وهذا الحزنُ، هذا الحزنُ يا الله هذا الحزنْ...!

Quote: دكتور بكري، مسكاقمي... أحييك على هذا التحليل الرصين وأضيف من عندي بأن الفيديو الفضيحة كان أكثر إيلاما من كل شىء، وقد تفضل أحد الزملاء وافترع خيطا بعنوان (سجدة الإنقاذ)! كان هذا الجلد الهمجي البربري الوحشي هو القشة التي قصمت ظهر النظام. فالنظام دوما (يداري سوءاته) بالركون والإتجار بالدين الحنيف الذي يضع شروطا غاية في الصعوبة في إثبات بعض جرائم الحدود ويضع شروطا أيضا في إنفاذ عقوبة الجلد إلا أن الله أراد أن يفضح النظام بتسريب هذا الشريط الكارثة حتى إرتد كثيرون ممن أعرفهم عن مناصرة الإنقاذ وخرجوا من سفينته الغارقة في وحل وطين! إلا أن ثالثة الأثافي كان خطاب البشير في القضارف حيث رمى بعرض الحائط كل التحقيقات الخجولة التي اقدمت عليها السلطة القضائية المدجنة (بقيادة جلال محمد عثمان) مزور شهادة ميلاده وطفق يؤبن في نظامه مقتديا في ذلك بسلفه النميري (سننط للناس في بيوتهم) + (سنقطع الأيادي والرقاب) وأطلق سهاما من الكلمات الجارحة التي لا يجرؤ على التلفظ بها صغار السياسيين ليدافع بها تلك الطريقة الهمجية التي تم بها تنفيذ جريمة تعذيرية في فتاة وعلى مرأى ومشهد ذلك القاضي الخائب الحقير! وقد أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن لا سلطة قضائية في بلادنا، مما يعزز فكرة جلبه ومن معه للاهاي لعدم قدرة القضاء في السودان لمحاكمته، كما أثبت بما لا يدع مجالا للشك أيضا بأن الشريعة التي يتشدق بها ما هي إلا أداة لإذلال معارضيه وخلق هالة من الترهيب حتى لا يجرؤ كائنا من كان في معارضة حكمه. وإذا طبقت الشريعة حقا فإنه وأعضاء حكومته لن يجدون يدا واحدة ليمسكوا بها العصا في حلبات الرقص ولما وجدوا رجلا واحدة يتكئون عليها في دوامة رقصهم... وفوق هذا وذاك، فإن الأسوأ على الإطلاق هو ترديده وقبوله بمبدأ إنفصال الجنوب مما يعرضه لمحاكمات مستقبلية تحت جريمة (الخيانة العظمى) وفقا لقانون العقوبات الذي وقع عليه بنفسه ووفقا لقانون القوات المسلحة... كان عام 2010 هو عام فضح وكشف كل سوءات نظام البشير (ما ظهر منها وما بطن)، حتى إذا إنهار نظامه، لم يجد القانونيون مشقةً كبيرة في جلبه للمحاكمة وتعليقه ومن معه على أعواد المشانق جزاءً لما إقترفه بحق الناس والدين...