وينبغي أن يكون واضحاً: إذا كان الأمر يتعلّق بإدانة وشجب واستنكار، فأنا من أوائل من قام بذلك، وبالعبارات القوية اللائقة به أيضاً! ولكن المطلوب في مثل هذا الحدث المأساويّ أكثر من ذلك: إنّه أمرٌ يستثير كلّ كوامن العاطفة والقيم الإنسانيّة، ويستجيشها لتكون فعلاً مؤثراً يؤدّي إلى إزالة هذا الظلم! ولكن، فلننتبه: ليس المطلوب أيّة عاطفةٍ! المطلوب العاطفة الصادقة فقط! والإنسان في غمرة الانفعال تفوت عليه عملية التمييز، والنقد الذاتي (الأخلاقي) لعواطفه، فالعاطفة التي تولد في نفسك حقداً! وتلك التي تتمثّل في دعوة للعنصرية المقيتة! هاتان العاطفتانِ، ينبغي عليك أن تكبح جماحهما، لأنهما قد تدفعانك أنت كذلك إلى الطغيان على الآخرين، ومن ثمّ من حيث تريد أو لا تريد، يمكن أن يتمخض سلوكك عن تلك الفعلة النكراء، التي قمت بإدانتها أولاً! إذن: الموقف ليس نزعة، أو انفعالا عارضاً: الموقف تعبير إنسانيّ كليّ!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة