فقد قالت الولايات المتحدة في 8 فبراير الجاري ، وفق ما تناقلته وكالات الأنباء في ذلك اليوم ، انها ستكافىء نظام البشير على تعاونه بشطبه عن لائحة الدول المتهمة بالارهاب.وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة "بصدد البدء بعملية" شطب السودان عن اللائحة.وكان السناتور جون كيري قد أكد انه وعد السودان بشطبه عن لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب اذا اعترف - فقط - بنتائج الاقتراع على استفتاء جنوب السودان.وقال "بما ان السودان قام بهذه الخطوة المهمة فسنبدأ هذه المراجعة".
لم يكن وجود السودان في هذه القائمة الأمريكية السوداء مؤثرا أصلا في انسياب (علاقات ما) بين واشنطن ونظام البشير في الخرطوم لعل من أبرز عناوينها التعاون المخابراتي . لا سيما في عهد رئيس المخابرات السابق صلاح قوش (صاحب التصريح الشهير بأنه سيقطع أوصال السودانيين الذين يؤيدون محاكمة البشير لدى الجنائية الدولية في لاهاي) . وقبول الممثل السابق للرئيس اوباما سكوت غرايشون لفوز البشير (بتزوير واضح ومكشوف) في الانتخابات الرئيسية رغم وجود قرائن وشواهد قوية تدل على أن هذه الانتخابات شابتها خروق كبيرة . سواء في التحضير لها أو في عملية الاقتراع نفسها أو في مرحلة الفرز وأعلان النتائج .
إن الهدف الإنساني والأخلاقي في تمكين المواطنين السودانيين الجنوبيين من تحقيق إرادتهم في الاستقلال عن الشمال أو البقاء موحدين ، ذلك الهدف الذي جعل الأمريكيين يتعاملون مع حكومة البشير طيلة ما مضى من وقت لم يكن كافيا فضلا عن انه قد انتفى الآن ، واستمرار البشير في قمع المواطنين الشماليين وقهرهم والافتئات المنظم على ما تبقى من أقليات داخل السودان الشمالي في ظل هذه الرغبة الأمريكية في مكافآته يعطي - بلا أدنى شك - صورة شديدة القبح للولايات المتحدة الأمريكية وللرئيس اوباما في أذهان المواطنين الشماليين ، لا سيما أولئك الشباب والنساء والرجال الذين خرجوا في تظاهرات ومسيرات سلمية تندد بالفساد وارتفاع أسعار السلع الضرورية وتلمح إلى اقتناعها بصحة الاتهامات الجنائية الموجهة للبشير وذلك في الفترة من 30 يناير إلى 3 فبراير 2011 وقابلهم نظام البشير بعنف لا مثيل له وقبل أيام قلائل من إعلان اوباما- هذا - أنه سيكافئ هذا النظام الممعن في الخوف من مواطنيه والعنف المفرط تجاههم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة