|
|
 Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. (Re: بكري الصايغ)
|
توثيق تاريـخ الأقباط بالسودان
-----------------------------
اقباط السودان.
دور الأقباط فى الأقتصاد السودانى
***************************
المصـدر.
http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=432
الـموقع.
جميع الحقوق محفوظة © شبكة الرصد الأخبارى Coptreal 2007 - 2009-
الكاتب:
وليم زكريا بشارة:
-----------------------------------
***- المتتبع لتاريخ الأقباط في السودان أو السودانيين الأقباط كما يحلو لي وللبعض، يجد أن لهم دوراً بارزاً في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولعلي بهذا المقال أعكس الدور الذي لعبه ويلعبه نفر من هذه القبيلة وأثره على الاقتصاد منذ هجرتهم الأولى والتي بدأت منذ الحكم التركي ثم فترة المهدية، حيث جاءوا لهذه البلاد بغرض التجارة في المقام الاول، (نساجون وصيادون وصانعو شباك واصحاب مهن أخرى) جاءوا يتحسسون مدى قبولهم في مجتمع يعد توأماً لثقافاتهم ومناخاتهم... جاء عمال النسيج اليدوي او ما يسمى (بالفراء) وهي ثياب يقومون بتصنيعها يدوياً بعد أن يقوموا بتجهيز مصانعهم وادواتهم الأولية البسيطة المتواضعة وهو ما يسمى (بالنوال) أو المنسج الذي يتكون في معظمه من ألواح خشبية يتم تركيبها بطرق معينة يتوسطها جزء يسمى المشط وأسفل هذا المنسج حفرة متوسطة العمق بداخلها جزء يتم تحريكه بالأرجل ويطلق عليه (الدواس)، اضافة الى (الماكوك) الذي يحمله العامل بيده يدفعه ذات اليمين وذات اليسار حسبما تقتضي الحاجة ان هذه الصناعة تتطلب قدراً كبيراً من التركيز حيث أن العامل يعمل بعقله ويديه ورجليه في وقت واحد ويقوم بحساب الخيوط الواحد تلو الآخر بدقة متناهية وإلا كان جهده هباءً نسبة لترادف الخيوط بعضها على بعض فحقا هي تعتبر مهنة فنية إلى حدٍّ كبير ونسبة لدقتها تأخذ وقتاً غير قليل حتى يفرغ العامل من انتاج قطعة واحدة خلال اسبوع. ومن المدهش أن لهذه الصناعة كثيرا من أغاني العمل التي يكون معظمها ترديد للألحان الكنسية والصلوات.
***- إن هذه المهنة تستوعب كل أفراد الأسرة من الرجال والنساء والأطفال أحيانا استعدادا بتجهيز المراحل المتعددة لهذه الصناعة المتمثلة في اعداد وصباغة الخيوط وتركيبها على آلة متوسطة الطول موزعة بدقة لتستوعب كمية من الخيوط الخام وعبر عجلة أو ما يسمى بالدولاب تتحول الخيوط الى مجموعات صغيرة يسهل تركيبها على جهاز (الماكوك) وهذه المرحلة يطلق عليها (المسدية) أو (اللطاخ).
***- إن تلك الاغاني والالحان الغرض منها كسر الملل وتقليل الإحساس بالتعب ولعلها ضرب من اغاني العمل.
***- انتشرت هذه الصناعة اليدوية ووجدت لها رواجاً في السودان الشيء الذي شجع العمال المهرة على الهجرة الى السودان من صعيد مصر تركز معظم المهاجرين بمدينة ام درمان التي أحسنت وفادتهم ثم تمددت صناعة النسيج اليدوي الى الكثير من الاقاليم لا سيما الشمالية وتحديدا مدينة شندي التي عرفت بجودة انتاجها وتنوعه بين الثوب، الفردة، الشال (القنجة)، وكلها من الأقطان المحلية التي تتم لها معالجة كيمائية يدوية بسيطة تقوم بها المرأة غالباً بمواد نفاذة الرائحة لا أذكر اسمها. وجدت المنسوجات اليدوية قبولاً وسوقاً رائجة في المجتمع السوداني حتى دخلت في مفردات الغناء مثل "الثوب السادة السو النقادة"، وهكذا فتحت هذه الصناعة الباب لنوع آخر من التجارة وهو تجارة المنسوجات التي تصنع يدويا ايضا بالقطن المصرى تستجلب بواسطة تجار يقيمون بالسودان ولهم وكلاء بمصر يرسلون لهم طرود (الزراف) تلك الأنواع التي كانت تستعمل في معظم انحاء السودان في ذلك الزمان..
***- ومن الغريب ان السيدة التي تلبس هذا النوع من الثياب تختلط الأصباغ أو ما يسمى (بالنيلة) مع أجزاء جسدها تبدو كلوحة لفرز الألوان، تبع تلك المهنة ميلاد مهنة (الصباغة) كمرحلة مهمة التي تحول القماش الخام الذي كان يسمى (الولاية) وهي درجة أولية في صناعة (الدمورية) يتم تحويلها الى اقمشة ملونة بفعل تلك الاصباغ، ولعل هذا شجع بعض التجار على استيراد المواد الخام ذات الألوان المتعددة وفقاً لاحتياجات السوق واذواق نساء السودان.. تطورت الفكرة وبدأ استجلاب نوع من الثياب يسمى الفركة ابو صفيحة ولعلها من أجود الأصناف كمرحلة متقدمة لثوب (الزراق) وتمشياً مع ثقافة المجتمع وتطوره ظهر نسيج مركب اللألوان صارخ اللون تميزه خيوط الكتان والحرير يستخدم في مناسبات الأفراح والطهور وهو ثوب (القرمصيص) الذي تسعد به العروس وكذلك والدتها،
***- ومن مشاهير هذا النوع من تجار ام درمان الخواجة وردي وشقيقه نظير اللذين ابتكرا وضع صورتيهما على منتجاتهما ولعلهم يعتبرون رواداً في تلك التجارة التي جابت أقاليم السودان وتعتبر تطورا طرديا للفردة ولثوب الزراق ايضا، ان جاز لي القول ان تجارة (الفرك) كانت بداية لاتساع وانتشار مهنة التجارة التي احتل الاقباط ناصيتها مع الشوام والهنود وبدأوا في تجارة الأقمشة المستوردة أو ما يسمى بتجارة (المنيفاتورة) الحالية والتي كان من روادها على سبيل المثال لا الحصر.
***- في مدينة ام درمان حبيب مرقص ابو سمعان، وردي الناظر، توفيق داود، سولانس متاريوس، قرياقوس يريص، عزت بسادة، حنا إبراهيم، وديع شنودة، تاديس عبدالمسيح، تادرس يس، لوكاس جرجس، وآخرون ومنهم من أصبح من كبار موردي الاقمشة في السودان.
***- لم تكن تجارة الأقمشة بمدينة ام درمان فقط بل زاد طموح بعض التجار فاتجهوا إلى العاصمة الخرطوم والتي كان من أشهر التجار بها حليم شفيق، عبده تادرس، عجيب عذارى الذي اشتهر محله (بابو طياره) وشقيقه عدلي الذي اشتهر محله (بابو شمسية) وحكيم اندراوس، فكتور سلامة، فرج بطرس، جورج عذارى، منير العبد، جرجس إسرائيل، كامل لاوس، وآخرون.
***- إن اتساع ازدهار التجارة زاد من طموح أهلي الأقباط فاتجهوا للأقاليم المختلفة ونجحوا في وضع اللبنات الأولى لتجارة الأقمشة فنجد منهم وعلى سبيل المثال لا الحصر في مدينة الابيض:
عبدو جورجي، مكين اسكندر، حكيم جرجس، اسعد ايوب، برسوم ملطى، مرعى ميخائيل، زريقى جورجى جميل مرعى، فكتور يربص، سعد ميخائيل (ابو شنب) بندى مرقص رفعت باسيلي.
مدينة النهود:
****************
نجيب إلياس، نجيب جرجس، ثروت ايوب، اضافة الى بعض التجار من الشوام هذا علما بأن النهود كانت هي عاصمة كردفان قبل أن تنتقل للابيض.
الضعين: هارفي يوساب واخوانه.
نيالا:
*****
البير راغب، علم ماكسيموس، ثروت جرجس, عيدو امين, راغب امين.
مدني:
*****
صبحي حبيب مرقص، فرانسيس عطية، غنامي يعقوب، هارفي العبد واخوانه.
الفاشر:
*******
باخوم توما، رياض توما، الذين كانوا يرحلون بضائعهم على ظهور الجمال قبل تعبيد الطرق ودخول العربات وهذا أحسبه زمن سحيق.
كادوقلي:
********
وصفي كندس، رياض امين، بوساب امين فكتور حبشي، ومن ستار جوزيف ميتاس ومرسال جرجس.
تلودي:
******
حليم أمين.
شندي:
*****
ايسخرون ابراهيم، جورج صادق، نظير فاخوري.
***- إن كل الذين ذكرتهم هم من السودانيين الاقباط الذين عملوا بالتجارة ومنهم من اتجه بتجارته لمجالات اخرى مثل العمل بأسواق المحاصيل ومن أشهرهم نجيب سوريال الذي ذاعت شهرته في هذا المجال.
