امير تاج السر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 07:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2004, 09:56 PM

Adrob wad Elkhatib
<aAdrob wad Elkhatib
تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    يمتدح اللغة ويمنحها البطولة

    أمير تاج السر ...أبطال رواياته يتقمصونه

    حاوره :غازي الذيبه

    أمير تاج السر روائي سوداني يتحدر من تلك السلالة التي تمضي في الحكاية حد التقمص،فهو يشبه في الواقع أولئك الشخوص الذين نسج ملامحهم داخل رواياته ،وان بدا في حقيقة الأمر بعيدا عن حاله التقمص بمعناها السيكولوجي ،إلا انه قريب من صياغة شخصياته وأبطاله إلي حدود قصوى ،تتماهى أحيانا وخطوط تماسه مع الواقع

    وهو إذ يمتلك حسا فريدا في صياغة الحكاية وتوليفها لتذهب إلى فتنتها في الرواية ،فانه يبحث داخل منحنيات نصه بطولات متعددة تخرج في فحواها عن البطولات التقليدية للأفراد والكائنات داخل النصوص،انه يبعث في اللغة ذلك المزيج الخاص من البطولة والقوة .فاللغة عنده إحدى أهم العوامل التي تتصاعد منها رائحة الرواية بتفردها وتميزها .وهي كملمح نصي تغور بعيدا في اقتناص الأشخاص والأمكنه والوقت.

    وفيما يحمل الحكاء /الراوي عدته ،ماضيا في المفازات الشاسعة والبراري القصية للكتابة والحياة ،فان أمير تاج السر :الروائي المولود عام 1960 في قرية كرمكول بشمال السودان ،والواقعة عند منحنى النيل ،والتي حازت اسم أولي روايات تاج السر ،يمتلك طاقه شديدة الإيحاء في التعبير عن عوالم السودان وبيئته ،وأمير تاج السر الذي درس الطب وامتهنه ،لم تكن الكتابة تمثل له ذلك الانحياز الحار جهة الرواية ،وكانت مشاغله الشعرية أوفى حظا في تكوين رؤيته عن الكتابة ،لكن منحنى فائرا بالنثر والعذوبة وجه الروائي إلى براري الرواية ،وجعله يطلق :كرمكول ..روايته الأولى دون أن يتخلى عن الطب أو الشعر

    لقد ترسخت لدى هذا الطبيب...هاوي الكتابة الشعرية غوايه الروايه التي جذبته بسحرها الخاص إلى امداء عوالمه الحاضرة من أقاصي السودان وارباضه الشاسعه،معتقا داخل نصوصه هذا الفيض،كما لو انه خارج من كم قميص الساحر ذاته ،رافعا ستائر المعنى والحكمه والميثولوجيا وأفريقيا مثل عمود من الضوء داخل نصوصه ،وبرقه فائضة ،يكشف عن جماليات لم نألفها في الرواية العربية القادمة من أصقاع أفريقيا المجهولة لنا ،وماضيا مع سلالته من الحكائين في غرس اشتال الرواية الجديدة عربيا .يبدي الروائي أمير تاج السر قدرا من الوضوح في حواراته "أجريت حوارا معه فيما مضى “،لكنه يصر على أن يبتعد عن غواية الوضوح هذه في رواياته ،التي تصبح في دورقه خليطا من الأغاني والأشعار والشخصيات المعجونة بالبشر والجن والخرافات والسرد الذي يتفنن في تطويقه بعقود من خرز اللغة الفاتن

    وهاهو يستعد في فتنته الروائية لإصدار عمل جديد هو "مرايا ساحليه "من بيروت عن مؤسسه المركز الثقافي العربي

    هنا في حوار مع أمير تاج السر :

    لنبدا والرواية..

