السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 03:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2011, 09:46 PM

azz gafar
<aazz gafar
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة (Re: azz gafar)

    السلام ، و الفصام 2-3



    التفاعلية ، و فوبيا العدو الخارجي :


    قلنا في الحلقة السابقة و في سياق حديثنا عن الفصام الفكري ، أن المؤتمر الوطني (تنظيم يمتاز بالكثير من الفاعلية، و الحركية.. لكن على حساب المبدئية، و الأخلاقية..) .. و لعل تلك الفاعلية ، أو قل (التفاعلية ) ، هي مع عوامل أخرى محيطة –على سبيل المثال ضعف المعارضة ، و عدم وجود تحالفات راسخة ، و مبدئية ، ضد النظام – ما أعطى نظام الإنقاذ فرصة البقاء جاثماً ، طول هذه المدة من الزمان على صدر هذا الوطن الممتحن .. و ربما صح إرجاع هذه التفاعلية ، إلى التركيب التنظيمي، شبه العسكري ، الذي تمت وراثته من تنظيم الأخان المسلمين، و لكن هناك عامل آخر ، هو ( فوبيا العدو الخارجي ) ، فالمؤتمر الوطني ، - بالتحديد الجناح الإسلاموي فيه ، و الذي يمثل في حقيقة الأمر الدينمو المحرك ، و العقل المدبر - ظل يحافظ على صناعة حالة سيكلوجية عند الأفراد ، فحواها ، أن ( الأعداء قادمون). . و لعل حالة ( الأعداء قادمون ) ، هذه هي أيضاً إرث أصيل للموتمر الوطني من المراحل السابقة – الأخوان المسلمين، و الجبهة الإسلامية ، بل هي في الحقيقية عنصر مشترك عند التنظيمات العقائدية .. فمن المؤكد أن هذه الحالة ظلت مصدر تماسك ، و (جاهزية) مستمرة ، للصراع ، منذ أن كان قادة المؤتمر الوطني الحاليين طلاباً في الجامعة .. فقد كان الصراع الحاد بين الحركة الإسلامية ، و أعدائها ، في الجامعات ، هو الوقود الأساسي للتماسك الاجتماعي ، الذي بلغ حد العزلة الاجتماعية ، لأفراد هذا الكيان .. هذه الحالة (الطلابية) ، انتقلت أيضاً إلى مرحلة الدولة .. هنا لم يعد الأعداء هم ، فقط الخصوم التقليديين من تنظيمات اليسار ، بل ظهرت صور جديده للعدو ، أبرزها العدو العالمي (أمريكا) ، و الغرب .. لكن من الواضح أن هذه الحالة كانت إلى حد كبير ، مصنوعة ، و مفخمة ، و استخدم في سبيل إزكائها الكثير من الآليات مثل، الشعارات الكثيرة التي كان يتم ترديدها ، في اللقاءات الجماهيرية ، مثل (أمريكيا روسيا قد .. ) ، ( علي إن لا قتها ضرابها ) ، و (السادة الأمريكان…)..


    خلاصة القول أن التنظيم ، و النظام معاً قد أصبح لديهما (جهاز مناعي ) عالي الحساسية ، و سريع التفاعل .. و لكن ما ظل الكثيرون من المحللين ، ينعونه، بحق، على المؤتمر الوطني هو أن التفاعل دوماً كان على غرار، ( رزق اليوم باليوم )، فالمطلوب لدى التنظيم ، بوعي من قادته أو بدونه ، ظل هو تفاعل آني ، و سريع ، ينهي الأزمة الحالية ، و التوتر الراهن بأي طريقة كانت ، بالتطبيع مع العدو الخارجي حينا لحسم بؤرة توتر داخلية ، و أحياناً عكس ذلك .. و لإن كانت هذه المقدرة على التفاعل مكنت هذا التنظيم من البقاء على سدة السلطة طوال هذه السنين ، فإنه قد أورثته في المقابل رصيداً هائلاً من الأزمات الكامنة ، و أيضاً قدراً عالياً من التشوه الفكري ، الذي لم نجد له وصفاً أنسب من (الفصام الفكري)..

    و لعل التنظيم الذي بدأ مرتكزاً على نوع من ( النضالية المطلقة ) ، جعلته متصيداً للعداء مع القريب و البعيد، و ساعياً لحكم البلاد بسياسة (الحديد ، و النار ) ، فارضاً على الجميع نمطاً واحداً من التفكير ، و السلوك اكتسب مع السنين ، قدراً ما، من الحكمة التي تعطيها التجربة المباشرة ، تلك هي أنه ليس من الحكمة ، استعداء الجميع ، و استخدام العنف لحسم كل صراع ، و أن هذا البلد أكثر اتساعاً ، و تنوعاً ، و حيوية ، من أن يتمكن تنظيم واحد ، من السيطرة عليه على النحو (الشمولي المعهود) ، و أن الديمقراطية ، التي تم لفظها عملياً ، و التنفير عنها فكرياً قادمة حتماً ، رضى الحاكمون أم أبوأ .. كما أن الحرب التي تم تأجيجها ، عبر الخطاب العقائدي ، و العاطفي المكثف ، لن يتم حسمها بانتصار (عسكري)، خالص للنظام أو للجيش الشعبي لتحرير السودان .. هذا ما دفع النظام بشكل ما نحو اتجاهين هما (الديمقراطية )، و (السلام) ..

    ولكن المشكلة هي أن هذه الحكمة لم تكن سوى قناعة باستحالة الوضع القديم، أو في قل استعصائه ، دون أن تكون مصحوبة بقناعة كافية بضرورة ، و جدوى ، بل و طبيعية الوضع الجديد (السلام ، و الديمقراطية ) ، أو القناعة باستحالة الجمع بين الوضعين في قلب نظام واحد .. و الواضح أيضاً أنه لم يتم تبشير كافي بالحالة الجديدة ، مما أكسب القاعدة ( قاعدة التنظيم ) ، إما إحساساً بخيبة الأمل ، و السخط على ما يجري من تحولات ، أو بالمقابل ، قناعة ب (تاكتيكية ) ، هذه التحولات إنتظاراً لعودة قريبة للوضع ( الطبيعي ) .. لهذا ، و لأسباب أخرى ، فإن النظام ظل يقدم رجلاً، و يؤخر أخرى في سعيه للسلام ، و طريقه نحو الديمقراطية.. هذا ما جعل البلاد تعيش حالة يمكن تشبيهها بالمثل القائل (لا بطيخه ، لا حنضله).. هي حالة شمولية مقنعة .. و ديمقراطية زائفة ، و سلام تتوفر فيه كل مواصفات الحرب ، و أولها (اللاأمان)..

    و لعلنا في هذا المقال نذهب لبحث، ثم تقرير حقيقة مفادها أن هذا الوضع الغريب الذي تعيشه البلاد، و الذي يوشك أن يدخل البلاد في وضع كارثي يمكن أن يجعل السودانيين غداً يبكون على كل ما بكوا منه بالأمس ، راجع بالدرجة الأولى إلى حالة الفصام الفكري التي يعاني منها التنظيم الحاكم تجاه كل شيء ... و قبل كل شيء تجاه (الديمقراطية)، ( و السلام).. إنه من المؤكد أنه رغم كل ما مضي من التجارب المريرة التي عانى منها شعبنا، و المآزق التي مر بها النظام نفسه، إلا أن المؤتمر الوطني لم يستوعب ، بعد ، الدرس ، و لم تتهذب في قاعدته نزعات الانفراد بالسلطة ، و هذا ما جعل حتى انجازاته السياسية ، و التطور الذي طرأ عليه في مضمار الديمقراطية ، و السلام، أشجاراً بلا جذور ، و لا ثمار ، و صرحاً أسس بنيانه على شفا جرف هار ، يوشك أن ينهار به، و بالبلاد ..

    إن مراجعة القناعات الأساسية لتنظيم المؤتمر الوطني حول الديمقراطية ، و السلام، و الوطن ، تعطي أمراً شديد الخطورة هو أنه على طول مدى بقائة في السلطة ، و ربما قلنا ما قبل ذلك ، كان هناك قناعة ظاهرية، يبثها الجهاز الإعلامي ، و يبشر بها المكتب السياسي، بينما هذه القناعة تخالف ما هو مستقر في الأذهان ، و كامن في القلوب ، مما يجعل ، هناك طبقتين على الأقل من القناعات تجاه الأمر الواحد تتواجد في نفس الوقت ، و السياق ، أحدها ظاهر ،معلن ، و الآخر ، باطن مخفي.. و هذا ما يجعلنا نقول ما قلناه في الحلقة الفائتة من ((أن أي تغيير يطرأ في بنية طرح المؤتمر الوطني، و موجهاته، هو تغيير سطحي، لا يكون مصحوباً بمراجعة حقيقية، و عميقة، للبنية الفكرية التي تم الانتقال منها .. لأجل ذا فالنتاج هو وجود طبقات، من التصورات حول الأنا، و الآخر، ليس بينها، أدنى انسجام، أو حتى حوار.. )).. و لعل القاريء يذكر مسيرة (الدبابين) ، و ( أئمىة المساجد؟؟ )، التي خرجت مباشرة عقب الإعلان عن سياسة ( التوالي)، تلك المسيرات التي كانت تحمل رسالة مفادها ، ألا عودة للديمقراطية ، لا مكان للأحزاب في بلد المشروع الحضاري ، تلك المسيرة التي فضت بلا (بمبان ) ، بل برسائل من المتحدثين ، لا بد أنها أقنعت المتظاهرين بأنه لا داعي للخوف ، و أن الأمور تحت السيطرة ، و أن كل الموضوع شوية (بوليتيكا ) ، و ( تاكتيك) ، على قرار عبارة الراحل الأب فيليب غبوش .. نواصل ...
                  

العنوان الكاتب Date
السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-09-11, 09:43 PM
  Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-09-11, 09:46 PM
    Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-09-11, 09:48 PM
  Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-09-11, 09:46 PM
    Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-10-11, 00:09 AM
  Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-10-11, 03:20 PM
    Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة محمد قرشي عباس01-10-11, 04:45 PM
      Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-10-11, 11:03 PM
  Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-11-11, 10:00 AM
  Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-12-11, 10:29 PM
    Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-15-11, 10:01 PM
    Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-16-11, 04:49 PM
      Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-18-11, 04:38 PM
        Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة azz gafar01-27-11, 00:02 AM
          Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة أحمد الابوابي02-23-11, 04:57 PM
          Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة أحمد الابوابي02-23-11, 04:58 PM
          Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة أحمد الابوابي02-23-11, 05:00 PM
            Re: السلام و الفصام سلسلة مقالات ل د. أحمد الأبوابي يصحيفة الجريدة أحمد الابوابي03-27-11, 02:09 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de