***- وبالرغم من أن معظم ما جاء ذكرهم لم ينل حظه من التعليم بقدر كبير، إلا انهم كانوا شديدي الحرص على تعليم ابنائهم بمدارس السودان حتى تخرّج عدد منهم في جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم، حيث كان من بينهم المهنيون من الاطباء والمهندسين والمحامين، إلا أن عدداً غير قليل من الأبناء آثر العمل مع والده بالتجارة الشيء الذي ادى الى تطور في المهنة تمشياً مع التطور الذي ترك اثره على ثقافة المجتمع، فظهرت تجارة الأدوات المنزلية كمرحلة ثانية بعد تجارة الأقمشة التي تصدرها شباب الاقباط من أبناء التجار فبرعوا فيها وخلقوا لهم روافد مع دول المنشأ باندونيسيا والصين مثلاً.
***- امتدت تجارة الادوات المنزلية وأصبحت سوقاً رائجة لربات البيوت حتى نالت حظها من اغنيات البنات فتحول الغناء من الثوب الى (الجك السادة الجابو النقاده).
***- لاحظ هنا قارئي العزيز التطور الزمني الذي لازم المجتمع في السودان، أن اهلي وعشيرتي لهم فطنة وحساسية للمهن ذات الربح الكبير واحسب انهم يضعون ترمومترا دقيقاً يتحسسون به احتياجات السوق قرباً أو بعداً، وفقاً للحركة الاقتصادية في العالم أو الإقليم وتدريجيا وعلى ضوء نظرتهم الثاقبة انحسرت قليلاً تجارة الأدوات المنزلية ليتجهوا لتجارة الأدوات الصحية، وهذا يؤكد ما ذكرته من قبل مجاراة للقفزة الرهيبة والتطور العمراني المعماري الذي تمدد ويتمدد الآن. نعم هم قوم اذكياء فعلى ضوء تلك المعطيات الجديدة اتجهت تجارتهم للسراميك والبورسلين وادوات الحمامات وتوابعها وبرعوا في ذلك ايضاً يستجلبونها من مصادرها كالصين، اليابان، اندونسيا وتركيا حتى اصبح منهم الوكلاء المعتمدون لبعض الصناعات الدقيقة والالكترونية وهناك قلة غير قليلة استهوتها التجارة من البقالات الحديثة التي تلبي احتياجات الاسر السودانية ومنهم الوراقون ايضاً، مكتبة مروة نموذجاً.
***- لا يفوتني من خلال هذا السرد الذي يوضح بجلاء اثر الاقباط في الاقتصاد، ان اذكر وسط هذا البحر الزاخر الاقباط الذين اتجهوا الى مجالات الصناعة كمثال لذلك:
صناعة البوهيات، مجالات الشحن والتفريغ بالبواخر صناعة المواسير، تجارة السيارات والليموزين، صناعة كابلات الكهرباء، تصنيع أجهزة التبريد وصيانتها، صناعة السيراميك، صناعة البلاستيك، صناعة الأدوات والعقاقير الطبية.
***- إن أقباط السودان يباشرون كسب عيشهم في مجالات عديدة دون إحساس بالدونية أو الغربة لهم وعليهم حقوق وواجبات كأهل بلاد أصليين كما ذكرت سابقاً أن للاقباط ترمومترا شديد الحساسية وذكاءً وقاداً يستشعرون به المجالات الناجحة والموفقة فاتجه عدد كبير منهم لتجارة الأثاثات المنزلية يستجلبونها من مصادرها لتغطية احتياجات السوق شارع 15 نموذجاً.
***- وأخيراً وعبر هذه السياحة في اقباط السودان يتضح الدور والأثر الاقتصادي الذي يلعبه هؤلاء القوم يستشعرون هموم ومشاكل الوطن يشاركون في دعمه ونجدته عند الكوارث ويسهمون في كل المشروعات النهضوية والتنموية القومية بالبلاد، إضافة إلى دعم ميزانية الدولة من خلال سدادهم للضرائب والجمارك وغيرها من واجبات، فهم حريصون على الابتعاد عن المشاكل والصدامات لأنهم سمحين ومتسامحين.
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 01:54 AM |
 Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 02:02 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | خالد العبيد | 01-11-11, 02:02 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 02:17 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 02:32 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | خالد العبيد | 01-11-11, 02:48 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | خالد العبيد | 01-11-11, 03:04 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | خالد العبيد | 01-11-11, 03:08 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | خالد العبيد | 01-11-11, 03:11 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 03:44 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 03:53 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 04:01 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 07:21 PM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 07:40 PM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 07:55 PM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-11-11, 08:04 PM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-12-11, 04:54 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-12-11, 04:59 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-13-11, 01:26 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | احلام وهبي | 01-13-11, 06:47 AM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-13-11, 08:52 PM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-13-11, 09:35 PM |
| Re: 3 ملايين قبطي داخل وخارج السودان :أقباط السودان...الحاضر المنسي في زمن الانفصال. | بكري الصايغ | 01-15-11, 10:30 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست