طارق زميل ميادة شاب وسيم ينحدر من إحدى قرى وسط السودان يزينه أدب جم وتواضع جاء للجامعة يحمل طموحات والده المزارع البسيط الذي يقتطع من قوت بقية إخوة طارق لكي يوفر لطارق مصاريف الجامعة فقد كان أمله ان يرى طارق مهندسا للكمبيوتر ودائما ما تراه ترتفع قامته وتكسوه وجهه ابتسامة العز والفخار عندما يناديه احدهم أبو طارق او ابو المهندس طارق وكان دائما يحدث اهل الحله بان ابنه سيصبح مهندسا للكمبيوتر الحلة التي لا تعرف من الكمبيوتر ألا اسمه فقط، والدة طارق انسانة بسيطة ومتواضعة اشتهرت في الحلة بطيب معشرها ومجاملتها لكل نساء الحلة في الافراح والاتراح لها وجه مشرق ومشع بطيبة وكرم أهل القرى تتوسط خديها شلوخ زاهية تزيدها جمالا وكان والد طارق معجب بهذه الشلوخ ودائما ما يداعبها بقوله لها: ام شلاخاً خضر. نعود لطارق وميادة الذين لم يكن يربط بينهما طيله فترة الدراسه سوى علاقه الزمالة في الكلية ولكن عندما كلفهما الدكتور المشرف على البحث أو مشــروع التخرج بالاشتراك سويا في مشــروع التخرج لم يكونا يعلمان ان هذه كانت بداية التقارب بينهما، وبحكم الزيارات المتكررة للمؤسسة التي يقومان بدراسة نظامها توطدت بينهما العلاقه واكتشف كل منهما الاخر وامتلأ كل منهما بالآخر وتحركت مشاعرهما دون تخطيط منهما، طارق شاب خجول وبحكم تربيته في قرية لم يكن يعلم الكثير من حركات بنات المدن، الجراة وعدم الخجل فهذه اشياء لم يرها في قريته بحكم صغر القرية فعندما تقف إحدى الفتيات معك او تحادث احد الشباب يكون الشمار قد انتشر في القرية مثل انتشار النار في الهشيم ولذلك لا تتعدى علاقته بنات الحلة حد السلام وهذا شكل حاجزاً له في تعامله مع مياده، الحب عند طارق عاطفه سامية ومقدسه لم يعرف عنه طيلة حياته جنوحه للرذيله أو ممارساته لها وهذا تقول عنها البنات زول خام امتلأ احساسه بمياده ومنعه خجله وعدم خبرته من التصريح لها بهذه المشاعر اما هي فقد اصبحت ترى الدنيا بعيون طارق وكم تمنت ان تبوح له بما يضيق به صدرها من مشاعر ولكن حياءها كان يقف وراء هذا واعتمدت على التلميح والنظرات لعله يفهم ويقدر حبها ثم يبادر هو بمصارحتها بحبه لها ظلت تنتظر هذا اليوم وتمني نفسها به ولكن طارق لم يفعل. طارق كان تفكيره في والده ووالدته واخوته وناس الحلة وتعب وشقاء والده في سبيل تعليمه والتحاقه بالجامعة وكان يقدر هذه التضحيات ويرى في التفكير في نفسه وفي حياته خيانة لهم ففضل التريث بعدم مصارحة ميادة بالرغم من ذلك لم يستطع ان ينكر حبه لمياده في قرارة نفسه واصبحت افكاره مشتته وانتابته مشاعر الاقدام بالتصريح بحبه لمياده والاحجام عن ذلك بسبب اســرته التي ضحت من اجله واقتطعت من جلدها لكي تراه مهندسا يرفع رأسها عاليا وكانت علامات الفرح التي ترتسم على وجه والدته وابتسامة والده وفخره وافتخاره به لا تفارق مخيلته فكان يستعجل تخرجه من الجامعة لكي يحقق لهم آمالهم وتطلعاتهم ويرد لهم جزء من هذا الدين ،ولهذا ظل اسير مشاعر الاقدام والاحجام كما انه يرى ميادة حلم بعيد المنال بسبب الفوارق الطبقية بينهما فميادة بنت مدن واهلها مرتاحين وهو ابن الحاج سيد احمد المزارع البسيط الذي يكتسب رزقه من دقات طوريته في ارضه وزراعته لبعض المحاصيل التي بالكاد تدر عليه ما يوفر به قوته وقوت عياله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة