|
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)
|
رأيي يا أح وراق هو أن مقولة تطبيق الشريعة الإسلامية هي خدعة كبيرة وقديمة. فليس في الإسلام دولة وحكم. ومحمد صلى الله عليه وسلم كان نبيا رسولا ولم يكن ملكا أو حاكما. بل أن قريشا قد عرضت عليه الملك فرفض لانه رسول.
والدولة ليس من أركان الإسلام ولا أركان الإيمان وليست قطعا من الإحسان.
والله يحاسب الناس يوم القيامة فرادى (كل يأتيه يوم القيامة فردا)
وليس هذا الرأس أمر جديد لدى المسلمين، حتى مشايخ الأزهر منهم.
Quote: [فى عام 1925م, أصدر الشيخ على عبد الرازق(1888-1966م), أخو الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر, كتابا عن الإسلام وأصول الحكم. حينما كان يعمل قاضيا بالمحاكم الشرعية. أتم الشيخ على عبد الرازق دراسته فى الأزهر, ثم أكمل دراسته فى جامعة أكسفورد بإنجلترا. بالرغم من وجود عدة فقرات فى كتابه يشير فيها إلى مفكرين سياسيين إنجليز, مثل هوبز ولوك, إلا أن تأثير الفكر الإنجليزى عليه لم يكن واضحا. بل نجده أكثر تأثرا بفكر الإمام محمد عبده. وقام فى كتابه بدراسة قضية هامة. هى قضية الخلافة والحكم فى الإسلام. فى عام 1922م, وبعد ثورة مصطفى كمال أتاتورك فى تركيا, ألغى المجلس الوطنى فى تركيا السلطنة. وفى عام 1924م, ألغى منصب الخليفة, وأصدر بيانا باللغتين التركية والعربية موقعا من رجال الدين الأتراك, جاء فيه أنه حقا يوجد منصب الخليفة فى الإسلام, لكن وجود هذا المنصب يعتمد على شروط معينة من الصعب توافرها. منها أن الخليفة يجب أن يتصف بصفات خاصة. وأنه يجب أن يتم إختياره من بين وعن طريق عامة المسلمين.
هذه الشروط كانت موجودة أيام الخلفاء الأربعة الأوائل فقط. ثم بعد ذلك, أصبح إختيار الخليفة عملية شكلية. وكانت كفاءة الخليفة فى معظم الأحيان موضع شك. فمن حق المجتمعات الإسلامية أن تختار نظم الحكم التى تناسبها. لكى تضمن أن تحكم بطريقة عادلة. نظام الحكم الذى يجب أن يختاره المسلمون, يعتمد على حاجة العصر الذى يعيشون فيه.
ثم جاء مصطفى كمال أتاتورك, ليشرح بعدها لماذا قام بإلغاء نظام السلطنة والخلافة فى تركيا, بحجة أنه نظام أصاب تركيا بالخراب. وأن تركيا الجديدة ليست لديها ما يجعلها تفكر فى أى شئ, سوى كيانها ومصلحتها الخاصة. فليس عندها شيئا يمكن أن تعطيه للآخرين.
هذه الأنباء أصابت العالم الإسلامى بالذعر. فى نفس الوقت, سال لعاب ملوك وحكام كثيرين لهذا المنصب الشاغر. منهم الشريف حسين فى الحجاز والملك فؤاد فى مصر.
فى عام 1926م, دعا الأزهر فى مصر مجموعة من رجال الدين إلى عقد مؤتمر فى القاهرة لبحث موضوع الخلافة. إنتهى بقرارات تفيد أن منصب الخلافة ضرورى للمسلمين, كرمز لوحدتهم. لكن, لكى يكون هذا المنصب فعالا, لابد أن يجمع الخليفة بين السلطة الدينية والسلطة المدنية. وهذا أمر لم يكن يتوافر لأى حاكم من حكام المسلمين فى ذلك الوقت.
جاء كتاب الشيخ على عبد الرازق مساهمة منه فى هذا الحوار. فهو يتساءل فى كتابه: هل منصب الخليفة ضرورى للمسلمين؟ لكن وراء هذا السؤال سؤال آخر أكثر صراحة. هل هناك شئ إسمه نظام الحكم فى الإسلام؟ وهل الخليفة يستمد سلطاته من الله سبحانه وتعالى, أم من الأمة؟
القرآن الكريم وصحيح الحديث لم يتعرضا لموضوع الخلافة. وليس هناك إجماع بخصوص وجوب منصب الخليفة. عدم معارضة المسلمين لمنصب الخليفة, لا يعنى الموافقة على وجود هذا المنصب. لأن منصب الخليفة كان فى الغالب مشوبا بالفساد ومدعما بقوة السلاح.
حرية الرأى لم تكن مكفولة للمسلمين بعد الخلفاء الأربعة الأوائل. كما أن كل الآراء الخاصة بشئون الحكم, كان من المستحيل إظهارها فى الماضى. لذلك لم تقم دراسات إسلامية جديدة جادة فى شئون الحكم مثل الدراسات التى قامت فى اليونان أيام أفلاطون وأرسطو.
هنا يستمر الشيخ على عبد الرازق فيقول: فى الواقع كان نظام الخلافة ضارا بالإسلام, ووباء بالنسبة للمسلمين, ومصدرا للشرور والفساد. لذلك منصب الخليفة غير ضرورى. ولا يعتبر جزءا من الدين الإسلامى.
إذا كان الأمر كذلك, فكيف ظهر هذا المنصب إلى الوجود؟ وكيف دخل فى روع المسلمين أنه شئ ضرورى؟ للأجابة على هذه الأسئلة, رجع الشيخ على عبد الرازق إلى عصر الرسول. فالرسول كان يحكم كرسول مرسل من الله سبحانه وتعالى. وكان يقوم بحل مشاكل مجتمعه عن طريق الوحى. إذا كان هناك نظام حكم أيام الرسول, فهو نظام حكم بدائى بسيط يصلح للمجتمع الإسلامى الأول. ولم تكن هناك مؤسسات سياسية معقدة كالتى نشاهدها اليوم.
يستمر الشيخ عبد الرازق فيقول: الرسول لم يكن ملكا أو حاكما أو رئيس دولة. إنما أرسل ليبلغ رسالته للعالمين. وهى رسالة روحية خالصة. وإذا وجدت سلطة بعد الرسول, فهى سلطة مدنية وسياسية. وليست سلطة روحية.
عندما إنتشر الإسلام, تولى أبو بكر الشئون السياسية للمجتمع الإسلامى الجديد. وكانت سلطاته تدعمها القوة. ونظرا لعلاقته الخاصة بالرسول وصلاحه وتقواه, إعتقد الناس أن منصب الخلافة, بمعنى خلافة رسول الله, هو منصب دينى وليس مدنى. وكل من إعترض على خلافة أبى بكر, أتهم بأنه خارج عن الإسلام.
منذ ذلك الوقت, أخذ المسلمون فكرة خاطئة عن منصب الخلافة. وشجع الحكام المستبدون فيما بعد على رواج هذه الفكرة. لأنها بالطبع تعمل فى صالحهم. ولأنها تجعل الثورة عليهم خروجا عن الإسلام. وهذه جريمة فى حق العالم الإسلامى. فى الواقع الإسلام برئ من منصب الخلافة هذا.
الدين الإسلامى ليس لديه نوع معين من الحكومات. وليس فى الدين الإسلامى ما يمنع من تدمير نظام قديم فاشل , وبناء نظام جديد أفضل. مدعم بخبرات وتصورات إنسانية جديدة علمية ومجربة.
|
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-08-11, 06:46 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-08-11, 08:54 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | عمار محمد ادم | 01-08-11, 09:31 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-08-11, 10:08 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | عمار محمد ادم | 01-08-11, 12:41 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | عارف الركابي | 01-08-11, 02:13 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | الشفيع وراق عبد الرحمن | 01-08-11, 02:23 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | الوليد الرشيد وراق | 01-08-11, 02:29 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | Zomrawi Alweli | 01-08-11, 04:23 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | Sabri Elshareef | 01-08-11, 06:22 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-09-11, 05:02 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-09-11, 05:10 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-09-11, 05:15 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | Mustafa Muckhtar | 01-09-11, 05:21 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-09-11, 08:43 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | الشفيع وراق عبد الرحمن | 01-09-11, 10:28 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-09-11, 10:47 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | الشفيع وراق عبد الرحمن | 01-09-11, 06:52 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | ASHRAF MUSTAFA | 01-09-11, 07:04 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | محمد النيل | 01-09-11, 07:22 PM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | Sabri Elshareef | 01-10-11, 04:52 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | Sabri Elshareef | 01-10-11, 05:07 AM |
Re: فلتسقط الشريعة إذا كانت تعني ضياع السودان | حامد بدوي بشير | 01-10-11, 06:01 AM |
|
|
|