    الكتابة بدأتها شاعرا منذ فترة طويلة ، وبقيت مع الشعر حتى عام 1987والى ذلك التاريخ لم يكن عندي ما يغوي بالذهاب الى الرواية ، حتى التقيت الكاتب عبد الحكيم قاسم الذي اخبرني انه ثمة رائحة روائية لدي وفي ذات العام كتبت كرمكول لأتوقف بعدها ثماني سنوات عن الرواية ، بسبب من ظروف عملي ، فأنا درست الطب في مصر ، وعدت للعمل طبيبا في السودان وفي مناطق نائيه وهناك تمكنت من استخلاص العديد في رحلتي هذه واختزنتها ، بعدها كتبت رواية "سماء بلون الياقوت " عام 1996 ثم رواية ( نار الزغاريد ) عام 1998 ، والآن انجزت سيرة ذاتية مبكرة وطويلة حملتها اسم "مرايا ساحليه "وهي سيره تأخذ زمنا محددا ، هو زمن الطفولة منذ أواخر الستينات وحتى مطلع السبعينات وسوف تنشر قريبا ،، أي قبل نهاية القرن العشرين . كتبت أيضا رواية ( عواء المهاجر ) وهي قصيرة إذا ما قورنت بسابقاتها ، وتجري أحداثها في إحدى المدن السودانية بينما رواياتي السابقة كتبت عن القرى والأرياف ، كما انني أنجزت رواية جديده أسميتها (صيد الحضرمية ) .

    وأنت أيضا تكتب زاويتك الأسبوعية في الصحف : ( سيرة الوجع ) مما يصلنا بالسيرة ، سيرتك ذاتها ، وإذا ما قدر وجمعت هذه الزوايا في كتاب فإنها تشكل رواية ( سيرة) ذات إيقاع متناغم ؟

    هي سيرة ذاتية مقسمة ، أبطالها شخوص التقيتهم في حياتي وشكلوا جانبا من تكويني الإبداعي ، وهم انبثوا في أرجاء هذه السيرة الممتدة والطويلة التي لا ادري نهاية لها

    الانتقال من الشعر إلى الرواية ، أو الذهاب في الشعر مدى زمنيا ثم الذهاب الى الرواية ..كيف حققت هذه النقلة ، وما الذي دفعك لان تتخلى عن الشعر وتذهب إلى الرواية؟

    ما زلت اكتب الشعر ، وبين الحين و الآخر اخرج بقصيدة ، ان ماد فعني الى كتابة الشعر شئ خفي لا أدريه ، لكنني أتذكر تحولي جهة الرواية علي يدي عبد الحكيم قاسم الذي قال لي : انك تمتلك نفسا حكائيا في القصيدة ، وأنت جئت من بيئة خصبة بالحكايات وتعيش في بيئة مجنونة .. كما أن دراستك للطب علمتك الجلد ، فلماذا لا تكتب الرواية ؟ جلست بعدها مع نفسي عدة أيام ثم كتبت رواية كرمكول خلال شهر ، وحين نشرتها وجدت من الأصداء ما جعلني استغرب ، وحتى هذه اللحظة فأنني اعتبر كرمكول هي الرواية المؤسسة لاعمالي التالية ، ونجاحها هو الذي شجعني على الكتابة رغم انقطاعي الطويل عن الكتابة والإبداع .

    أصدرت روايتك الثانية : سماء بلون الياقوت عام 1996 ، وما بين كرمكول والرواية الثانية فترة زمنية طويلة ، فلماذا هذا التأخير في النشر .. وهل هو تأخير في الإنتاج أيضا ؟

    نعم كتبت سماء بلون الياقوت عام 1996 بفارق تسع سنوات عن الرواية الأولى ، وسبب هذا الابتعاد هو انشغالي بالعمل والذهاب إلى مناطق قصية ، مما جعلني اضرب في أعماق سحيقة داخل السودان أرضا وتاريخا ، ويبدو أنني آنذاك انشغلت في لملمة الخامات ، فعملي كطبيب في تلك المناطق البعيدة لم يمنعني من التقاط حيوات جديدة ، والتعرف على حيوات أخرى من أنفاس البشر.

