محمد عوض الجيد خبير مالي سوداني أمريكي طموح قصة نجاح ويسعي لتصحيح صورة السودان(صوروفيديو)

Quote: ... الرائد: تحاور المستشار المالي للبورصة الأميركية بـ"وول استريت" 20 / 06 / 2010 02:43:00 حوار: عواطف محجوب حجم الخط: 250 مليون فدان أراضي صالحة للزراعة السودان مؤهل أن يكون سلة غذاء العالم معالجة الفقر عن طريق خلق فرص استثمارية على الدولة الاهتمام بسلعة الصمغ العربي قال المستشار المالي بالبورصة الأميركية بـ"وول استريت" وصاحب المكتب المستقل في ولاية كنساس د.محمد عوض الجيد، إن حجم الأراضي الصالحة للزراعة في السودان يبلغ 250 مليون فدان، مستصلح منها 5 ملايين فدان فقط، ثلاثة ملايين فدان بالجزيرة ومليونان بالشمالية، وتتوزع الأراضي الخصبة بالسودان في الجنوب والشمال معتبراً أن هناك حوالي 247 مليون فدان صالحة للزراعة بالسودان غير مستصلحة. واعتبر إن نجاح أي دولة اقتصادياً يرتبط بتوفر الاستقرار السياسي والأمني وقال: إن السودان خطا خطوات كبيرة وهو مؤهل أن يكون سلة غذاء العالم لو وظفت الاستثمارات بطريقة علمية لأن السودان تتوفر به كل المقومات الرئيسية من مياه الأنهار والأمطار والآبار الجوفية والحفائر، فضلاً عن المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة إضافة إلى الكميات الكبيرة من الثروة الحيوانية والتي يتجاوز تعدادها 130 مليون رأس. وطالب الدولة بالاهتمام بسلعة الصمغ العربي لتحقيق موارد إضافية من موار النقد الأجنبي لتزايد الطلب العالمي على هذه السلعة الإستراتيجية الهامة التي أصبحت محل أنظار العالم وأن يتم استغلالها والاستفادة منها لدعم الاقتصاد القومي . بوصفكم المستشار المالي لوول ستريت نريد منكم إلقاء الضوء عن كيفية التعامل في البورصة ؟ بدأ حديثه بالقول: إن وول ستريت هي شركة تتعامل بالأوراق المالية عن طريق شراء الأسهم والمستندات بالنسبة للمستثمرين والعملاء بأمريكا، طريقة التعامل في وول ستريت هناك ممثلون للشركات الكبرى وممثلون للزبائن أو العملاء، الشركات الكبرى هي التي تصدر مستندات ويتم البيع عبر وول ستريت ومن وول ستريت تأتي لشركات الاستثمار المحلية التي تعلن أسعار هذه الأسهم والعملاء يقومون بالشراء عن طريق المستشارين الماليين وهذه الأسعار تتحكم بالنسبة للأسهم العرض والطلب أحياناً ولكن هناك السعر الذي تحدده الشركة المانحة والصادرة للأسهم المالية بعد ما يتم تحديد سعر السهم بقيمة معينة يعرض في وول ستريت بعد ذلك المشتري المستثمر يشتري على حسب تطلعاته ومستواه المالي وخططه الاقتصادية المستقبلية المالية التي تحتم عليه أن يكون لدية مستشار خاص وهذا المستشار يقوم بتحليل الشركة التي أصدرت المستندات المالية من الأشياء التي ننظر لها لهذه الشركات ننظر لأشياء مهمة جداً أولاً ننظر لسمعة الشركة ومدتها الزمنية في الوضع الاقتصادي والسيولة المتوفرة لهذه الشركة ومديونية الشركة وكلما زادات مديونية الشركة كل ما زادت المخاطر وهذا بدوره يقلل من أسعار الأسهم التي تملكها فالشركات التي لديها سمعة كبيرة وفترة زمنية عالية يكون لديها الحظ الأوفر أن يكون لديها سوق عريض جداً من المستثمرين للاختبارات التي تمت لها خلال السنين هذا بصفة عامة طريقة إصدار الأوراق المالية وتداولها . وعلى أي أساس يحدد تعامل الشركة في البورصة الأمريكية ؟ بالفعل كلما كانت الشركة قديمة يكون تداولها أسهل لأن أسمها معروف والأسهم مرت بفترة زمنية معينة وعلى الأقل واجهت مشاكل اقتصادية وتمت معالجتها فهذا يكون في صالح الشركة وكلما طال عمر الشركة وتجاوز العشرين عاماً أو أكثر في السوق فهذا يعني أن الشركة أثبتت وجودها لأن العالم طوال هذه الفترة مر بأزمة اقتصادية فهذه الأزمات تعتبر الاختبار الحقيقي لهذه الشركات لأن الكثير من الشركات تنهار بمجرد تقابل أزمة اقتصادية. ما هي في اعتقادكم أبرز المشاكل التي يمكن أن تواجه الشركة والسبب وراء الأزمة المالية العالمية ؟ من الأشياء التي تواجه الشركات المديونية وكلما زاد ت مديونية الشركة كلما واجهت مشاكل الانهيار وهذا ما حدث الآن من أزمات مالية عالمية فالأزمة المالية الحقيقة بدأت منذ يوليو 2007 لأن مؤشر داو جونز وصل 14ألف نقطة بين يوليو 2007 ومارس 2009 مؤشر داو جونز ثم هبط إلى 6آلاف و650 يعني فقد أكثر من 50% من قيمته والداو جونز هو عبارة عن مجموعة شركات في أمريكا تمثل شركات في وول ستريت كمثال إذا كان لديك مائة دولار مستثمرة في وول ستريت داو جونز هذه المائة دولار قيمتها نزلت إلى 45 دولاراً يعني فقدت 65 دولار فأسباب الانهيار الذي حدث عدة أسباب أولها: العقارات غير مقننة فهناك مديونية مقننة وأخرى غير مقننة فالفرق بين المديونية المقننة وغير المقننة مديونية العقارات المقننة مثل أن تأتي للبنك وتطلب منه شراء منزل. *هل من شروط ملزمة للحصول على قروض من البنوك؟ نعم هناك لوائح وشروط لابد أن تتبع من ضمنها لابد أن يكون لديك عمل ثابت ولابد من دفع مبلغ مقدم حوالي 20% من قيمة المنزل ولابد أن تكون سمعتك المالية محترمة فهناك الرقم الاجتماعي وهو يوضح سمعتك و تعاملاتك المالية حينما أصبح عمرك 18 عام فإذا طبقت اللائحة ودفعت 20% وسمعتك المالية كانت ممتازة وكان لديك عمل ثابت وكانت قيمة المنزل أعلى من القيمة التي تم الشراء بها في هذه الحالة يسمح لك أخذ قرض فالقرض يختلف، هناك قرض مدته عشر سنوات وآخر عشرون عاماً وهو أقصى شيء هذا القرض إذا لاحظنا أنه لا يوجد أي مشاكل في العقود أو العقارات المقننة لأن هناك أسساً وضوابط ثابتة وما حدث أن الشركات الاستثمارية الكبيرة طمعت هناك شريحة كبيرة من الأمريكان يتمنون أن يشتروا منزلاً بأي ثمن فالعقارات المقننة نسبة الأرباح قليلة تتراوح من 4% إلى 6% وقد تصل إلى 7% في حالات قليلة وهناك شريحة كبيرة من الأمريكان يتمنون أن يشتروا بيوتاً ولكن سمعتهم المالية سيئة وكذلك وظائفهم غير ثابتة لا يملكون 20% مقدم الدفع المطلوب فكيف يشترون بيوتاً.كما أن الشركات المالية الكبيرة طمعت حاولت أن تتيح للناس فرصة ليشتروا منازل حتى لو كانت السمعة المالية سيئة وبدأوا يضعون نسبة أرباح عالية فارتفعت نسبة الإرباح من 5% إلى 20 أو 25% في بعض الحالات بالنسبة للمواطن يريد شراء المنزل باي طريقة وعملوا ضمانات لشريحة من المواطنين ليست لديهم وظائف ثابتة وسمعتهم المالية ليست جيدة فهذا بدوره طمع الشركات الكبرى وأتاحت للمواطنين شراء منازل بنسبة عالية من الإرباح وكثير من المواطنين اقتنعوا وقاموا بشراء المنازل وانتعشت العقارات وبخاصة خلال الفترة من 2004 إلى 2005 وفي تلك الفترة ارتفعت أسعار العقارات بشكل كبير وأغرت العديد من الشركات للتوسع في مثل هذا النوع من التمويل العقاري ولكن حدث بعد ذلك أن هبطت أسعار المنازل واضطرت البنوك للدخول مع المواطنين في تفاوض. كيف تنظرون للأداء الاقتصادي السوداني وكيف يمكن معالجة مشاكل الفقر ؟ أكبر خطوة يمكن عن طريقها معالجة مشاكل الفقر خلق فرص عمل عن طريق جذب استثمارات عملية للشركات وهذا بدوره يؤدي لخلق وظائف، لدينا أعداد هائلة من الخريجين الزراعيين لذلك نحتاج لمشاريع زراعية إضافية وموسعة ليتم استغلالها لإحداث الطفرة الزراعية وليس بالضرورة أن يعمل خريج زراعة الخرطوم أو يكون مفتشاً في المكاتب الزراعية، الدولة عليها أن تهيئ البيئة المناسبة وفرص للمستثمرين لخلق وظائف للمواطنين وعلى الدولة أن تقوم بالاهتمام بالبنيات الأساسية من خدمات الطرق والمياه والكهرباء وخلق المناخ المناسب للاستثمار لأن السودان لديه من المقومات الأساسية التي تدفع بالنهوض الاقتصادي . وأتوقع أن يتزايد اهتمام الدولة خلال الفترة القادمة بإحداث التطور الاقتصادي خاصة بعد الفوز الكاسح في الانتخابات وان الدولة سوف تستمر في العمل بأسس مدروسة من اجل خدمة المواطنين لان الشعب ينتظر من الحكومة المنتخبة أن تخدم قضاياهم بعد أربع سنوات إذا لم تنفذ الحكومة المشاريع التي يمكن أن تخدمهم وتعالج مشاكلهم فالمواطن سيكون له الحق أن يقول كلمته أتوقع أن يكون هناك خطط من الدولة للاستمرار في البرامج التنموية وتنفيذ مشاريع اقتصادية قوية جداً التي يمكن أن تخلق فرصاً وتزيد من رفاهية المجتمع السوداني ولابد أن يكون هناك قفزة كبيرة لإحداث النمو الاقتصادي فالسودان مستقبلة واعد . كيف تنظرون للعقوبات والحصار الأمريكي على السودان ؟ الحصار لا يؤثر على الحكومات وإنما يضر بالمواطن واعتقد أن السودان بعد الانتخابات دخل مرحلة جديدة فالتطورات في المواقف السياسية ستؤدي لانفراج الأمور وتوقع أن تتغير نظرة الغرب للسودان في المرحلة المقبلة .