|
Re: الانتفاضة المصريه وعيوب معارضتينا ( القديمة ) و ( الجديده ) .. عبد العزيز حسين الصاوي ... (Re: احمد ضحية)
|
مصر, تونس,العراق , ليبيا و السودان(6-8) سقوط المعسكر الإشتراكي الناصري أم مقدمات للديموقراطية والتحرر.. أحمد ضحية- ميريلاند مقدمة : الحديث عن العالم العربي هو حديث عن التاريخ , أو حديث عن عالم إفتراضي ,لم تصله الإنسانية بعد .. الحديث عن العالم العربي لهو حديث عن أروقة الفكر المعتمة بالمتناقضات ودهاليز القبيلة وأقبية الطائفية وأوكار الأحزاب الهشة,أكثر مما هو حديث عن دول لديها ممثلين في الأمم المتحدة , وعدد من المنظمات الدولية , التي تؤثر في حياة الإنسان, بما هو إنسان في الألفية الثالثة. بهذا المعنى العالم الثالث, عالم نفقي ودهليزي مرعب ,وهو ما يفسر لنا الآن لماذا كانت ثورة الياسمين في تونس أو إنتفاضة مصر أو الإنتفاضة المسلحة في ليبيا .. وبهذا المعنى ذاته يمكننا رؤية القلق التراجيدي "في" و"على" و"حول" ثورة السودان المرتقبة! , وبمعنى غير بعيد يمكننا :التعرف على لماذا الأردنيون أو المغاربة يطالبون بالإصلاحات, في ظل ملكيتيهما الدستوريتين.أوالبحرانيون والعمانيون والسعوديون يطالبون بتغيير نظامي حكميهما إلى ملكيات دستورية ,أو اليمنيون – الذين تم دفع بعضهم بأجندة إنفصالية ,تزيد الأوضاع الطائفية والقبلية اليمنية سوء, أسوأ بكثير من سؤها التاريخي- لماذا يطالبون بإسقاط النظام؟!!!!. هذه هي الأخبار اليومية للخليج وجنوب الجزيرة العربية في الفضائيات , في تناغم تام مع ما يجري في بقية أنحاء المشرق والمغرب العربيين ,وإمتداداتهما الأفريقية.ومن بين كل هذه الأخبار ,تحتل أوضاع اليمن موقعا بارزا في الخليج وجنوب الجزيرة , تماما كموقع لبنان بالنسبة للشام والمشرق , فكليهما لبنان واليمن (دون أن ننسى العراق)بمثابة المركز للصراعات التاريخية الطائفية والمذهبية, التي يعانيها العقل والوجدان العربي, في رحلته اللأ نهائية بحثا عن إنسانيته وإستقراره, وعن أن له دورا في المجرى العام للتاريخ الإنساني!. لإلقاء مزيد من الضوء على ما يجري في الخليج, وجنوب الجزيرة العربية , من أصوات تتعالى هنا وهناك, مجاهرة بضرورة إجراء إصلاحات ,أو إقامة ملكيات دستورية , لابد لنا من الجوس قليلا في في الإطار العام, الذي وسم حياة هذا الجزء من العالم , وأفضى به إلى ما يعيشه الآن, من أحداث فاجأت العالم من أقصاه غلى أدناه,و باغتت العرب والمستعربين في نومتهم الميثولوجية الخالدة .. نومة أهل الكهف الطويلة الأمد, في ظل الملكيات الوراثية أو الجمهوريات الإستبدادية ,التي في الحقيقة هي صراع مذهبي ,طائفي ,قبلي,إسلاموي سني يمد جذوره في فلسفة الجبر العتيدة, التي شكلت وجدان الحكام والزعماء العرب والمستعربين- أفرجت عنه – هذا الصراع - رياح الديموقراطية وحقوق الإنسان التي ظلت تهب لسنوات طويلة , جعلت اهل الكهف العربي يفيقون على وقائع ثورة الياسمين وضجيج شباب مصر المؤمنة!.. لذلك ستكون هذه الحلقة عن اليمن السعيد!, لتتبعها الحلقة القادمة عن الخليج العربي, فاليمن والخليج مفصليان في ازمات المشرق والمغرب العربيين جميعها , بل أن الأزمات العربية والمستعربة بغضها وغضيضها تتقاطع الآن في اليمن , كما تقاطعت في لبنان الطائفية من قبل , لترسم عالما مختلفا لأجيال ينادون الآن بسقوط كل ذلك , فاهل الكهف الجدد ,الذين أفاقوا ادركوا مدى خطر الطائفية والمذهبية والقبلية, التي هي صنو العنصرية , ولن يتمكنوا من العودة للرقود مجددا في كهفهم البديع بسلام ,مالم تستقر الديموقراطية وحقوق الإنسان ويندثر الفساد . وأنا أقرأ بشراهة في تاريخ اليمن , كان يلازمني على الدوام خاطر واحد , أنه تاريخ السودان ذاته!أنه تاريخ السعودية نفسها أنه تاريخ .. أنه تاريخ غريب ومريب!.. اليمن الشمالي (المستعرب)والجنوب العربي(اليمن الجنوبي) : عُرف اليمن في التاريخ الحديث تحت الهيمنة العثمانية, إذ خضع لها على مرحلتين تجاوزت 600 عام ,مع وجود وتعاون المذهب الزيدي الحاكم الى يومنا هذا واخضاع الشوافع في المناطق الوسطى لحكمهم , وسلم العثمانيين بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى الحكم, إلى امام الزيدية ,الذي اصبح بعدها الحاكم وملك المملكة المتوكلية اليمنية .وقد اعترف البريطانيين في عام 1934 بهذا الوضع في الجنوب العربي , الذي كان خاضعا لهم طوال 129 عاما ,لم يحدث خلالها أي التحام أو وحدة بين الجنوب العربي واليمن الأعلى(الشمالي) , كما لم تتم تاريخيا وحدات أو إندماجات طويلة بين الشعبيين: في الجنوب والشمال اليمنيين ,وكانت أكبر فترة للتوحد هي 34 عام في أيام الحكم الزيدي , ولكن لعدم الشعور بالوحدة والقهر , تم طرد اليمنيين من الجنوب العربي ,بتحالف: يافع وشبوة ولحج وأخيرا تم إخراجهم من حضرموت ,وكل مناطق الجنوب العربي التي كانوا يحتلونها إثر حرب مريعة, لا تزال ذكرياتها مرتسمة على في ذاكرة قبائل يافع والضالع وشبوة وردفان والشعيب وأبين.. إرتسام النقوش على جدران المعابد النوبية ! هكذا إنفضت تلك الوحدة ,التي أتت بالدم والقوة من قبل اليمنيين الشماليين ضد أخوتهم في الجنوب وكانت المحصلة النهائية طرد اليمنيين الشماليين وتحرير الجنوب العربي في مرحلة التحرر والكفاح المسلح, التي تزامنت مع ثورة ناصر في مصر وعالم الأقطاب ,والحرب الباردة وحركة القوميين العرب, ورفع شعار الوحدة العربية من المحيط الى الخليج – ودور الإتحاد السوفيتي والمنظومة الإشتراكية ,ضد الولايات المتحدة الأمريكية ,ودول الملوك والأمراء والزعماء والرؤساء العرب وهكذا تم تم خلق عداء كبير ضد اليمن العربي(اليمن الجنوبي) من قبل المستعربين من المحيط إلى الخليج!. ,كما تم خلق حروب إنتهت بهزيمة القومية العربية ,التي فشلت فشلا زريعا في توحيد العرب من اليمن إلى الشام ومن الخليج إلى المحيط , بل فشل العرب حتى في التقارب الاقتصادي, والمنافع الاستراتيجية المختلفة . نواصل
|
|
|
|
|
|