|
Re: الانتفاضة المصريه وعيوب معارضتينا ( القديمة ) و ( الجديده ) .. عبد العزيز حسين الصاوي ... (Re: احمد ضحية)
|
وبهذا عندما قامت ثورة أو إنقلاب 26 سبتمبر 1962 م في اليمن, بدعم من عبد الناصر– ونتيجة الحماس الثوري ,والمتغيرات الدولية الكبيرة في تلك المرحلة ,والصراع بين الشرق والغرب ,حول الإستيلاء على المنطقة العربية – تداخلت الأمور – وساعد أبناء الجنوب العربي ,في الدفاع عن الثورة السبتمبرية في اليمن – وبدأت إنطلاقة جديدة ,من أجل التحرير في الجنوب العربي , وأستغلت مصر عبدالناصر الصحوة العربية .فعملت على مساعدة الثورات في الجزيرة من أجل الوحدة وإسقاط كل ملكيات المنطقة – ولكن تحول الثورة في اليمن عن المسار المرسوم لها, ونتيجة حرب مصر وخسارتها في 1967 م – وتكبد مصر الكثير من الشهداء في اليمن, والدخول في حرب طويلة مع السعودية – قررت مصر والسعودية إنشاء اتفاقية في الخرطوم(وفي الحقيقة السعودية والسودان على عهد عبد الناصر ,كانا "تمومة جرتق" لا بيحلو لا بيربطو بينفذوا فقط رغبات المرحوم عبد الناصر وتوجيهاته؟!) التي بتت في أمر اليمن, دون علم القيادة اليمنية أو الرجوع إليها ,بخصوص تلك الإتفاقية, التي في الحقيقة اليمن هو المعني الأول والأخير بها – فكل ما فعله الجانب المصري ,أنه فيما بعد أطلع الرئيس عبد الله السلال, على تفاصيل الإتفاقية , فكان من الطبيعي أن يرفضها السلال, لأنها أشبه بوصاية مصرية-سعودية(طبعا العرب حتى لو كانوا يمنيين أو ليبيين لا يحسبون السودان ضمن الحسبة العربية, فقد إستقر في الوعي العربي العام وبصورة حاسمة: أن السودانيين عرب أونطة ساكت! وهذا هو السر في في ركض نميري بوفد الجامعة العربية إلى كسلا, لإقناع العرب بأن السودان قطر عربي , لأنو ناس كسلا سمحين شوية ويشبهون العرب ,حسب النظام الدلالي العربي .. لا أدري ما الذي كان سيحدث لمجهودات عبد الناصر والنميري لضم السودان للجامعة العربية , لوخطر على بال نميري أن يأخذ وفد الجامعة العربية , الذي هو في التحليل النهائي وفد عبد الناصر .. تخيلو فقط أن نميري كعسكري لا يقل غباء عن القذافي أخذ وفد الجامعة العربية إلى جبال النوبة أو الأنقسنا ؟! العرب حتى الآن لا يفهمون ,ماذا يعني الفرق بين نظام دلالي لشعب أوآخر , إلى جانب أنهم يعانون مشكلة . إستلاب أساسا ) , وهكذا تم التآمر من قبل مصر,السعودية والسودان للإطاحة بالرئيس السلال, الذي هو أول رئيس يمني بعد الثورة .وكان أحد أسباب الإطاحة به عامل القبيلة ,والوضع الإجتماعي للسلال .وإنحداراته القبيلة الضعيفة(فكروا هنا في تعبير إنحدارت) ,وفقا لأعراف وعادات وتقاليد التمييز اليمني بمعنى العربي بمعنى أن أصوله من العرب القحطانيين العاربة! . ومن جديد نجحت القوى التقليدية الزيدية (طبعا دي قوى زي حزب الأمة وبلاوي الصادق المهدي ,الذي يظن أنه عبقري كما ظن القذافي عن نفسه نفس الحكاية البائسة) في الحكم من خلال عقد الصلح بين الجمهورين والملكين, على أساس توسيع قاعدة الحكم من الأسرة إلى القبيلة – وإخراج الشوافع(معقولة بس؟!) من الحكم – ثم كان الدور الكبير الذي لعبه كل من البيضاني والنعمان وأطروحاتهما الأولية, التي أطاحت بهم ,وهي التوزيع الطائفي للحكم (كما في لبنان )– بالنتيجة بدلا عن أن يتوحد اليمن ,تم خلق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية – في الجنوب العربي بعد الإستقلال نتيجة ثورة 14 اكتوبر 1963 م, التي توجت بالإستقلال في 30 نوفمبر 1967 م – كانت البدايات منذ الخمسينات ,عندما نزح الكثير من اليمنيين نتيجة الفقر والتعسف إلى الجنوب العربي , وكان أبناء اليمن في الجنوب