تهفو إليك النفس يا وطني الحبيب هذي بها ذات تباعد بيننا لا زاد فيها لا قريب.. ولقد حسبتها بضع أيام من العمر ستمضي.. لكنها وا حسرتي.. دهر من الساعات والقلق الرهيب!! يا وحشة الليل البهيم هنا لا لذة في العيش لا شيئاً يطيب *** الطائر النجس الذي قد ضمني يومين يمخر في السحاب ويحيط جمع الناس في البلد العجاب تكسو ملامح رهطتهم شيئاً يشابه اكتئاب وأنا الذي قد كنت أحسب سفرتي أمراً جميلاً مستطاب بلد الفرنجة قد أتيتك مرغماً أنا قد خبرتك مرةً حين اطلعت على الكتاب.. ما كنت أحسن ما قرأت سوى نذراً قليلاً من ضلالات كذاب فالناس في الطرقات تجري لست أدري.. ما اعتراهم؟! ما المصاب؟! ما بالوهم يتعجلون تبلداً في هذه الدنيا الخراب؟! *** هم يأكلون طعامهم متسابقين على الطريق لا يحفلون بأي شيء.. وحين يلقون التحايا والسلام، يغمي عليَّ.. وحينما أصحو أفيق، الحافلات المسرعات تبجحاً لا تلقي بالاً للأنام فالكل محكوم بما كتبوه في أمر النظام.. *** ما باله الآذان في تلك البقاع قد غاب عن ذاك الفضاء؟! هذي الحضارة عندكم؟! هذا مآب الارتقاء؟! أفرغتم الإنسان من حسناته قد صار مسخاً من شقاء أنا افتقدتك يا جميل الحسن قد صار مسخاً من شقاء أنا افتقدتك يا جميل الحسن يا حلو السجايا والعطايا أنا افتقدت دقائق الأشياء يا وطني وطعم الكبرياء.. أنا افتقدت الناس في الطرقات في الأمصار في بيت العزاء قد جئتني في غرفتي الثكلى تؤانسني فاغزلها مقاطع من قصيدة تأتي عليّ حروفها السوداء أجهش باكيا وأعيني أعبرها المسافات البعيدة لو التقيك بغربة النفس الوحيدة وطني عشقتك منذ عرفتك يافعا في شرخ أيام السعيدة يا مأمناً للجار أهديك التحية والسلام ومفردات الشكر أزجيها إليك معزوفة صدق الشاعر احترام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة