|
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! (Re: عزان سعيد)
|
المقال الثاني:
Quote: لقد حاولت إمعان النظر في تجرية دولتنا في الماضي بإيجابياتها وسلبياتها عبر الرسائل المفتوحة التي وجهتها لك ونشرت في صحيفة (التيّار) الغراء عقب الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي، وقدمت مقترحات لكيفية الخروج من تلك السلبيات في المرحلة التي تلي الانتخابات بطريقة ربما لم تكن معهودة عندنا، وقد أحدثت تلك المقالات حراكاً فكرياً واسعاً داخل صفوف الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني وعامة المهتمين بالشأن السوداني العام، وقد لمس ذلك الأخ عثمان ميرغني رئيس تحريرها من التوزيع العالي للصحيفة بعد نشر تلك المقالات، وكذلك من الطلبات التي كانت ترد إليه بإعادة نشر تلك المقالات لمن فاتتهم قراءتها، وأيضا من الذين يأتون إلى مقر الصحيفة يطلبونها بأثر رجعي للاطلاع على المقالات. وقد لمست أنا أيضاً ذلك الاهتمام بالمقالات ممن التقيت بهم من عضوية الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وعامة الناس في مناسبات عامة وممن طلبوا اللقاء بي لمناقشة بعض ما ورد فيها، بل ما زال الكثيرون يطلبون مني إرسالها لهم عبر البريد الإلكتروني وبعضهم يلحون عليّ بالمضي قدماً في ذات النهج لنصح القيادة ولفت أنظارها لأهمية تغيير النهج الذي تدار به الدولة، ويسير عليه الحزب لتلافي الكوارث المحدقة والأزمات التي تعاني منها الأمة. وأصدقك القول أخي الرئيس بأنّي لم أكتبها للتشهير أو التحريض أو الاستعراض أو الشماتة أو إحداث فتنة أو شقاق ولكن أجد في داخلي شعوراً قوياً يدفعني لتقديم النصح بهذه الطريقة وفي هذا الظرف الذي أحس بخطورته وتداعياته السالبة على مستقبل السودان، بل وأرى أنّ ذلك يندرج في اطار المسئولية التي كلّفتني بها عندما حملتني مسؤولية إدارة أكبر وأعرق مؤسسة تعليمية في البلاد، فأنا ألتقي يوميا بالعشرات من العلماء والخبراء وعصارة عقول أهل السودان في مختلف التخصصات في مجالس الجامعة ولجانها المختلفة التي تزيد عن الخمسين وكلها يرأسها المدير حسب قانون الجامعة، وهذه ربما الفائدة الأساسية التي يجنيها من يكلف بإدارة جامعة الخرطوم حيث تتاح له الفرصة أن يتعلم كفاحاً من جميع أصحاب التخصصات في كافة مجالات المعرفة. فأناشدك بالله أن تعيد قراءة تلك المقالات مرة أخرى بتأنٍ شديد، فقد أودعت منها نسخة لدى الأخ الفريق الركن بكري وأخرى لدى الأخ طه مدير المكتب وثالثة لدى الأخ عماد السكرتير الصحفي ورابعة لدى الأخ محمد حسن أحمد البشير وفي رأيي أنّك ستجد فيها ما قد يصلح لعلاج كثير من أزمات الظرف الحالي الذي تعيشه بلادنا الآن رغم مضي أكثر من ستة أشهر على نشرها، ومن متابعاتي لمسيرة الدولة أرى أنّ بعضا مما اقترحته بدأ تبنيه ولكن بعد الاصطدام بحائط الواقع الأليم والذعر من الهاجس الأمني الماثل وتعذر البدائل الأخرى للمماطلة وتجنب التغيير. فقد تحدثت عن مخصصات الدستوريين من مركبات وبدلات وبدأت الآن مراجعتها وتحدثت عن شركات الدولة التي انتشرت في كل مرفق وبدأ الحديث عن تصفياتها.. وتحدثت... وتحدثت.. وتحدثت... فهل من مبادرات للتغيير طوعاً وبعيداً عن الضغوط التي تضطرنا اضطراراً لتغيير سياستنا ومواقفنا فقط عندما نحس بالتهديدات الأمنية الماثلة على كراسي الحكم؟ وبالرغم من كل ذلك فإني أجدد العهد بأنّ لك في عنقي بيعة لا ينقضها إلا الكفر البواح أو الجهر بالكبائر، وكذلك ما دمت سلطاناً ذا شوكة تحمي الأرض والعرض وبيضة الدين وتستجيب للنصح، ولكن من مقتضيات هذه البيعة أن أواصل النصح لك بكل الوسائل المتاحة وأقدم لك المشورة متى ما رأيت أنّها ضرورة ومن أي موقع ينتهي بي الحال إليه، فما فائدة الجامعة إذن ومن يقومون عليها إذا صموا آذانهم وأغلقوا أبوابهم وسكتوا عما يدور حولهم في الشأن العام وعمّا يحاك لجامعتهم من مؤامرات ومكايدات من بعض ضعاف النفوس وأصحاب المطامع الشخصية - وحاشا لأساتذة لجامعة الخرطوم والقائمين عليها أن يكونوا كذلك كما تشهد بذلك كل الحقب في تاريخ السودان الحديث- فمبادرات الجامعة تعج بها الساحة السودانية في كافة القضايا المطروحة وأساتذتها وخبراؤها في كل ميادين الحياة العامة يشاركون في الهم الوطني كل حسب تخصصه ومواهبه، ومواقفها الصادقة والصلبة في الحقب المختلفة يشهد بها القاصي والداني، وما أنا إلا من غزية ولكني التزم برشدها، وقد فضلت الابتعاد عن الاستقطاب منذ انشقاق الاسلاميين واجتهدت أن أكون مواطناً صالحاً أسهم بما لديّ من قدرات وخبرات في صالح وطني في حدود مؤهلاتي العلمية وتخصصي دون عصبية حزبية ضيّقة لهذا الطرف أو ذاك، وأصدقك القول بأنّ تلك الفترة كانت أفضل فترة في حياتي من حيث العطاء والبذل في ميادين النفع العام، وقد تيسّر لي أن أتعامل وأتعرف عن قرب على كثير ممن لا تربطنا بهم عصبية حزبية سابقة وكنا نعاملهم بالمنظار الحزبي الضيّق (كل من خالفنا فرأيه غير صواب...) فقد وجدت عند كثير منهم الغيرة على الحق والتفاني في مصالح العباد بأكثر ما كنا نظنه نحن في أنفسنا، وقد ظللت أشارك وأتابع العمل في كل لجان رأب الصدع التي تكونت بهدف جمع الصف الإسلامي والوطني، وأرى الآن في هذا الظرف تقديم النصح لك واجب عيني خاصة وأنّ كثيراً ممن كانوا يجهرون لك بالنصح ويرشدونك إلى الصواب بالصراحة والوضوح إما غيبهم الموت أوالتهميش أو الانشقاق، فرحم الله الزبير ومجذوب وإبراهيم، ورد الله غربة آخرين أبعدوا عن الدائرة الضيّقة للنصح وصناعة القرار، جمع الله شمل إخوان لنا من أهل النصيحة والحنكة يقفون في الصف الآخر ويتربّصون بالسلطة ويناصبونها العداء بعد أن يئسوا من الإصلاح بالحسنى ووصلوا إلى نقطة أشبه باللاعودة... أخي الرئيس في إحدى تلك المقالات تحدثت عن كيفية إصلاح عمل مؤسسة الرئاسة وتقدمت بمقترحات عن كيفية عملها وقد كنت صريحاً وواضحاً في النصح لدرجة جعلت البعض يشفق من عدم فهمها على حقيقتها وفي إطارها الصحيح رغم النهج المعتدل الذي سلكته في إبداء رأيي والأمثلة المحدودة التي سقتها لدعمه بما يفي للضرورة بحقها فقط. ورغم ذلك فقد قال لي أحد إخواني القياديين في الدولة الآن ممن قرأوا تلك المقالات والذي تربطني به مودة خاصة وإخاء صادق لأكثر من ثلاثين عاماً (جلّ ما كتبته يا خوي نحن بنتونس بيهو في مجالسنا الخاصة ولا يتاح لنا، بل ولا نتجرأ نحن على الجهر به في الاجتماعات الرسمية بسبب ضعف الثقة بين الكباتن الكبار والخوف من التفسير الخاطئ لما نقول وتصنيفنا بالانتماء لأحد المحاور المتصارعة، فياخي خليك مع جامعتك دي الله بيسألك منها ومالك ومال المشاكل العامة، البتجيب ليك هواء، أخوانا ديل انطبق عليهم المثل البيقول (المكتولة ما بتسمع الصيحة)، وعلى ذات النسق فقد قال لي آخر من (الكباتن) السبعة الكبار الذي يمسكون بزمام الدولة والحزب في دعابة عابرة عندما زرته في منزله بعد رحلة استشفاء له خارج البلاد (نحن جبناك مدير لي جامعة الخرطوم ما جبناك صحفي فأخير ليك تبعد من الإعلام دا قبال ما يجيب خبرك) قال لي ذلك وهو أستاذ جامعي من الطراز الأول ومن القليلين الذين كانوا يجهرون بالنصح في الأيام الغابرة من تاريخ الحركة والدولة، ويعلم تمام العلم برسالة الجامعة وارتباطها بقضايا المجتمع، وأنا لم أقبل التكليف إلا بهذا الفهم، وفي ظني أنّ الدولة الراشدة حقاً هي التي تستفيد من خبرات الآخرين في الصالح العام وإن اختلفوا معها في دقائق تسيير الدولة وأمور السياسة، ولا تربط معاملتها لهم وتعاطيها معهم بمدى درجة ولائهم الحزبي وطأطأة رؤوسهم والقبول بكل ما يمليه الكبار وإن أخطأوا فتتضرر مصالح العباد بسبب هذه الطريقة في المعاملة التي تنبني على(like and dislike ) كما يقولون، والدولة الراشدة أيضا هي التي تشجع الإعلام الحر والانفتاح عليه من كافة شرائح المجتمع بما فيهم المسئولين لأنّ ذلك يعينها في التعرف على قضايا الأمة ومعاناتها، وما أحوجنا لذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة ونحن نعلم بأنّه لا يمكن التحكّم في وسائل الإعلام ونشر المعلومة في عالم اليوم في ظل ثورة المعلوماتية، وإمكانية التقاط الصور وتسجيل الأقوال والأفعال بسبل شتى لا يمكن التحكم فيها حتى من أعتى قوة على ظهر الأرض كما حدث مع صاحب ويكيليكس ( Wiki leaks)، فقد عرض عليّ جهاز حديث IPad) ) قبل أيام حجمه لا يزيد عن 7 X7X 2 سم يمكنك من مشاهدة أي قناة تلفزيونية في العالم والسماع لأي محطة إذاعة في العالم بوضوح شديد وإرسال أو استقبال أي ملفات من أي كمبيوتر في العالم بطريقة أحدث وأسرع من البريد الإلكتروني وكذلك يستخدم كهاتف ويربطك بكثير من المواقع على الشبكة الدولية بسرعة مذهلة ويمكنك أن تتصفح آلاف الكتب باللمس وأنت جالس في أي مكان في العالم دون أي رابط إلا الجهاز الصغير الذي بين يديك.. وثمنه لا يزيد عن أربعمائة دولار. بل أقول بأنّ تداول المعلومات عن الشأن السوداني العام لا يحتاج لكل تلك التقنيات فنحن في مجتمع مفتوح وشديد الترابط والتواصل وجبلنا على الولع بالحديث في السياسة وأهلها في أي مكان، وبإمكان أي شخص أن يجلس في بيت عزاء أو فرح أو على (بنبر بجوار ست شاي) لمدة نصف ساعة فيجد الأخبار عن كل ما يدور في الساحة السياسية. سقت هذه المقدمة الطويلة أخي الرئيس لأحدثك مرة أخرى على الهواء مباشرة عن قضايا عاجلة تتعلق بجامعة الخرطوم بعد فشل عدة محاولات ومساعي جادة في الوصول إليك عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية للجلوس معك والتداول فيما كتبت سابقاً وفي ما وقع من ضيم على جامعة الخرطوم ولكن حيل بيني وبين مقابلتك بذرائع تصب كلها في خانة الخوف من إسداء النصح لك بطريقة مباشرة وحرص البعض على أن يضربوا حولك سياجاً فلا تسمع إلا ما يسرك فقط وممن يريدونه هم فقط، وما يريدون هم أن يصل إليك، وهذه الصورة الانتقائية تغيب عنك الكثير من الحقائق عمّا يدور في الساحة، وهذه واحدة من آفات الحكم عندنا اليوم، وفي رأيي يجب أن يعرف الرئيس ويسمع ما يستطيع أن يتقبّله ويهضمه من أول وهلة وكذلك ما لا يستطيع تقبّله أيضاً إلا بالشرح والتحليل والاقناع والاقتناع، فلابد أخي الرئيس من أن تفتح أبوابك وصدرك واسعاً للحوار مع الآخرين من غير أولئك الذين ظلوا يحيطون بك إحاطة السوار بالمعصم على مدى عشرين عاماً وانتهوا بنا إلى ما نحن فيه الآن من ابتلاءات غالبها ناتج مما كسبت أيدينا... وأهلنا يقولون (اسمع من الببكيك ما تسمع من البيضحكك) وإني لأرجو وأطلب وأتعشم وأتوسل أن أحظى بلقاء مطوّل معك لأحاورك في الرسائل التي بعثتها لك سابقاً وهذه الرسائل أيضاً والتي تتناول بصورة رئيسة قضايا جامعة الخرطوم وبعض القضايا العامة في ظل شح الناصح الأمين في هذا الظرف الحرج من تاريخ السودان.
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 01:59 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:02 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | Amjed | 03-04-11, 02:07 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:09 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:11 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:12 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:13 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:15 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:17 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:19 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:20 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:21 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:22 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:23 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:24 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | Amjed | 03-04-11, 02:24 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:27 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 02:28 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | Amjed | 03-04-11, 02:33 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عمر عشاري | 03-04-11, 03:21 AM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 04:57 PM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-04-11, 05:00 PM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عوض محمد احمد | 03-04-11, 07:44 PM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-05-11, 05:19 PM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-05-11, 05:26 PM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | عزان سعيد | 03-09-11, 06:56 PM |
Re: نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة ! | Hisham Osman | 03-09-11, 08:47 PM |
|
|
|