الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-25-2024, 09:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2011, 06:00 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل (Re: عبد الحميد البرنس)

    على عكس توقعاتي تلك تماما، عادت الحياة تدب في أوصال العجوز فجأة. ألقت بشعرها بكلتا يديها إلى الوراء. وأخذتْ تضرب على الأرض بقدميها ضاحكة كفتاة على أعتاب العشرين لا تزال مغمورة في وهج ذلك الشعور أن العالم لا يزال يعد في مقبل السنوات بالكثير من الأشياء الطيبة. "فريق البيتلز أكبر من المسيح". وهي تفتح أمامي خزائن أسرارها على ذلك النحو، وأنا أراها وهي تصغر في الحكي أكثر فأكثر، خطرت على ذهني تلك العبارة التي أطلقها "جون لينون" عام 1966. وكنت قد قرأت قبل أيام قليلة مقالا في مكان ما من شبكة المعلومات جاء فيه "لم يكن لينون ومكارتني عندما كانا يجتمعان في حجرة مكارتني الضيقة لعزف الموسيقى ووضع كلمات الأغاني يعيان أنهما يؤسسان لتاريخ الفن الغربي عموماً، وأن الفكر العفوي الذي كان يكظمه الفتية الأربعة هو امتداد لموجة الحداثة التي اجتاحت التشكيل والأدب" الغربيين. هكذا.

    كنتُ شابة صغيرة. مات أبواي في حادث تحطم طائرة مروحية خاصّة على شواطيء خليج هيدسون على الحدود ما بين محافظتي أونتاريو ومنيتوبا. كانا قد تركا لي ملايين الدولارات وفراغا أخذ يتعاظم كلما تقدم الوقت. كانا محور حياتي. كما لو أن أحدا لم يحب أبويه مثلما أحببت. لا تزال ضحكاتهما بين أصدقائهما ترن داخل أذنيّ أثناء حفلات الشواء في الهواء الطلق. كل شيء فجأة آل إلى سكون. كنت في جوع إلى تبديد الصمت المتفاقم من حولي. "أوه، يا هاميد، لا أحد يعلم في مثل عمري تحديدا كم مرة مارس خلالها الحبّ في حياته". شيئا فشيئا تحول غرامي القديم بالبيتلز إلى شيء أخذ يملأ مني منافذ الروح والجسد. لم يعد الأمر مرة أخرى تعلقا بصيحة في عالم الغناء أقامت الدنيا كما أرادتْ. كان بالفعل يا هاميد هبة إلاهية أن تتنفس مع أربعتهم هواء العالم نفسه. الغناء يعطي للحياة مذاقها الشجيّ. حين أقدم ديفيد شابمان مساء الثامن من ديسمبر من عام 1980 على اغتيال جون لينون وجدتني ثانية أسيرة ذات الفراغ العظيم. قال إنه ظلّ يسمع أصواتا في رأسه تأمره بقتل رسول الحبّ. تصوَّر، يا هاميد، هذا الهراء!. قال، دعني أتذكر، قال قال، آه، قال كان قراره الأحمق باغتيال جون لينون أمرا "أشبه بقطار ينطلق بأقصى سرعته، لا سبيل لوقفه". وأحسست باليتم مرة أخرى. كما لو أن العالم لم يعد فيه أحد. "يا هاميد، أية قوة غامضة تدفع بالناس أحيانا إلى قتل أجمل الأشياء لديهم"؟.

    كدت أن أقول لها إن ما قد تفوهت به للتو قد شكل في واقع الأمر حجر الزاوية في كتاب "الآيديولوجية الألمانية". كنت أعني سؤال ماركس "لماذا يسلك البشر أحيانا ضد مصالحهم الخاصة". ظلّتْ العجوز وهي تواصل حكيها ترتعش حد إثارة مخاوفي من أن يغمى عليها في أية لحظة. ثم.. وبلا مقدمات شرعت تبكي بكيانها كله. يا إلهي!. بعد كل هذه السنوات، لا تزال تذرف دمعا، "الدمع، لو تعلمين!، فقط لو تعلمين ما يفعله الدمع بالمنفيّ الغريب". الدمع الدمع، عزيزتي ليليان، أيبعثه فينا الحنين، الغبطة، الفقد، الوداع، اللقاء، الحزن، الفرح، أم اليأس والأمل. أية قوة هائلة ينطوي عليها ذلك السائل المائي. لقد وضع الله في ابتسامتنا الجسور، في حناجرنا الغناء، في قلوبنا الخفقان، في رؤوسنا الفكر، في أقدامنا المشي، وفي ملتقى ساقينا الرغبة، لكنه جعل من الدمع أكثر هباته وضوحا ولوعة. كنت أواصل النظر إليها مصغيا بكياني كله مفتشا بين ندف الحطام المتراكمة داخل أعماقي في آن، ولا أدري أن ما أُعايشه معها من توحد غامض مجرد كابوس مفزع أم واقع مرير آخر من هلوسات منفىً لا مناص منه. "مَن يعش في الغربة يمشي فوق فضاء خاوٍّ، مجرَّدا من شبكة الرعاية التي تحيط به، كل كائن بشريّ بلاده الأم، حيث تُوجد عائلته وأصدقاؤه، وحيث يستطيع أن يتحدث باللغة التي تعلمها في الصغر من دون أدنى مشقة". ذلك صوت ميلان كونديرا. ولكن أي عزاء يمكن أن تمنحه العبارات للناس أحيانا"؟.


    يتبع:
                  

العنوان الكاتب Date
الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عبد الحميد البرنس12-31-10, 10:42 AM
  Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عمران حسن صالح12-31-10, 10:57 AM
    Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عبد الحميد البرنس12-31-10, 01:18 PM
      Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عبد الحميد البرنس12-31-10, 05:11 PM
        Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عبد الحميد البرنس12-31-10, 08:53 PM
          Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عبد الحميد البرنس01-01-11, 06:00 AM
            Re: الجانب الآخر لقاتل الشخصية الجميل عبد الحميد البرنس01-01-11, 11:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de