في ختام السنة الميلادية للعام 2010 وختام ما كان يسمى بدولة السودان بحدودها المعروفة تاريخيا تفاجأ الجميع داخليا وخارجيا بعدة خطابات متناقضة ( كالعادة ) للجنرال عمر حسن احمد البشير الذي اغتصب السلطة عنوة في يونيو من سنة 1989 م فالرجل وكالعادة وعندما يُصف له الناس صفا بقوة السلطان يقول ما يقول بوعي او دونما وعي لا نعلم !! الا انه قطعا يكون قولا أخطلا يتناقض مع كل ما يبثه من وعود وادعاءات ملها الشعب السوداني طوال واحد وعشرون جحيما واصبح الرجل محل سخرية وتندر ليس من قبل السودانين فحسب بل من الغالبية العظمى من كتاب الصحف العربية والاقليمية والغربية بل حتى في المجالس يتفسح بقوله الناس .. صفة اخرى تلصق عادة في خطابات الجنرال وهي الفظاظة في القول والجهر بالعنف وعدم الاحترام للاخر الملي والدولي والمحلي مع ان من اهم صفات ( رجل الدولة ) الحنكة والمعرفة والحكمة و ( رجل الدعوى ) الحلم والصبر والقول بالتي هي احسن والتادب في ( القول ) والفعل امتثالا لقول الله تعالى لنبيه الكريم خير المرسلين {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159 صدق الله العظيم ولعل ما يحدث الان في السودان من تمزق واحتراب واهلاك للنسل والحرث ما هو الا نتاج طبيعي ( لفظاظة ) لسان الجنرال وقسوة حديثه مع بني جلدته وابناء وطنه بتمثيل تلبسه لبوس ( الشهامة والحماسة والشجاعة ) مع ان الراي قبل شجاعة الشجعان وكما قال المتنبي : الراي قبل شجاعة الشجعان هو اول وهي المحل الثاني والغريب انه لا يدعي الشجاعة وتنتفخ اوداجه الا داخليا اما خارجيا فانه يمارس الانبراش بلا حياء وليس اقل دليل من استباحة الجيوش الاجنبية للارض السودانية بما لم يشهده حتى عهد الاحتلال البريطاني وليس اقل دليل من انه قدم كل تعاون وتنازل لمن يعتبرها عدوة الاسلام !! والسودان الولايات المتحدة الامريكية وصرح في غير مكان ومناسبة بفعلته وتلاه مدير مخابراته السابق والحالي بالتعاون اللامحدود مع كافة الاجهزة الامنية الامريكية وخليلتها الفرنسية منذ تسليم كارلوس وطرد بن لادن .. حتى بات لسان شعبه يقول قول غزالة للحجاج بن يوسف : اسد علي وفي الحروب نعامة * ربداء تجفل من صفير الصافر ما يدعو للكتابة حقا وتناول ما قاله الجنرال هو مفاجاته للجميع بتعديه علي دستوره الذى بصمه بيده وعلى الشريعة الاسلامية التي ظل طوال سنين جحيمه يهتف للعالم بانه يطبقها ويعمل بها !! وذلك حينما اعلن الرجل ان دستوره الذي يعمل به ليس سوا ( جغمسة ) و( كلام فارغ ) لا يسوى الحبر الذي كتب به او ما معناه .!!! . أي والله صدقوا او لا تصدقوا ( رئيس ) مفترض انه يؤمن بدستور بلاده الذي قسم على حمايته وصونه لا يعترف به ويصفه بالكلام الفارغ و( الملخبط ) فلماذا قسم عليه اذا ؟؟!! وهل بات الحنث بالقسم ( كالنفس ) بالنسبة للجنرال عمر البشير ؟!! كم مرة حنث الرجل بقسمه وامعن في الحنث ؟!! كم مرة وعد واخلف في وعده ؟!! بل وزاد الجنرال على ذلك بوعد اخر هو رفضه اي حديث عن تعددية دينية وثقافية وعرقية في الدستور القادم ويعلم الله وحده كم دستور سيكون في السودان حتى نهاية هذا الطاغية فالرجل ما ان يستقر علي دستور منذ مجيئة الانقلابي الا ويستبدله باخر علي عجل وحسب ما تقتضيه مطامعه كعادة كل بؤساء العالم الثالث من الدكتاتورين والشمولين فهذا صنوه اليمني يعدل اليوم دستوره ليمنحه خلافة ابديه مع بعض اذكار ديمقراطية بمسحة عصرية تمهد له القروض الاجنبيه ... !!! من المعلوم ان دولة السودان دولة ... تاريخيا تتكون من تعدد اعراق واختلاف ديانات وبها العديد من اللغات واللهجات باختلاف السحنات وان السودانين طوال سنين حياتهم تواطؤا علي التعايش والتسامح والتكاتف فيما بينهم , حتى بعد دخول الاسلام في السودان لم يتغير بل اضاف الاسلام ابعادا روحية ودينية لهذه القيم الفاضلة ومن نعم الله علي السودانين ان الاسلام لم يدخل بلادهم وينتشر بحد السيف كما في غيره من البلدان – حتى جزيرة العرب - بل دخل عبر التواصل الاجتماعي وتمدد بوسائل السلم والتبادل والتلاقح والتثاقف فكان كدخول الهواء الى الجسد وانتظام النفس دونما عناء او مشقة او ازمات .. الى ان جاء من يتاجرون بالدين ويتخذون منه شعارا وجوادا جامحا لاضفاء شريعة معدومة يخدعون بها العالم ويدغدغون بها مشاعر البسطاء الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله ..فغض ( الإنقاذيون ) مضاجعهم واقلقلوا طمأنينتهم وامنهم وحولوا حياتهم بؤسا علي بؤس بنشر الحروب وتخريب البلاد والعباد والدين ... رفض الجنرال الحديث عن التعدد الديني والثقافي والاثني باعتبار ان ذلك وحسب ( فهمه ) مخالف للشريعة الاسلامية وزاد بان اللغة العربية ستكون هي اللغة الرسمية والوحيدة للدولة باعتبار انها لغة الشريعة !! ولا مجال لاي لغات اخرى في الدستور ( الجديد ) ولعله ( لن يكون الاخير في عهد البشير ) مثل هذا القول يعبر عن جهل قائله ليس بالشريعة الاسلامية وحدها بل بكافة الاديان السماوية فمنذ متى يا سعادة الجنرال كانت اللغة العربية شرطا لتطبيق أمر الله و عبادته ؟؟ ؟؟ فلقد تعددت اللغات بتعدد الاديان والانبياء ولو كنت حقا تقرا القران كما يقول مؤيديك لكنت قد قرات قول الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4 ولسان قومه أي لغتهم والتي قطعا لم تكن قبل بعثة الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام عربية اذا فان اللغة ليست شرطا لاكمال العمل بالشريعة الاسلامية وليس من المعقول مثلا ان تطلب الشريعة الاسلامية من دول غير ناطقة باللغة العربية شرط استخدام اللغة العربية لم يقل بهذا الله ورسوله فمن اين جاء عمر بن هشام السودان بهذا الشرط لينص به علي دستوره الموعود ؟!!! فإذا كان الله سبحانه وتعالي جعل الانسان حرا في اختيار دينه بل جعل الحرية حتى ( لابليس )رئيس الكفر الي يوم الدين .. جعل له حرية الراي وحرية التعبير وحرية منهجه الشيطاني في الغواية والضلال لينشره بين بني ادم بل جعل له حتى حق الراي والمجادلة ومع من ؟ مع الله رب العالمين في قصة خلق ابونا ادم عليه السلام ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12} قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ{15} فمن يكون عمر البشير ليكره الناس على استخدام لغة واحدة ؟؟! ان في العالم الاسلامي شعوبا متعددة مختلفة اللغات ولم ينقص كونها غير ناطقة بالعربية من اسلامها شيئا ولن يتخلى كل الناطقين بالاوردية من بلاد باكستان وافغانستان والبنغال ولا الهند عن لغتهم ولا الفرس عن فارسيتهم ولا الاوربيون عن لغاتهم ولا لاتين امريكا ولا بلاد شرق اسيا وجنوبها لن يتخلى شعب عن لغته التي ارادها له الله ولم ينزل ذلك الله في كتابه ولم يقل بها رسوله وما اللغة العربية الا وسيلة من ضمن وسائل ينتشر بها الاسلام .. وما نشر الاسلام بيد بشر انه كتاب الله انزله علي عباده وهو من تولى حفظه وصونه ونشره لا البشير ولا غيره من العالمين ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست