|
Re: الخيارات الكبرى للاقتصاد هل يصنع السودانيون النوكيا ؟ (Re: Amjad ibrahim)
|
أستاذي الفاضل أمجد إبراهيم ، أولاً أشكرك كثيرا على هذه القراءة الحصيفة والطرح السلس والربط السليم للحقائق والمعطيات ، ولو أن لدينا نظام سياسي سليم ومعافي ، وبالضرورة قائم على أسس سليمة ومقبولة ومتوافق عليها، لإختلفت الصورة عما هي عليه الآن ، بل لجاء هذا الإختلاف - نحو الأفضل بلا شك - في مراحل سابقة ، منذ أن رحل المستعمر وترك لنا نقاطا مضيئة لا زلنا نتحسر ونبكي عليها. ولا أعتقد أن اهتمام الإنجليز بتمديد السكك الحديدية لمئات الكيلومترات في أنحاء السودان المختلفة ، جاء من فراغ ، بل أن الإهمال الذي لحق بهذه السكك الحديدية ، هو الذي جاء نتاجاً للعقليات المريضة التي تعاقبت على بلادنا ، أستاذي الفاضل ، نويت أن لا أتطرق إلى السياسة ، في معرض هذا التعليق القصير ، ولكن هيهات ... فإن جميع مشاكلنا فيما يبدو ، نابعة من عجز وفساد وعدم كفاءة قياداتنا السياسية المتعاقبة .. ولو أن الأمر يعود إلى ، أستاذي الفاضل ، لجعلت أمثال هذه الأفكار والرؤى التي طرحتها في مقالك الضافي ، لجعلتها وأمثالها من كتابات صدرت وتصدر عن الحادبين من أهل السودان ، أوراق بحث تعكف عليها المراكز البحثية ويسترشد بها القائمون على الشأن العلمي في البلاد ، والذي به ، كما تفضلتم ، تستقيم أمور الحياة ، إجتماعا وإقتصاداً وزراعة وتعليما وشأناً علياً بين الأمم . بل ولدعوتكم وأمثالكم جميعاً للعودة إلى بلادكم للإسهام في نهضتها ، وبدلاً من صرف مخصصات 77 وزير ، بلا طائل سوى المزيد من الإفساد في الشأن العام ، لخصصت هذه الأموال للبحث العلمي ولكفالة العلماء والباحثين وإنشاء المراكز المتخصصة وتجهيزها بأحدث المعدات وأفضل الباحثين والدارسين والعلماء ... أقول لو كان الأمر موكول إلي ، أو إلى غيري ممن أحسبهم يتألمون لأجل بلادنا ، ولأجل حالنا العوجة..بين الأمم ...لكان للسودان بلا شك ...شأن آخر ومكانة تليق به وبإمكاناته المادية والبشرية .. وحسرتي ، معك ، لا تتوقف عند ذكر الصمغ العربي ، الذي عاملته حكوماتنا مثل الدجاجة التي تبيض ذهباً ، دون أن يتكلف أحدهم بتقديم طعام لها ... وفي حدود ما أعلم ، فإنه حتى الآن لم يتم إنشاء مؤسسة بحثية علمية متخصصة في أبحاث الصمغ العربي ، وكان أحرى بنا ، لأنها ثروة قومية ، والأمم التي تحترم أنفسها ، تهتم بدراسة ثرواتها وإنمائها ، بما يحفظ لها كرامتها بين الأمم ... فكيف ونحن في عصر ثورات علمية أنتجت أعقد الآلات وأكثرها كفاءة ، لا نزال نحصد الصمغ بطرق بدائية ، حسنا ، وحتى إن لم يكن من الممكن صنع آلة لطق الصمغ وحصاده - وأشك في عدم إمكانية ذلك - فمن الممكن بلا شك تطوير بنية تحتية تمكن العمال من زيادة انتاجيتهم في طق الصمغ وجمعه ، بل وفي نقله من مكان الإنتاج إلى المصانع .... يبدو أنني سرحت ، فالحديث ذو شجون ...
شكراً لك ، فقد أرحت قلبي قليلاً ..... وأتمنى لك من العزيمة ، ما يقيك شر إحباطات هذا المنبر ....وآمل أن أقرأ لكم المزيد من الرؤى والطروحات ، والله الموفق ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|