مروة التيجاني : خلعوا عني العباءة وهددوني بتصويري صوراً فاضحة >>>>

Quote: المعذبون في الأرض: دماء في الذاكرة..! Wednesday, February 16th, 2011 د. مرتضى الغالي تضامناً مع الميدان مع ضرورات البداية أولاً بالتخلص من سلطان الذين يقومون بتعذيب البشر في السودان، ينبغي علينا التفكير الجاد في إقامة مركز أو متحف في بلادنا لضحايا التعذيب، يشتمل على أنواع التعذيب، وأقبيته، وآلياته، وأدواته، وزبانيته، وضحاياه، تجاربهم، وتجارب ذويهم، وملفات القتلى.. وكتابات الشهود والمراقبين.. والآثار النفسية والجسدية ..الخ حتى نقطع دابر هذا (الفصل المخذي) في حياتنا المعاصرة، وحتى يعلم الناس وتعلم الأجيال الجديدة وكل الدنيا ما يمكن أن تنحدر إليه النفوس المريضة، والسياسة المخزية، ومدى الدرك الذي يمكن أن تصل إليه الخسة والنذالة لدى (زبانية) منهم أساتذة جامعات ومتعلمين وساسة… أصبحوا وزراء وقادة و(دستوريين) كما يقولون عن أنفسهم.. بعد أن تخضبت أياديهم بدماء الضحايا في الأقبية المعتمة، والأماكن المهجورة التي تخلو من جنس بشر.. غير الزبانية والضحايا.. دعك من رقابة القضاء والمحاكم…ولا تتحدث (بالله عليك) عن رقابة الخالق.. أو صوت الضمير..! هذه الدعوة ليست من (بنات أفكارنا) بل هي دعوة حصيفة صدرت على الأقل من د.عبد الرحيم بلال، ووطد دعائمها بالتجربة د. فاروق محمد إبراهيم.. وهو من (الشواهد الحاضرة) والنماذج (الحية).. ومن بين القوائم الأولى للضحايا الذين تلقفهم زبانية العهد الإنقاذي الحاضر، بشهوده وجلاديه. و مما يقلق الضمير الإنساني أن يتحول زبانية التعذيب، و(الآمرين به) إلى رؤوس ورموز سيادية، تشرّع للناس، وتنفذ عليهم أحكام الدولة وسياساتها و(فرماناتها).. وأن يتحوّل بعضهم إلى وعاظ.. ووزراء (مسؤولين) عن رعاية الشباب، وتنشئة الأجيال، والتخطيط للتنمية البشرية والحضرية والعمرانية..!! إنها مفارقات ما انزل الله بها من سلطان، وكلها تؤكد ضرورة الاهتمام بالمقترح حتى لا يطل علينا زبانية جدد، وحتى يعلم الناس السائرون في أكناف الوطن.. المؤيدون منهم والمعارضون.. الصامتون والناطقون.. الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. مدى القاع الذي وصلت إليه البشاعة، في ممارسة أقبح ما يمكن أن يحدث في دنيا البشر… ممارسة تعذيب الناس بكل (دم بارد) مكنون في أوردة وأوعية السحالي والعظايا… والحيوانات القطبية والفقارية..!! يا لخزي هذا السلوك… أن تأخذ إنساناً من حركة الحياة، وتنفرد به عبر القوة الغاشمة بسبب رأيه وفكره ومواقفه، ثم تمزق ظهره أو صدره بالسكاكين والحديد والسياط، أو تكتب و(تشخبط) على أديم جسده بالمدى والأمواس( الشعارات البايخة) العقيمة تحت اسم الدين.. أو أن تدق على رأسه المسامير الصدئة… فهل يكفي أن نقول (من أين أتى هؤلاء)..؟؟!! من الغريب العجيب.. بل من الانحطاط (الذي لا قبله ولا بعده) أن لا يذهب (أصحاب الرسالة) إلى طلب مستشارين وخبراء من هنا أو هناك في التعليم أو الصناعة أو الفنون أو (استصلاح الأراضي).. بل تكون الأولوية لديهم في الركون إلى (مستشارين وخبراء في التعذيب) ثم توظيف الأموال العامة لشراء (أحدث آليات التعذيب) من بلاد العماء، وجلبها إلى الأرض السودانية على وجه السرعة.. بل التنبه المبكر للممارسات ( القادمة) بإيفاد (الكوادر الملتزمة) للتدرّب على التعذيب في أقبية الدول والمجموعات صاحبة (الخبرة المشهودة في فنون التنكيل) من نصراء القهر والقمع والاستعباد، أولئك الذين لا يملكون لانجاز مهماتهم (الرسالية) غير طريق العنف والدماء والتعذيب والقمع… كما يروي أحد الكتّاب فإنّ الشرطي البريطاني تضع إدارته مايكرفوناً (على عنقه) لكي يسمع رئيسه كيف يخاطب الناس، وكيف يتعامل مع الذين يستوقفهم.. وهؤلاء المستوقفون بطبيعة الحال، ليسوا مستوقفين بسبب أفكارهم وآراءهم أو مواقفهم السياسية.. وإنما هم متهمون بجرائم القتل أو السرقة والمخدرات…. فماذا يقول أصحاب المشروع الحضاري.. الذي يحاولون إخفاء زبانية التعذيب في المناصب والمؤسسات والوزارات..!! صفحة