    هل نستطيع آن نقول انك اختزنت في السنوات التسع هذه تجربة كتابك : سماء بلون الياقوت ؟

    سماء بلون الياقوت، و صيد الحضرمية وسيرة الوجع كله اختزنت أحوالها أثناء عملي كطبيب في تلك المناطق النائية بالسودان ، ثم اندفعت لتخرج الى الورق أخيرا .

    أنت طبيب وفي الوقت ذاته أنت روائي ،، كيف توفق بين هذين العالمين؟

    علينا أن نفرق بين الاثنين ، اذ ليس من الضروري أن تكون ا لمهنة مرتبطة بالإبداع كالكتابة، فالبعض مهنتهم الكتابة ، مثل الصحفي او الباحث ، واعتقد أن هناك فرقا ، فأنا درست الطب عن قناعة واجتهاد شخصيين ، ومارست الطب أمارسه حتى الآن ، واظنني نجحت في مهنتي كطبيب ، وفي الوقت نفسه أمارس الكتابة في أوقاتي الخاصة ، وقد توصلت الى اكثر من حيله لتنظيم وقتي بين الكتابة والعمل وما زلت مستمرا في هذا .

    هل يمكن لبعض معطيات عملك في الطب أن تدخل في رواياتك ؟

    أريد أن أقول أن دراستي للطب لا تنعكس على تجربتي الكتابية ، وما ينعكس فعلا في هذا النطاق هو مهنتي كطبيب، وهي التي تجعلني اكتب عن أشخاص صادفتهم اثناء ممارستي لعملي ، وطبعا ليس كل من أصادفهم يتغلغلون الى رواياتي ، بل هناك أشخاص بعينهم يردون إلى فضاءات نصوصي ، ويحتمون بسمات روائية خاصة ، وأنت تعرف كونك شاعرا أن هناك أشخاصا يحملون مواقف وايماءات تؤثر فيك كمبدع وهؤلاء هم من يدخلون عوالمي .

    مثلا ؟

    البيرت بشاي ، الشخصيه المحورية في روايتي ( نار الزغاريد) فهذا الشخص ومنذ الوهلة الأولى لمصادفتي له ، أحسست بأنه يحمل سمات الشخصية الروائية ، وفورا قمت باستئذانه في أن اكتبه ، وقد رحب بذلك.
    هل تستأذن من يدخلون رواياتك من الأشخاص الذين ترى أنهم يحملون ملامح روائية في الواقع قبل أن تكتبهم؟

    اجل ، وقد استأذنت العديد من الأشخاص ، ومن وافق أن اكتبه دخل إلى رواياتي آمنا مطمئنا.

    منذ" كرمكول" وحتى " نار الزغاريد" ومسرودات من" سيره الوجع "ونحن نشتم رائحة انحياز للسيرة سواء السيرة الذاتية لك كمبدع ، أو السيرة التي تبحث في المكان وتسرد وقائعه ، كما أن البيئة السودانية المعاشة تظهر داخل نصوصك، سواء بالمفردة او بالأنماط القيمية - الاجتماعية داخل النص.. فلماذا كل هذا الانتماء للسيرة في كتاباتك ؟

    اعتقدا أن مجريات إبداعي ليست بالطريقة التي أوردتها ، وأنت نسيت أنني لا اكتب الواقع كما هو ، بل أقوم بإبداع واقع مواز للواقع الذي أعايشه، فاخذ من السيرة الذاتية ما يهم النص ، وحتى الشخوص الذين أوردهم في رواياتي لا اكتبهم بحرفيتهم كما هم في الواقع، بل اكتبهم وكما لو أنهم اقرب الى الشخوص المؤسطرين ، كذلك فانك تجد المكان في نصوصي بتجلياته الروائية فأنا من عشاق الأمكنة ، ولكي اكتب رواية علي أن أكون ملما بالمكان، والحمد لله لي ذاكرة تتعرف على الأماكن وتختزل تفاصيلها.

    لا اعتقد أنني اكتب سيره ذاتية خالصه في رواياتي ، ولكنك قد تجد مجتزءات من هذه السيره في عملي " سيرة الوجع" و"مرايا ساحلية "وقد وضعت هذين العملين في باب السيرة ، لكن في اعمالي "كرمكول" و"نار الزغاريد" و"سماء بلون الياقوت " تجد اختلافا هائلا في هذا المنحنى ، حيث أن خيوط سيرتي غير موجودة في هذه الأعمال، وبالعكس فأنا اترك شخوصي يتحركون داخل مكانهم الأسطوري وبحريه ودون تدخل مني ، وفي عملي الجديد الذي أسميته " صيد الحضرمية " ستجد أن حركة الشخوص داخل هذ ا النص ، هي من حركة النص ذاته . إنني أميل إلى السحر والأسطورة و الأجواء الغامضة الضبابية بحيث أن الرواية عندي ليست واقعا تقرؤه، بل نقرا من خلالها واقعا اخرا ، موازيا للواقع او مختلفا عنه .

    من هنا ، هل نستطيع أن نلج عالم أمير تاج السر الروائي ، العالم الذي أندفع فيه داخل الرواية ، الايماءات الأولى للكتابة ، اللحظات الفارقة في حياته والتي صنعت نصوصه الابداعية... هل يمكننا أن نصل هذه المناطق ؟

    الكتابة عندي شئ قسري ،ـ وكان هناك ما يجبرني عليها ، لقد كان من السهولة أن أنتهي كطبيب وينتهي الآمر ، لكن الكتابة اقتحمتني ، فرواية كرمكول أجبرتني على كتابتها ، كذلك باقي رواياتي ونصوصي الأخرى .

    فالاشياء المختزنة والمعاشة والتي تتكاثر حولي والصور والشوارع كلها .. كلها استطيع أن أحولها ، وأن احول أي شئ إلى نص روائي ، حتى الإعلانات في الشوارع .. وكل ذلك تجده داخل نصوصي .

    أن عشق التجربة والمغامرة كان من اكثر الأشياء التي دفعتني الى الكتابة وبعد ذلك وكما قالى لي الأستاذ عبد الحكيم قاسم أن دراستي للطب علمتني الجلد ، حيث اجلس ساعات طويلة للكتابة . كما أنني اميل للعراك مع اللغة ، اذ أنني اكتب بلغة غير مألوفة وعندما أقوم بفعل الكتابة أوازن بين لغتي هذه ،، وبين مفردة الإلهام في السطر الذي يقع تحت قلمي لأكتبه دون أن اخرج بشئ -أحيانا- لأنني ، لم أجد الكلمة المناسبة لسيرورة النص الذي أنجزه ساعتئذ ، وقد اكتب عدة صفحات في مساء واحد .

    في نصوصك الروائيه هناك اهتمام باللغة وما يمكنني أن اطلق عليه "بطولهاللغة "وهي تأتي بموازاه الأبطال الآخرين في رواياتك ،فهل يمكن ل"بطولهاللغة "هذه أن تنسجم مع بطولة الشخوص أنفسهم ؟

    طبعا ،فاهتمامي بالشعر جعلني استفيد منه في كتابه الروايه ،لقد حاولت أن اوفق بين السرد أو الحكي واللغه ،بحيث لا تأكل اللغة النص ،والنص لا يأكل اللغة ،حاولت ذلك في “كرمكول"،وقد لا تكون هذه السمة واضحي ،كما في روايتي "نار الزغاريد"و"سماء بلون الياقوت"،واظن أنه في نار الزغاريد -اعتبرها قمه اعمالي المنشورة -استطعت أن اوفق بين اللغة والحكي فاللغة هنا لم تآكل النص ،لكنها منحته انسيابيه وجعلته سهل القراءة سلسا ،فيه عذوبه ،أما في "سماء بلون الياقوت "فقد استخدمت تشبيهات كثيرة كما في "كرمكول "،ولم اكن بعيدا في لغتي عن تلك الاجواء التي اضعها دائما في رواياتي ..فاللغة عندي تاخذ حقها كاملا داخل النص وتمنحه السلاسة ..ولغتي أيضا ليست وجدانية ولا تخل بالنص او تجعله بسيطا ،نعم أن لغتي مختلفه .

    أنت لم تذهب لجعل اللغة بطلا في نصوصك لأنك تريد أن تكون مختلفا ؟

    عندما كتبت ..كتبت هكذا ،وبهذه اللغة فمنذ "كرمكول "والى آخر نص كتبته فإنني اكتب بهذه الطريقة واللغه مع التطوير في كل عمل اكتبه ، ويبدو أن هذه هي لغتي التي خلقت مع رواياتي .

    بعض المقاطع في نصوصك تمتلك سمات شعرية ولو اقتطعناها وتركناها بعيدة عن الرواية ،لظهرت كقصائد مستقلة ؟

    ذا كان لما اكتبه أن يمتلك هذه السمة فليكن فأنا أوظفها لتخدم النص الروائي ،صحيح أن هناك مقاطع شعريه بصورة رسميه داخل رواياتي ،خصوصا تلك المقاطع الشعرية الشعبية لكنها -وتحديدا المقاطع الشعبية -تأتى لضرورة كتابيه ،إنها قصائد شفاهيه تعتمل جراء مسيرة شخصيه او حدث ما في الرواية.

    المفردة النصية لديك تحمل خصوصية شديدة الملامح والانتماء الى مكانها وبيئتها،انها مفرده سودانية، لماذا هذا الإيغال في المحلية ؟

    في الحقيقة انه نادرا ما تجد في رواياتي حوارا ،فأنني اكتبه بالعربية الفصحى،وإجابة على سؤالك فأنني اعتقد أنك تقصد ب"المفردة النصية"لدي هو ما استخدمه من طقوس وميثولوجيا وأجواء وملابس واكلات شعبية ...الخ ،من أجواء البيئات السودانية المتعددة ،وهذا في واقع الأمر شيء طبيعي فأنا وليد ذلك المكان ولا أستطيع أن اكتب عن غيره.

    لقد عشت في مصر والخليج سنوات طويله ،لكن هذه الامكنه لم تؤثر بي مثلما فعلت بيئتي معي ،تلك التي ولدت وترعرعت فيها أليس طبيعيا أن استقي مفرداتي ومادتي الروائية من بيئتي ،اننا نجد كتابا كثيرين سواء كانوا عربا او لاتينيين او أوروبيين يكتبون عن بيئاتهم ،وأنت نفسك عندما تكتب قصيدة الا تحملها مفرداتك البيئيه ؟الا نجد داخل تلك القصيدة التي كتبتها بيدرا وزعترا ودحنونا ؟

    ولكنني اعتقد أن هناك فرقا بين الرواية ومفرداتها ،والشعر ومفرداته حيث يمكن للمفرده في العمل الروائي أن تتوغل في المحلية ،وقد تكون هذه المسألة عائقا للقارىء العربي ،خاصة إذا توغلنا أيضا في مناطق بيئية او ثقافية لم يألفها العربي فأنت حين تتحدث عن الجنوب السوداني تجد أن هناك اختلافات قيميه في التقاليد والعادات ..الخ ،وتظهر داخل نصك الروائي ،إلا تجد أننا بحاجه إلى لغة نتشارك جميعا في فهمها داخل أعمالنا الابداعيه ؟