العربي يعملون في الميناء ,وكان المنطلق الأول لهم في الجنوب العربي(هؤلاء العرب العاربة) يتمثل في التجمع والتعبير عن أنفسهم من خلال النقابات, ومن ثم عملوا في الصناعات النفظية وغيرها , فمن خلال تلك النقابات, ظهرت زعامات يمنية في الجنوب العربي , تنادي بالإستقلال والمواطنة المتساوية, وبعد ذلك حملة الأفكار الثورية الناصرية والماركسية والبعثية وغيرها , وأستطاعت تلك العناصر التوغل في الجنوب العربي , ومعظم العناصر اليمنية كانت من المناطق الوسطى من الشوافع ,التي أوجدت لهم مساحة ووزن كبيرين في الفضاء السياسي الجنوبي للعرب العاربة وليس المستعربة! حيث نشطوا بشكل كبير , على العكس تماما كان أخوتهم المستعربين , في الشمال اليمني ,يرسفون تحت نير القهر والإستبداد وإنتهاك الكرامة الأنسانية ,والزل والعنصرية من قبل الطائفة الزيدية وصولا إلى الجمهورية الحديثة ,إلى أن قامت الجمهورية العربية اليمنية(اليمن الشمالي) , والتي للأسف(ككل العالم العربي المزعوم) لم تقم مبادئها على مفاهيم المواطنة, بقدر ما قامت على القبلية والتمييز , على العكس تماما كانت الأوضاع في جنوب اليمن العارب القحطاني. وعلى الرغم من أن المواطنون في جنوب اليمن, لعبوا دورا كبيرا في العمل الثوري النظري ,والآيدلوجيات المستوردة مثل : الاشتراكية اللينينة والناصرية والبعثية وغيرها ,لكن نتيجة ضعف أبناء الجنوب العربي في الجبهة القومية, من أبناء الريف. خاصة, وصغار الضباط في الجيش , إستطاع اليمنيون الشماليون, بالتعاون مع أخوتهم الشماليون في الجنوب, من التوافق والإتفاق على تغيير إسم الدولة, و التخلص من القيادات الكبيرة في الجيش وفي الإدارة المدنية , وهكذا تم القضاء على الكثير من الأحزاب(الجنوبية) والتنظيمات والجمعيات في الجنوب العربي(أو ما يحب الشماليون أن يطلقوا عليه اليمن الجنوبي) . ولهذا السبب هرب كثيرون من القادة ,في الجنوب العربي إلى اليمن الشمالي, وكانت تلك إحدى حلقات نزوح الجنوبيين, الذي إستمر حتى لما يسبق إستقلال الجنوب لوقت طويل, مرورا بالإنقلاب على أول رئيس يمني جنوبي عربي قحطاني شعبي , والذي تلاحقت وتواصلت بعده الإنقلابات والتصفيات المختلفة بين رفاق الأمس , حيث لعب العنصر اليمني الشمالي دورا كبيرا ,في التخلص من القيادات التاريخية الجنوبية العربية القحطانية الشعبية (بالمناسبة الجنوبيين يعتقدون أنهم عرب عاربة ,ولذلك لديهم رأي في النقاء العرقي لليمن الشمالي ,فالشمال في ظنهم ليس عربيا بل مستعربا, لكن لا يقولون هذا الرأي -حسب علمي- فهم يكتفون عادة بالتأكيد على هويتهم العربية النقية, حتى عندما ألتقيتهم كلاجئين في القاهرة؟!) . أصبح الجنوب العربي هو اليمن الجنوبي ,وهذا في كل تعاليم الحزب الحاكم (حزب علي عبد الله صالح الشمالي كمستعرب) وأدبياته في المدارس والجامعات والإعلام والجيش, وفي كل أوجه الحياة اليومية , وحقيقة لم تكن تلك فقط شعارات, بل أصبحت حلم كبير وآيدلوجيا لقيام اليمن الكبير ,ولكن كانت أكثر القيادات تعي أن تلك ليست سوى شعارات , الهدف منها ترحيل كل الصعوبات القائمة في الإقتصاد الشمالي إلى الجنوب, أو حلها بإستنزاف ثروات الجنوب البترولية ,وغيرها من الموارد . أيضا هناك إجتياح شمالي كامل, لم يتوقف عند حدود إنجاز حربين ضد الجنوب القحطاني : حربين وجيل كامل من الاستخبارات والمرتزقة والعنصريون وغيرها ,إلى جانب الحرب الاعلامية الدائمة لذلك أصبح الوضع خطيرا جدا بعد أحداث 13 يناير 1986 م , فعدم وجود قيادة قوية ,بعد أن تمت تصفية الجيل الأول من القيادات ,نتيجة الإنقلابات والإقتتال الداخلي , بدأت بعض القيادات
|
|
|
|
|
|