سؤال:من اين كان النوبة يأتون بال 360 رقيق المدفعوين كبقط

Quote: بلاد النوبة والمعروفة بقلة سكانها لم تمد العرب بالرقيق دون أن تعانى نقصاً فى عدد سكانها وكانت تلتزم بدفع الجزية سنويا من الأرقاء الذين كان يتم الإستيلاء عليهم من المناطق الجنوبية وكانت معظم الرقيق السودانى من الزنوج وليسوا نوبيين ولكن كان يطلق عليهم أسم نوبة مع أنهم كانوا يستجلبون من مناطق شاسعة تقع جنوب أرض النوبة ، وكان العرب لايعرفون منطقة أوبلدأ جنوب مصر إلا أرض النوبة لذا لم تحدد المصادر العربية المناطق التى كانت تستجلب منها الرقيق . يقول الإستخارى بأن الأرقاء التى كان يتم عرضهم فى أسواق النخاسة بمدن الإمبراطورية لم يكونوا نوبيين ولا بجا ولا أحباش ولا زانج إنما كانوا زنوجا يستجلبونهم من مناطق ما وراء أرض النوبة وكانت مناطق متميزة بمراعى شاسعة وبأعداد هائلة من الحيوانات ويقطنها زنوج أقوياء . للحديث عن ( التاكونا ) وهو شعب كان يعيش جنوب أرض النوبة كتب الياقوتى : كان يتم قبض وخطف بعض الرقيق بواسطة أهلهم ومن ثم ينقلون الى مصر لبيعهم فى أسواق النخاسة . الأسلوب أو النهج الذى كان متبعا فى الحصول على الرقيق غير واضح من المصادر التى ما زالت على قيد الحياة . أبو صالح قال : بأن الرقيق والماشية كانت تتم مقايضتها بالسلع المصنعة بالقرب من ( أعالى مقص ) والذى كان يقيم فيها الحاكم الأعلى للجبال ، وهناك دلائل تؤكد بأن التجار كانوا يدخلون أرض النوبة ثم ينتقلون جنوبا الى ما وراء أرض النوبة ويعتقد أن نفس تجارة المقايضة كانت تتم فى تلك البلاد . أكد اليعقوبى بأن العرب كانوا يترددون على سوبا وكانوا فى الغالب تجاراً ، فى زيارته لمنطقة سوبا يؤكد إبن سليم الإسوانى بأنه قابل العديد من العرب وكان بعضهم تجاراً ، الدمشقى عندما كتب عن مملكة علوة قال : بأنه جمع معلوماته من التجار العرب والذين يترددون ويعرفون تلك المنطقة جيداً . كان الهدف الرئيسى لهؤلاء التجار تأمين التجارة فى الجنس البشرى والذى كان يأتى بأرباح ضخمة بأسواق النخاسة فى مصر وباقى مدن الإمبراطورية . وتؤكد المصادر بأنه لم يكن التجار وحدهم ، هم الذين كانوا يتعاملون فى تجارة الرقيق بل كان هناك آخرون فمثلاً ملك علوة كان له الحق فى عبودية رعاياه كما كان التاكونا يقبضون بعضهم البعض وكان للتجار المحليين دوراً بارزاً فى تجارة الرقيق كما كان للزعماء دور كبير فى هذه التجارة البغيضة وخاصة عندما يتقاتلون مع بعضهم البعض ، حيث أن الأسرى من الطرفين ، يتعرضون للعبودية . إزدهرت تجارة الرقيق السود فى عهد الإخشيديين والفاطميين ، مؤسس مملكة الإخشيديين محمد بن طغج جند عناصر عديده فى جيوشه وكان أحد المقربين اليه كافور الإخشيدى وهو من الرقيق السودانى وكان كافور يتدخل فى بعض الأمور السياسية والإدارية وبعد وفاة سيده أصبح الحاكم الفعلى لمصر وادار المقاليد فى مصر حتى نهاية عهد الإخشيديين وأثناء حكمه جند الكثير من بنى جلدته فى الجيوش المصرية . هل كان كافور نوبيا ومن بلاد النوبة ؟ على ما أعتقد كان كافور من السودان ولكنه لم يكن نوبيا عندما هجا المتنبى كافور عند فراقه قال فيما قال : لاتشترى العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأجناس مناكيد وهناك الكثير من الأبيات التى نظمها الشاعر العربى الكبير المتنبى يقلل فيها من شأن كافور ويصفه بأنه كان زنجياً . إستولى الفاطميون على مصر بمساعدة قبائل البربر وبالرغم من أن الفاطميون قد إدعوا بأنهم من أصول عربية إلا أنهم كانوا لا يثقون فى العرب ولا يعتمدون عليهم . فى عام 1006 م تم مكافأة زعيم ربيعة فى أسوان القريبة بلقب كنز الدولة لتمكنه من القبض على المعارض العربى أبو ركوة ، إعتمد الفاطميون فى جيوشهم على قبائل البربر والأتراك والسودانيين . إزدياد القوة والسلوك السىء للجنود السود فى الجزء الأخير من حكم الحكيم أغضب الجنود الأتراك والبربر وحفزهم فى إتخاذ عمل مشترك ضد السود وبعد عدة منازعات بين بعضهم البعض إنهارت قوة الجنود السود ولكن تمكنوا من العودة الى تأثيرهم السابق فى عهد المستنصر ، والدته السودانية قامت بتجنيد العديد من بنى جلدتها وإعتمدت على الجنود السود فى التأكد من بقية العناصر الأخرى وبالأخص الأتراك . مع إزدياد أعداد الجنود السود وسند معنوى من والدة المستنصر ، نمت ميلهم للمؤمرات السياسية وأصبحت قوية من ذى قبل . إنهزم الجنود السود فى عام 1062 بقوة مكونة من الأتراك والبربر والذين تحركوا الى أعالى مصر وكان عددهم خمسون الفاً وقاموا بنزاعات عديدة لإسقاط الحكم فى القاهرة وكانوا مصدراً للمشاكل لسنين كثيرة . كانت هذه المشاكل مصحوبة بمجاعة وأصبحت الدولة على حافة الإنهيار الإقتصادى ، فى عام 1076 تمكن بدر الجمالى من إنقاذ الموقف بعد طرده المتمردين من أعالى مصر . فى عام 1168 مؤتمن الخليفة ، الزنجى الأسود النافذ فى محكمة الفاطميين قتل بأوامر من صلاح الدين الأيوبى أثناء محاولته الإتصال بقادة الصليبيين ، أثار مقتله 50000 من الجنود السود ودخلوا فى تمرد مفتوح ضد الدولة . فى النزاعات المريرة التى تلت تم التخلص من الجنود السود بطريقة وحشية وتم تدمير وحرق مساكنهم فى القاهرة ، لذا تراجع العديد منهم الى مصر العليا ومن هناك تحدوا السلطة فأرسل صلاح الدين فى عام 1172 جيشا بقيادة أخيه توران شاه لقمع الجنود السود وفى عام 1174 أنهى جيش أيوبى بقايا الفاطميين بمصر العليا . بتغير السلطة فى مصر زال الإحتياج للجنود السود لأن الأيوبيين كانوا يعتمدون على الأتراك والأكراد ولم يكن هناك جنود سود فى خدمة جيوش الأيوبيين .