    إذا كانت نصوصي بالطريقة التي تريدها ،سيفقد نصي ساعتها حلاوته كنص بيئي ، يعني أن نصي يجب أن يحمل الأجواء الخاصة ببيئتي ،لكي استحق أن احمل سمه كاتب من السودان إن كاتب سوداني ، إنني أحاول في سياق كتابتي أن اجعل الأشياء تشرح نفسها داخل النص ،قد أنجح وقد اخفق ،واعتقد أنه في قادم الأيام قد تصبح هذه الأجواء اكثر وضوحا وفهما للقارئ ،ولحسن الحظ فأنا لا اكتب حوارات في رواياتي ولو كتبتها فإن القارئ العربي لن يفهمها .

    يقال أن المحلية تأخذ الكاتب إلى العالمية ويشيرون الى بعض كتاب نوبل مثل نجيب محفوظ ..هل يمكن لمحلية أمير تاج السر ومحليه الروائيين العرب الجدد أن ناجذ إلى العالمية ؟

    اعتقد أن ذلك ممكن ،ولا شيء يستعصي على الترجمه كما اعرف ،وهناك محاولات لترجمه روايتي نار الزغاريد إلى الفرنسية ،رغم أنهم وجدوا صعوبة وهم يبحثون عن مترجمين لهم علاقه بالبيئة السودانية كي ينجزوا ترجمه روايتي.

    في رواياتك نجد أنك تقرأ الامكنه "طبوغرافيا "بحيث يتعرف القارئ من خلالها على التضاريس الثقافية والبيئية للحياه في السودان ؟

    لقد اشتغلت في الجنوب الذي هو جزء من وجدان الشعب السوداني ،وقد دخل الجنوب بحربه وفقره وجوعه إلى روايتي نار الزغاريد كلمحات ،ولم يدخل بكامل أعضائه ،وفي رواية ستنشر قريبا أسميتها "عواء المهاجر " كتبت عن غرب السودان "قبيلة الفور "والحقيقة ،حتى يظهر النص عندي واضحا في الذهن ،كان لابد من رسم المكان ،وبرغم ذلك فهو لم يطغ على النص في "عواء المهاجر " حيث اعتمد النص هنا على شخصيه "عبد الكريم مشاكل " الذي تدور حوله أحداث الرواية ،اذ نزح من غرب السودان الى شرقه ،واعتقد أن المكان في هذه الروايه رسم بدقه متناهية ،وفي الوقت نفسه فإن النص حقق حضوره المطلوب ،بعكس "نار الزغاريد " التي فيها توسعت بقراءة المكان ،الى درجه كان يضيع فيها النص أحيانا ،وهذا شيء مقصود تماما .

    بعد الطيب صالح أب الرواية السودانية ،لم يظهر روائي سوداني كما الطيب ،وان كانت هناك محاولات من بعض الروائيين السودانيين تشي بملامح روائية خاصة بها ،ثم نصل إلى أمير تاج السر الذي يحاول ان يتقدم في اتجاهات أخري قد تفضي إلى مساحة جديده تمنح النثر في السودان مديات جديده ،وماهي الموانع التي حدت من ارتفاع وتواصل جيل جديد من الروائيين السودانيين بعد الطيب صالح ؟

    أسباب كثيرة ،ففي زمن الطيب كان اهتمام القراء اكثر ،وكان النقاد يواكبون ما يصدر من الأعمال الابداعيه في كافه أرجاء الوطن العربي ولقد كان الناقد العربي لا يفرق بين أي إبداع في أي قطر عربي ،لكن جيلنا الآن يتعرض إلى قطيعه مريعة فقد انقطعت الصلة بين المبدع والناقد وبين المبدع والقارئ .صحيح أن دور النشر ازدادت لكن عمليات النشر صارت اصعب .لقد كانت دور النشر سابقا تنشر للكتاب بسهوله شديدة أما الآن ورغم كثرتها فإنها لا تهتم بالنشر الا لكتاب وموضوعات معينه .واعتقد أنني محظوظ لأنني موجود خارج السودان ،أستطيع أن اقدم أعمالي سواء عن طريق الدوريات الثقافية او الصحف او عن طريق دور النشر، لكن العديد من جيلي في السودان لا يستطيعون حتى نشر قصاصه ورقيه ،لصعوبة الحياه ومشاكلها التي تآكل الإبداع ،مع أن السودانيين من الشعوب النهمة للقراءة .

