مبروك شعب جنوب السودان العظيم 9 يناير يوم الحقيقة والسلام والرفاهية توثيق و(صور)

Quote: اليوم يتوجه شعب جنوب السودان إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقه في تقرير مصيره بالتصويت إما لبقاء السودان دولة موحدة أو للاستقلال بدولته، ذلك الحق الذي نصت عليه اتفاقية السلام الشامل، في هذا اليوم التاريخي لابد من تحية شعب جنوب السودان وتهنئته على نضالاته وتضحياته الكبيرة التي توّجت بانتزاع هذا الحق، وبينما تجتاز البلاد هذا المنعطف التاريخي الحاسم لابد من التأكيد على جملة من المعاني في حالة اختيار شعب جنوب السودان للانفصال: - استدامة السلام هدف استراتيجي له الأولوية القصوى في هذه المرحلة ولتحقيق هذا الهدف لابد أن تتضافر الجهود الرسمية والشعبية من أجل أن تتم عملية الاستفتاء بسلام ولابد من تهيئة الرأي العام شمالا وجنوبا لقبول نتائجه أيا كانت، ولابد من إعلاء روح المسؤولية في التعامل مع القضايا العالقة بين الشمال والجنوب وعلى رأسها قضية أبيي وترسيم الحدود والمواطنة. - في حالة الانفصال لابد من التأكيد على استمرار الروابط التاريخية والصلات الاجتماعية والمصالح الاقتصادية المشتركة بين شعبي الشمال والجنوب، وهذا يقتضي بلورة الاتفاقيات السياسية والأطر القانونية لتعميق هذه الروابط ورعايتها على الوجه الأمثل. - لابد من أن يقدم الشمال اعتذارا تاريخيا للجنوب ولكل القوميات المهمشة في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور على كل مظاهر الاستعلاء العرقي والثقافي وما ترتب عليه من مظالم سياسية وتنموية وغبن اجتماعي، واتخاذ هذا الاعتذار كمدخل لمصالحة وطنية شاملة تهدف إلى تضميد الجراح. - بعد انفصال الجنوب لا بد للشمال من الوقفة مع الذات وإعادة هيكلة الدولة في الشمال وفق ترتيبات دستورية جديدة لتحقيق السلام المستدام والتحول الديمقراطي وفك الاحتقان السياسي والخروج من الأزمة الاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد، ولا بد من ترسيخ الحكم الراشد القائم على المشاركة والمحاسبة والشفافية وسيادة حكم القانون، ولا بد من الاعتراف بالطبيعة التعددية للدولة السودانية والالتزام بالإدارة الديمقراطية للتعدد الديني والعرقي والثقافي في السودان في إطار دولة علمانية ديمقراطية ملتزمة بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، دولة تتأسس فيها الحقوق والواجبات على أساس المواطنة، لأن أية محاولة لممارسة الديكتاتورية باسم الدين تعني بالضرورة تفكيك الشمال. - أن دولة الجنوب الناشئة ستكون مواجهة بتحديات كبيرة في مجال الأمن وسيادة حكم القانون، وفي التنمية الاقتصادية وتوفير الخدمات وإنشاء مشاريع البنية التحتية، كل هذه التحديات تتطلب من دولة الجنوب البعد عن إعادة إنتاج عيوب السلطة المركزية في الخرطوم، فلابد من توسيع قاعدة المشاركة السياسية وكفالة حقوق الإنسان والحريات العامة ومحاربة الفساد والاهتمام بالتنمية والعدالة الاجتماعية. - نظام الإنقاذ الذي انفرد بالسلطة منذ عام 1989م يتحمل المسؤولية التاريخية عن انفصال الجنوب، وعن إهدار فرصة تحقيق الوحدة على أسس جديدة عبر اتفاقية السلام الشامل التي كانت أول محاولة جادة في إعادة هيكلة الدولة السودانية.