|
Re: الانتفاضة المصريه وعيوب معارضتينا ( القديمة ) و ( الجديده ) .. عبد العزيز حسين الصاوي ... (Re: احمد ضحية)
|
وهو الأمر نفسه الذي حدث بعد أن سلم المجلس الإنتقالي لسوار الذهب,السلطة للأحزاب ,بعد نجاح ثورة أبريل 1985, إذ ترتب على إنتخابات 1986 فوز القوى الطائفية مرة أخرى, إلى جانب الجبهة الإسلامية القومية , وإنحسار نفوذ اليسار بصورة مريعة!. وهكذا بدأ واضحا للمرة الثانية ,أن شعارات أبريل الثورية التي تدعو للتغيير, ستلحق أمات طه , وأمات طه هن شعارات أكتوبر المجيدة. فالطائفية وقوى الإسلام السياسي ,في كلتا الثورتين(أكتوبر وأبريل) تمكنت من إجهاض روح الثورة , إذ لم تتمكن لا حكومة أكتوبر أو أبريل ,من حل مشكلة الجنوب .فالتمرد الذي كانت ضراوته قد خفت بعد مؤتمر المائدة المستديرة إبان أكتوبر ,عاد من جديد أشد ضراوة ,حيث لم تستطيع القوي السياسية ,التي استمرت بلجنة الاثني عشر ,أن تضع نهاية سعيدة لمشكلة الجنوب ,رغم تطورها للجنة تضم كل الاحزاب, فاللجنة القومية للدستور,التي وضعت مشروع دستور 1968 إلى أن جاء انقلاب 25 مايو1969,وقلب نميري الطاولة على رؤوس الجميع بدء باليسار مرورا بالطائفية وقوى الإسلام السياسي, وهكذا تم وضع حد ,للتطور السياسي والدستوري السلمى ,مرة أخرى ,فدخلت البلاد من جديد فى دوامات أشد تعقيدا من العنف والعنف المضاد,الذي لم يهدأ إلا قليلا غثر إتفاق أديس أبابا 1972, لتفجره قوى الإسلام السياسي والنميري في 1983,مرة أخرى ,وهكذا أصبح السودان يدور في حلقة مفرغة من ديموقراطية إلى إنقلاب, أو ما أسماه المفكر السياسي الراحل الخاتم عدلان ب"الحلقة الجهنمية" أو "الشريرة" . إذن التمرد الذي وعدت قوى أبريل بالتوصل معه لحل جذري ,فشلت في الإيفاء بوعدها. بل أجهضت(بعض قوى أبريل) في إطار التنافس كل المبادرات البناءة , وأتهمت قوى كوكادام ,التي تمثلت روح أبريل في مؤتمرها ,أتهمتهم الطائفية بالعمالة للغرب, فقط لأن إعلان كوكادام قدم رؤية بناءة ضد التمييز والإستعلاء والتهميش ما يتعارض مع العقل الإستبدادي المتخلف للقوى السياسية القديمة ! ولم تكتفي طائفية أبريل بالفشل في حل مشكلة الجنوب, بل فتحت حربا جديدة في دارفور,مولها حزب الأمة وليبيا. ما فتح البلاد على حروب عديدة, كل منها تلد حربا أشد ضراوة من سابقتها . فشل ثورتي أكتوبر وأبريل في حل مشكلة الجنوب- في تقديري- يعود للمشكلة الأساسية, التي مثلت مصدرا لثورة 1924 ,إذ لم تتحقق أية خطوات ملموسة تجاه الوحدة الوطنية أو الهوية الوطنية, كمدخلين لا غنى عنهما ,في بناء الدولة التي حلمت بها بعض قوى أكتوبر , كخطوة صحيحة ,في إتجاه بناء الدولة السودانية الوطنية القومية . بمعنى الدولة التي تتبنى شعارات الثورات الحقيقية كالإخاء والمواطنة والحرية والديموقراطية والمساوة والعدالة الإجتماعية والتنمية ,كشعارات نقيضة للإستعلاء والتهميش,إذ لم يكن ممكنا ,تحقيق مثل هذه الشعارات لتصبح واقعا ملموسا ,بسبب التوجهات الطائفية العروبية الإسلاموية الصرفة ,على حساب أفارقة السودان ومسيحييه وكجورييه,وعدم إحترام هذه القوى لواقع التعدد والتنوع. في تقديري الخاص أن غياب هذه المفاهيم عن القوى الطائفية والإسلاموية أدى لفشل الوصول إلى حل لمشكلة الجنوب ,كمشكلة تمثل تعبيرا صارخا عن أزمة الهوية الثقافية والحضارية للسودان,بالتالي سقط مشروع أكتوبر قبل أن تسقط حكومة أكتوبر نفسها بإنقلاب مايو 1969.ومثله
|
|
|
|
|
|