|
Re: الجبهة الوطنية العريضة لن تساوم وستزلزل الأرض تحت أقدام النظام (Re: صديق عبد الجبار)
|
"الجبهة الوطنية العريضة التي تفخر بقيادة المناضل الأستاذ/ علي محمود حسنين لاتعتمد على قيادة الفرد ، فهي آمنت بالنهج الديمقراطي منذ نشأتها وشقت طريقها بقيادة جماعية ممثلة في القيادة العليا بالإضافة إلى الأمانات التي تعمل بتناسق وشفافية لم تعهدها التنظيمات السياسية من قبل . الجبهة لم تعلن عن قياداتها في بداية تكوينها وذلك راجع لأسباب تاكتيكية محضة أملتها ظروف تكوينها وهذا ما أوقع النظام في شرك ظن معه أن الجبهة ستقوم على نفس نهج الأحزاب التي تمسك قيادتها بكل صغيرة وكبيرة وان المنتمون لتلك الأحزاب ماهم إلا متفرجين وليسوا مشاركين . ولقلة خبرة النظام بالعمل السياسي المتطور ولعدم درايته بالعمل الثوري ظن أن الجبهة الوطنية العريضة ستنتهج نفس أساليب بعض الأحزاب التي فيها القادة في واد والبقية في واد آخر ! ولكن دعني أخيب أمله بالقول بأن الجبهة لن تتبع سياسة عبادة الفرد وماقامت إلا لتحقيق الديمقراطية فكان أن بدأت بتطبيقها على ذاتها ، فلن بستقيم الظل والعود أعوج . نحن كجبهة وطنية عريضة تعلمنا من دروس الماضي وخبرنا الساحة السياسية السودانية وتأكدنا من إحتياجات المرحلة والمستقبل , فالقيادة الجماعية أسلوب لم تخبره الإنقاذ أوالسلطة القائمة وبالطبع هو أسلوب جديد نطرحة في الساحة السياسية السودانية ، وفي خلال الأيام القليلة القادمة ستعلن الجبهة عن أسماء القيادة العليا ، وذلك ليس للجم ما يسوقه النظام ولكن تعبيراً عن إكتمال مرحلة من مراحل البناء في الجسم السياسي القادم للإطاحة بهذا النظام الفاشي الذي لم يشهد له السودان مثيل ,لقد قامت الجبهة الوطنية على دعائم المشاركة الجماعية على جميع الأطر مما يعكس للجماهير الممارسة الفعلية للعمل السياسي القائم عل أسس ديمقراطية وهي آتية للجماهير بنفس الأسس للمكون الديمقراطي الذي ستطبقه على أرض الواقع بعد زوال النظام القائم وذلك نابع من إيماننا بأن فاقد الشئ لايعطيه . فالجبهة لها عدة أمانات وأنا أتحدث إليكم اليوم بصفتي عضوا في القيادة العليا ورئيساً لأمانة الإعلام . • هناك إتهام بأن الجبهة قامت على مفاصيل الأحزاب السياسية، ما رأيكم في ذلك ؟ الجبهة فتحت ذراعيها للجميع ولم تستثنى أحداً, أتى إليها كل من آمن برسالتها القائمة على الديمقراطية والمساواة والعدل, إنضم إليها كل من يؤمن بديمقراطية العمل الجماهيري الذي يعني المشاركة الكاملة بتفاعل القاعدة مع القيادة , ولم يعد المناخ السياسي كما الأمس الذي لازال يعيش فيه البعض حتى يومنا هذا الذي تنأي فيه القيادة عن القاعدة بالرغم من أن الحقائق تقول بأن قيادة بلا قاعدة هي دكتاتورية فرد حتى وإن كانت مبطنة وغير ظاهرة للعيان ! ونحن على قناعة تامة بأن الشعب السوداني بحسه المرهف وخبراته في عالم السياسة مل النظم القديمة كما مل العيش تحت مظلة قيادات تختار هي النهج السياسي بدون مراعاة لرؤى وأفكار قواعدها ، التي بمرور الأيام تصبح تابعاً وليس مشاركاً ! الجبهة ترحب بكل من آمن برسالتها القائمة على الديمقراطية والمساواة والعدل وعدم الزج بالأديان في السياسة وذلك حفاظاً وصوناً لكرامة وقدسية الأديان ، وبذلك تتخلص السياسية من تأثيرات الميتافيزيقيا . فيصبح بذلك العمل السياسي قائماً على أدلة وبراهين وليس على غيبيات تكبل المواطن بأحداث وبراهين عقود خلت لاتصلح لعالم اليوم المتطور والمتجدد في كل لحظة , أن ممارسة الديمقراطية داخل الجبهة الوطنية العريضة تدلل (بيان بالعمل) على ذات النهج الذي ستؤسسه الجبهة بعد إزالة هذا النظان الغاصب والمغتصب لحقوق الشعب , نحن علمنا التاريخ ان إنهيار الدول والخلافات لم تأتي من فراغ ، فعندما تتصارع الدولة مع نفسها يصبح الصراع السلبي بكل مكوناته قيداً على الحاكم ومعول هدم , فكم من نظم سياسية إنهارت بسبب رفض الجماهير لسياسة فرض الواقع والخلط بين الدين والسياسة , فمن التاريخ نستقي بأن الصراع بين الكنيسة والسياسيين في أوروبا وتدخل رجال الدين في الشأن اليومي للجماهير قد عجل إلى قيام مارتن لوثر بمعارضة أعمال الكنيسة بل إلى محاربتها مما أدى إلى قيام المذهب البروتستانتي الذي كان عبارة عن إحتجاج وإستنكارا لتدخل الكنيسة في شئون البشر وإصدارها لصكوك الغفران ، وكذا قالت الشيوعية بأن الدين أفيون الشعوب , ثم هناك مثل بين وواضح للعيان حيث حاولت الإنقاذ الزج بالدين إلى عالم السياسة ففشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق الحد الأدنى للمواطن فضعفت الإنقاذ وفشلت في مسعاها فكان أن تزايد العمل من أجل إسقاط نظام حكمها الذي حاول ان يعيد السودان إلى سنين الخلافة الأولى فباتت كمن يرقص في منتصف السلم فلا هي وصلت إلى نجاح في مسعاها ولم تتمكن من العودة إلى سابقاتها من سياسات الماضي, فبات الفشل حليفها وسيستمر الحال على ماهو عليه إلى ان تلاقي حتفها من قبل الجماهير الغاضبة الصابرة على المحن . *ما هي خطتكم الاعلامية للجبهة في المرحلة المقبلة؟ لقد عملنا منذ تكوين أمانة الإعلام على تسهيل مهمة توصيل المعلومة للجماهير وذلك من خلال عدة وسائل وقد وجدنا المناصرة من مناضلين بالداخل والخارج كما وجدنا العون اللازم من عدة جهات نحمد لها موقفها من الجبهة, ثم عملنا على إنشاء موقع إلكتروني خاص بالجبهة بالإضافة إلى إذاعة ومحطة تليفزيون جاري العمل على تأسيسهما بنهج إعلامي جديد يحمل فكر الجبهة ويقدم الحقائق للجماهير السودانية في الداخل والخارج برغم إعلام السلطة المضلل الذي أثبت فشله , فالجبهة والحمد لله لها كادر إعلامي مدرب يعي تماماً إحتياجات العمل المباشر مع الجماهير لإسقاط النظام, ثم العمل في مشاريع التنمية على جميع المستويات . وذلك إيماناً من الجبهة بأن المشاركة الحقيقية للجماهير لن تتأتي إلا إذا ماتملكت الجماهير المعلومة في سهولة ويسر , كما أن الجبهة ستعمل على تأسيس صحيفة ورقية يقوم على تحريرها كادر مؤهل له دراية تامة بالعمل الصحافي ."
* د. أحمد خير ؛ أمين أمانة الإعلام لأجراس الحرية.
|
|
|
|
|
|