    ومن تجربتي في كتابتي لمسرودات "سيرة الوجع"اتصل بي الكثير من القراء ،ولاحظت أن الصحف السودانية تأخذ بعض نصوصي التي تنشر خارج السودان وتنشرها فيها ،أيضا هناك شيء آخر ،ففي زمن الطيب صالح كان التبشير بالكاتب الفرد ، أما الآن فقد اصبح الكتاب يقاسون كجيل ،ولقد قمت بمحاولات عده للخروج من هذا التابوت الذي دفن فيه الأدب في السودان ،ومحاولاتي هذه خاصة وباجتهاد شخصي ،والطيب صالح أستاذ الجميع وقدم الكثير ،لكنني اعتقد أن على الناس أن ينظروا للحركه الثقافية هناك بصوره اكثر جديه .

    هناك غياب للآداب السوداني في الثقافة العربية بشكل عام ،وكما ذكرت فبعد الطيب صالح وبعد الشاعرين صلاح احمد إبراهيم ومحمد الفيتوري ،لم نلمح نجما سودانيا لامعا منذ زمن ..ترى متى يتحقق ذلك ؟

    ما الذي تراه ؟

    إننا نتطلع إلى الأفق ونرى أمير تاج السر وبعض المبدعين السودانيين الجدد الذين قد يشكلون حاله تدحض الغياب الأدبي السوداني ،ولكنني أريد أن أسال عن هذا الغياب ؟

    لقد ذكرت لك الأسباب ،فيما مضى كان هناك نقاد مثل رجاء النقاش وإحسان عباس وكثيرين غيرهم ،وكان هؤلاء النقاد يهتمون بالثقافه العربيه عامه ودون حدود ،أما الآن ،فإننا محصورون في أقطارنا ،وفي هذه السانحة أود أن اقدم شكري إلى أستاذنا الكاتب الكبير جمال الغيطاني ،حيث افرد لى مساحة جيده في صحيفة أخبار الأدب المصرية ،أشاد بي في مواقف كثيرة وهو من الذين حضوني على الكتابه وما زال يدعمني معنويا ،وهذه الروح عند أمثال جمال نادرة في زماننا ،لذا تجد هذا الانحسار والغياب للادب في السودان وفي خارج السودان ،وهو غياب مؤقت سيأتي عليه حين من الدهر ويغيب هو ،لتعود الأمور الى سابق عهدها ،وتنفتح الآفاق للكتاب من كل جهات البلاد العربية .

    تحدثت عن معوفات النشر في السودان ،وحتى عندما نشرت اعمالك خارج السودان فإن مشاكل عده واجهتك في نشر كتبك ،فلماذا يعاني الكاتب العربي من النشر ؟

    هذه مشكله تشمل كتابا كثيرين من أجيالنا في السودان وفي خارج السودان من باقي ادباء وكتاب المنطقة العربية فالنشر اصبح تجاريا ،وعندما نشرت كرمكول سنه 1988لم ادفع مليما واحدا .وقد نشرها الأستاذ الشاعر كمال عبد الحليم صاحب دار الغد دون مقابل .رغم أنني لم اكن معروفا آنذاك ،والان ومع أنني معروف لكنني حين انشر كتابا ادفع ثمنه ،وهذه مسألة لا حل لها كما يبدو .

    هناك اعمال منجزه لديك ولكنك بعد لم تنشرها في كتب ؟

    الآن اسعى لنشر "مرايا ساحليه "بعد أن نشرت منها عده فصول ووجدت تجاوبا كبيرا من القراء ،فبعض مقاطعها نشر لأكثر من مره في الصحف السودانيه والعربيه وقرأت بعض الكتابات عنها لسودانيين ،رغم انني لم انشرها بعد في كتاب ،ولدي روايه جديده اسميتها "صيد الحضرميه "وهي تمثل انعطافه في مسيرتي الكتابيه ،لأنها ذات مذاق وتجربه خاصتين جدا ،واعتقد أنها تختلق تماما عن كتابتي ،ولا اعرف حتى الان متى سانشرها ،كذلك لدي روايه بدات بكتابتها منذ اعوام ،وقطعت فيها شوطا كبيرا ،واسميتها "طحين الفوضى "وقد نشرت منها مقطعا بعنوان "كلب الحر "في مجله الجسره الثقافيه القطريه ،واقوم الان بإعاده قراءه ما كتبته منها واحاول إنهاءها ..وهناك بعض المشاريع الروائيه والكتابيه ما زالت في طور التفكير .

    بدات الروايه العربيه الجديده تأخذ حقها في الانتشار والحضور لدى المتلقين العرب ،والذين صاروا يقبلون على قراءة الروايه ..بماذا يمكننا أن نفسر هذا الإقبال ؟

    يبدو أن الروايه العربيه الحديثه صادفت هوى لدي القراء العرب ،لأنها روايتهم ،تتحدث عنهم ،عن هذه الأجيال التي تواجه مشاكل كثيرة وقد ظهر في الاونه الاخيره عدة كتاب لافتين في مصر والأردن وفلسطين وسوريا والسودان ،قرات لبعضهم وبعضهم الآخر لم أقرا له ،واعتقد أن الرواية تقدمت في السنوات الاخيره .

    هل يمكن لنا أن ننظر الى شكل ما ..الى صوره ما ،للروايه العربيه في القرن الحادي والعشرين ؟

    بالتاكيد فإن ما نكتبه الان هو ارهاص لروايه القرن الحادي والعشرين ،انني اقرا لكثير من كتاب جيلي ،فأجد أنهم يتلمسون اشياء حياتيه ومستقبليه نافذه ،واعتقد أن هناك وعيا من الكتاب لكتابتهم ،كما نا التقدم التقني منح الكتابه انطلاقه جديده ولم ينتقص منها،ربما -وكما ارى - يكون القرن الحادي والعشرين ..قرننا ،الذي نحقق فيه عبر كتابتنا وجودا اخر ،يكون الابداع فيه بطلا ،وكما نلحظ فإنه صار من السهوله أن تعرف وأن تتابع وأن تقرأ وأن تكتب ،واعتقد أن القرن الحادي والعشرين سيشهد اعمالا ابداعيه عربيه شديده
                  

العنوان الكاتب Date
امير تاج السر shawgi badri05-14-04, 02:19 PM
  Re: امير تاج السر Elmosley05-14-04, 02:44 PM
  Re: امير تاج السر THE RAIN05-14-04, 03:04 PM
  Re: امير تاج السر Adil Osman05-14-04, 03:59 PM
  Re: امير تاج السر nada ali05-14-04, 04:06 PM
    Re: امير تاج السر Ali Alhalawi05-14-04, 04:45 PM
  Re: امير تاج السر Imad El amin05-14-04, 05:28 PM
  Re: امير تاج السر Imad El amin05-14-04, 06:05 PM
    Re: امير تاج السر خالد الحاج05-14-04, 06:14 PM
  Re: امير تاج السر أمير تاج السر05-14-04, 06:24 PM
    Re: امير تاج السر shawgi badri05-17-04, 09:38 PM
      Re: امير تاج السر Adrob wad Elkhatib05-17-04, 09:56 PM
  Re: امير تاج السر عدلان أحمد عبدالعزيز05-17-04, 10:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de