظ اليمين ألآ يدخل في جيبه جنيه واحد أما أم عدنان إنفعالاً مع الحدث جاءتنا في قريتنا مرتين و لا سابق معرفة قبل يوم رحيلك ..... أي شعب هذا !!! حقا صدق شاعرنا نظماً في بلادنا و أهل بلادنا
هام ذاك النهر يستلهم حسنا فإذا عبر بلادى ما تمنى
طــرب النـيـل لديها وتـثـني يحــــكي للأجــيال عــــنا
صدقت .....فالحسن هناخُلُقاً و خَلْقا..... و الكرم و الإيثار نبعه أرض من يقتسمون النبقة ووصيتهم (ضيف الهجوع عشوه) ..... من (تانا) أتانا أزرق هائج و من فكتوريا أتانا أبيض هادئ و في الخرطوم تخلق نيل الحياة فاتخذ سبيلة إلي شمالنا سربا..... فوجد حُسناً تمناه..... عندها تثني وطرب و أطرب و نثرالخضرة يمنى و يسرى فأنبت قمحاً وبت تموده وود لقاي..... فامسك بنو شايق بطنابيرهم ناثرين من الأنغام ما تملك وجدان أمة بحالها .
باسندا..... ضاحية من ضواحي شرقنا الحبيب..... ذهب اليها شيخنا التقي الورع محمد أحمد عبد القادر بحثاً عن حلال الرزق..... في تلك الاصقاع طرق أسماعه نبأ الفاجعة..... تقاطرت أدمع الرحمة مع سؤل الرحمة و المغفرة من شيخنا الجليل و كان لرفقته الحاضرة حينها نصيب من ذلك..... ماكنت أظن أن لشيخنا نصيباً في القريض..... أمسك بيراعه فأتاه البيتان الأول و الثاني ثم إستعصي علية الثالث ..... أسلم مقلتيه إلي الكري ..... أثناء نومة أتاه طيفك الوضئ..... كنت تلبسين من الثياب أبيضها و أجملها..... تضعين علي رأسك تاجاً مرصعاً بكريم الأحجار..... تتوسطين رهطاً من قاصرات الطرف تستمعن إلي د. عبد الله الطيب يلقى عليكن محاضرة في اللغة العربية..... إستيقظ شيخنا فأمسك بيراعه مرة ثانية فتداعي رقراق الكلم و أجمله في يسر يسير فأتم رثاءه لك قصيدة أسماها عروس الحور.
أما بناتي أخواتك: أمل, داليا, لميس, سحر, ريم, رشا ,سارة, سماح..... و أخريات أستميحهن العذر إن أسقطت الذاكرة بعضهن فبعد الستين يبدأ رد الإنسان إلي حيث لايعلم من بعد علم شيئا..... فيعجز القلم إيفاءً لحقوق عروة وثقى..... كن حضوراً دائماً في المستشفي و أمدرمان و الجديد..... و كن نعم الأخوات وفاءً و إخلاصاً..... و لا أزيد إطراءً فالحديث عن الجمال يفسده.
عفوا يا من كنت أري فيها (عكاز عماي) لا أعاتبك و لكن إقراراً للحقيقة أقول لقد تركتني كدرويش الفيتوري متجولاً يذكر الغافلين حكمته الناصحة (مخطئ من ظن أن الأشياء هي الأشياء)..... في بعض الأحيان أظن أنني أحلم و أن ماحدث لم يحدث فاعود إلي نفسي زاجراً مستغفراً سائلاً عفو كريم (بابه مو مسدود) ..... عيناي ترحلان إليك عند كل خلوة مع النفس تعانقان طيفك حركة و سكونا .....و حين أرى نساء قريتي.. بناتي , أخواتي, و أمهاتي أري و أحس نظرات الإشفاق و حزناً ينساب من عبارات التشجيع و المؤاساة وهن لا يقلن إلا حقاً و صدقا وسرعان ما أعود إلي نفسي معاتباً مذكراً لها بما روي لى (إن أخر مانطقت بة لحظة وقوع الحادث كان أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) و بعدها مباشرة دخلت في غيبوبة .....فأحمد الله علي ذلك راضياً بما قضى.
لن يقف القلم إن لم أكسره ففي طينة الأسى من اللواعج ما لا ينضب معينه..... اللهم إنا راضون بقضائك فأنزلن علينا سكينةً و يقينا.. اللهم أملأ قبر رانيا بالرضا و النور و الفسحة و السرور..اللهم أجزها عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً و غفرانا .. اللهم أنزلها منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين.. اللهم أغفر و أرحم و تجاوز عما تعلم فإنك أنت الله الأعز الأكرم و أخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين .
عبد الوهاب عبد الله
|
|
 
|
|
|
|
FAKHER ELDEEN AHMED
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست