الضو مختار

Quote: البروفسور الضو مختار السوداني الكبير الذي رحل جماع مردس [email protected] روعت البلاد بفقد العالم الجليل البروفسور الضو مختار – عميد كلية الطب جامعة الخرطوم الأسبق ، وحزنت على رحيله حزنا عميقا ، فرحيله مصيبة كبري حلت بالوطن وخطب جلل اصابنا جميعا ، فقد تركنا ونحن احوج ما نكون اليه ، لشخصه ولعلمه ورأيه وحكمته ، والوطن احوج ما يكون اليه وهو يعاني آلاماً لا ندري ان كانت مخاض فجر جديد ام زفرات الموت لوطنٍ ينزف منذ حين : الآ فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر ولد الفقيد بقرية ام قلجى بريفي بارا عام 1941م وبعد اكمال مراحل التعليم الأولية والوسطي التحق بمدرسة خورطقت ثم بجامعة الخرطوم كلية الطب 1960م وتخرج فيها 1965 م حائزا جائزة كتشنر لأفضل خريج ( اول الدفعة ) ، عمل بمستشفيات الخرطوم والشعب في الفترة من 1965م حتي 1967م ، ثم ابتعث عام 1967م الي التخصص في الطب الباطني في المملكة المتحدة حيث تحصل علي عضوية كلية الأطباء الملكية عام 1969م ثم الزمالة عام 1981م ، عمل محاضرا بقسم كلية الطب الباطني بكلية الطب جامعة الخرطوم من عام 1970م حتي 1974م ، ثم استاذا مشاركا من 1974م – 1980م حيث نال درجة الأستاذية عام 1980م وتولي رئاسة شعبة كلية الطب الباطني لفترتين ، حائز علي الدكتوراه في الطب الباطني من جامعة الخرطوم عام 1980م ، تولي منصب المستشار الإقليمي لكلية الأطباء الملكية بلندن في السودان ، له اكثر من خمسين بحثا علميا نشرت في المجلات المحلية والعالمية في مجال الطب الباطني والغدد الصماء والسكري .. عمل في جامعة الخرطوم منذ تخرجه فيها وتولي منصب عميد كلية الطب في العام 1996م .. في عهده كعميد عام 1999م احتفلت كلية الطب باليوبيل الماسي ( 75عاما) من انشاء الكلية .. بالإضافه لعمله المستمر في التعليم الطبي علي المستويين الجامعي وفوق الجامعي.. رحل الحالم الكبير والسوداني عندما يكون في ابهى صوره ، اصيلا ونبيلا ورمزا عندما يكون مثل بعانخي والمهدي وبابكر بدري وعمر نورالدائم والبرعي . رحل العالم المتواضع والذي لا يضمر موجدة علي احد وليس في قلبه غل ولا حسد وليست بينه وبين احد احن او صروف او موجدة .. انسان يختزل الفوارق والمسافات حتى لتحس في حضرته انك ند له ولكن هيهات.. يلقاك دوما بالأشواق والأحضان والإشراق .... تلقاه وانت مشتاق اليه وتفارقه وأنت مشتاق اليه .. انسان عاش بسيطا متواضعا زاهدا مثله مثل الخلصاء من اهل السودان حيث من لم يكن متقشفا لا يحسب من اهل الفضل ... برغم علمه وخبرته حين تجلس اليه كأنك تجلس لمزارع بسيط في قرية من قري كردفان ، ، انسان صافي القلب متناغما مع نفسه سماحة في الراى وسماحة في السجايا ..عفيف اليد واللسان .. عاش في بساطة الزهاد وفي رقة العباد مسكنا وملبسا وركوبا وهو العبقري الفذ ، ملك ناصية العلم وحمل لوائها فأزدانت به المناصب وغيره يزدان بالمناصب. ومخرق عنه القميص تخاله بين البيوت من الحياء سقيما حتي اذا رفع اللواء رأيته تحت اللواء علي الخميس زعيما مضى العالم الجليل الي اخراه متوجا بالعطاء ودعوات المحبين والعارفيين لفضله وقدره ... رحم الله ابا احمد بقدر ما قدم لأمته ولشعبه .. اللهم وقد اخترته الي جوارك فأجعل جزاؤه مكافئا لعمله واحسن اليه وعطر قبره وارحمه. انا لله وانا اليه راجعون ..