سعد مدني..صفحات سوداء من تاريخ السودان

Quote: تركنى. وصاروا يعطونى الاكل على شكل فتات خبز يقذفوننى به من بعيد . التوقيع 1992 وحوالى السابعه مساء وجدت زملائى كلهم امام مكتب رئيس الجهاز، كنا جميعا فى زهول. الاشكال /7/ فى 23 اصبحت هزيلةوباهتة وعلى وشك الهلاك خصوصا ثلاثة من الذيت تجاوزوا الخمسين من عمرهم وصاروا على اعتاب المعاش. ادخلونا فرادي وعندما اتى دورى قال لى رئيس الجهاز ستذهب الى مكتب الخطوط البحرية السودانية لعمل تنازل عن القضية وفى حالة عدم التوقيع اقرأ على روحك الفاتحة، وهكذا وافقت على التوقيع . اخذونا الى مكتب الخطوط البحرية السودانية –الطابق الثانى- حيث ادخلونا مكتب مدير الاداره والتخطيط فرادى. عند دخولى وجدت ضابط أمن ورئيس ديوان النائب العام لولاية البحر الاحمر محمد سعيد وزان والمستشار القانونى لهيئة الموانى البحرية وضابط أمن الشركة خالد عمر خيال وضابط شئون الافراد حسن محمد صالح وبدون اي نقاش اعطونى ورقة وطلبوا منى التوقيع بالتنازل عن حقوقى فى القضية المرفوعة ضد الخطوط البحرية السودانية فى ميناء انتويرب وفعلا وقعت على الورقة ووقع زملاء التسعة ايض اً . 8 وبعد ذلك اخذونا الى منازلنا لثلاثة ساعات ثم اعادونا / بعد التوقيع اخذونا الى مكان الاحتجازوبقينا فيه حتى يوم 27 1992 حيث استلمت خطاباً بالفصل وفق /11/ الى الباخرة. منذ ذلك التاريخ مررةبفترة مريرة اخرى حسمت فى 30 المادة 6ج من المرسوم الدستو رى الثانى . واخير اً هذا جانب من المحنة التى مررت ا استثنيت منها وقائع الفترة من خروجى من مكان التعذيب وحتى فصلى ثم 1994 . آثار التعذيب /7/ الاعتقالات المتتالية التى تعرضت لها بعد ذلك حتى استطعت الخروج من السودان يوم 10 مازالت واضحة على جسدى تقف شاهداً على وحشية من عذبونى واتمنى ان تقدم شهادتى هذه ما يساعد على وقف التعذيب والوحشية لغيرى من الذين تستهدفهم أجهزة الأمن السودانية . المصدر "الراصد" نشرة المنظمة السودانية لحقوق الانسان فبرابر 1995