|
إسحق أحمد فضل الله :مطلـوب جنازة للبيع...!!!
|
- وكل شيء ينضج الآن.. وإلى درجة تجعل الأستاذ علي عثمان يعلن ميلاد الجمهورية الثانية.. وبهدوء.. ودون أن يدهش أحدًا. - ومثل كل شيء ينضج حكايات الأحداث الناضجة لها مذاق ممتع. - وطرقات العاصمة من أقصاها إلى أقصاها كانت مساء الأحد ونهار الإثنين تنطلق فيها عربات معينة تحمل أربعة من قادة المعارضة ـ يبحثون عن جنازة للبيع. - جنازة حقيقية.. وبيع حقيقي. - والأستاذة مريم الصادق التي ترصد الحدث لعلها تقدم شهادة في مقالها بالصحافة!! وتحدث عن العربات الأربع - ومساء الأربعاء.. حين تصاب المظاهرة بخيبة أمل قاصمة يزعم بعض أهلها عند قادة المعارضة ــ أن الأمن قتل أحد المتظاهرين وقام بإخفاء الجثة. - وعربات المعارضة تنطلق في العاصمة من أقصاها إلى أقصاها تبحث عن بيوت المأتم .. لعل أحدها هو [شهيد الانتفاضة العظيم]. - والوفد يهبط عند صيوان عزاء ويرفعون الفاتحة ــ وأحدهم يرتبك فهو لا يدري كيف يفعلون هذا - بعدها ـ وهذا لا نجزم به وعند تجاذب الحديث مع أهل المأتم ينطلق أحد الأربعة يعدد بطولات الفقيد - والرجل يتعثر حين يرى الدهشة في العيون - ثم الرجل يتبين أن الفقيد البطل الذي يجلس في صيوان عزائه هو امرأة في الثمانين. - والمجموعة تهرب من الكاميرا التلفزيونية لمحطة عالمية ـ دعتها لتسجيل المشهد. - والسخط المتبادل آخر الليل يقود الذاكرة إلى ارتباك أحد القادة لحظة [رفع الفاتحة] وإلى أن الرجل لا عهد له بهذا. - والذاكرة تعود إلى حدث وقع أيام كان الرجل طالباً.. شيوعياً ملحداً.. يتحدى السموات. - وفي الكافتيريا ـ والزعيم المعارض الآن كان طالبًا جامعيًا ــ كان الحديث يدور عن القضاء والقدر.. والطالب الشيوعي حين ينكر القضاء يقول له أحد الإسلاميين : كوب الليمون هذا.. كتب الله في الأزل انك تشربه - والشاب الشيوعي تبرق عيونه وهو يعلن أنه لن يشرب..!! - الإسلامي يقول: إذن يكون الله قد كتب أنك لن تشربه - والشاب الشيوعي يرفع الكوب ويفرغه في حلقه ويضعه بابتسامة انتصار.
|
|
|
|
|
|
|
|
|