|
|
 عقوبة الجلد عقوبه غير انسانيه (بيريود)
|
منذ ان شاهدت هذا الفيديو صرت انظر باحتقار الى نفسى و الى كل الرجال السودانيين ، صرت لا استطيع ان انظر فى عين امرأة، هذه فضيحه اخلاقيه تماثل أعلى درجات مقياس رختر ، هذا درك سحيق ليس بعده قاع. كلنا سمعنا لكننا لم نشاهد، فالمشاهده مفجعه واليمه وتقهر النفس السويه، حدثنا رجال الشرطه اثناء حملة لبنى حسين العام الماضى، بأن هناك 45 الف حالة نظام عام (وبفخر) كم من هذه الحالات كانت تماثل ماشاهدناه؟ فالذين يبحثون عن مبحث دينى لما حدث فأنهم يضيعون وقتهم والاخرين، ما شهدناه هو سحق لأنسانيتنا انصهر فيها الجلاد والضحيه فى اعلى درجاتها، اى تبرير دينى أو اخلاقى لما تم فهو يمثل الشيطان نفسه.
كيف سمحنا لانفسنا بان نصل الى هذا الدرك السحيق؟ كيف صار حالنا حيث نحن الان نحتل اقل درجة من درجات احترام الذات من دون سائر البشر ال 6 بليون، مالذى حولنا وغيرنا وبدلنا وشكلنا الى درجة أن نكون اقل حساسيه من الحيونات (حتى كائن البطريق له درجة من العزة والكرامة اكثر من الكائنات التى تقطن السودان الان) ، حيث صرنا نتمتع بتعذيب اضعف النساء فينا. هل نحن سادين ونحب الاستمتاع بايذاء الاخرين،( حيث السادى هو شخص يؤمن بان العنف وسيلة للسيطرة على الاخرين وايذاء الاخرين يمثل اقصى درجات متعته.)
انها عقوبة مرتبطة بأسوء ممارسة عرفتها البشريه و هى العبوديه التى عانى منها الانسان الافريقى بالذات (نساء ورجال) حيث كان لهم القسط الكبير من هذه العقوبه، حيث الجلد وفترةالعبوديه كانا شيئان متلازمان، عقوبة الجلد ايضا مرتبطه بالاستعمار لافريقيا (انظر تاريخ الكنقو البلجيكى)، فى افريقيا كانت الرحلات الاستكشافيه التى قام بها ستانلى فى الكنقو تصاحبها عقوبة فظيعة بالجلد لكل من خالف اوامر الرجل الابيض. حيث كان المستعمرون البيض يتفنون فى تنفيذ عقوبة الجلد فى ضحاياهم من السكان الافارقه، رغم انها اوقفت ممارستها فى بلدانهم.
تاريخيا وفى مصر القديمه كانت تمارس عقوبة الجلد، فى التوراة والانجيل وردت عقوبة الجلد، لكنها لاتنفذ الان فى اى دولة مسيحية او يهودية الجذور، فى القران وردت عقوبة الجلد التى تنفذها بعض الدول الاسلاميه بحذافيرها،الامبراطوريه الرومانيه كانت تخصص عقوبة الجلد لغير المواطنيين. فى اليونان، وفى ورما القديمه كانت هناك طائفه قريقو-رومان حيث الجلد يمارس كاحد طقوس التدشين الدينيه. فى القرون الوسطى فى اروبا اقترن استخدام عقوبة الجلد مع تزايد سيطر الكنيسه على الحياة المدنيه. فى القرن السادس عشر كان ضرب المجرمين فى الاماكن العامه امر شائع فى اوربا هدفه فى ذلك الوقت هو تخويف الاخرين من ارتكاب جريمه (نفس المنطق الذى يستخدمه البعض الان). الفيلسوف الانجليزى جون لوك هو من اوائل من انتقد استخدام عقوبة الجلد فى المدارس كوسيله تعليميه فى القرن السابع عشر.
علينا أن نسأل انفسنا سؤال ما هو الهدف اصلا من محاكمة اى جرم هل هو الاصلاح ام العقاب؟ توصلت معظم الفلسفات القانونيه المعاصره ان الهدف هو الاصلاح، وليس التشفى والانتقام. لكن منطق الفقه السلفى المسيطر الان فى عالم المسلمين و فى كثير من المدارس الاسلاميه متخلف جدا عن أدراك هذا المفهوم.
تاريخيا لم تمارس عقوية الجلد فى السودان إلا فى فترات الغلو الدينى فى فترة المهديه، وادرجت فى بعض قوانين المستعمر الانجليزى، لكن منذ1956 الى 1983 لم تشهد المحاكم السودانيه عقوبة الجلد كما نشهد الان. حول العالم تم الغاء عقوبة جلد النساء فى بريطانيا بواسطة البرلمان فى عام 1820، وايضا فى بريطانيا الغيت عقوبة الجلد حتى للرجال فى عام 1948، فى امريكا 1952، فى الهند فى الخمسينات من القرن الماضى، و فى كندا 1972. هذه العقوبه الان تطبق فقط فى ثلاثه دول من الدول الناطقه بالعربيه وهم: السعوديه، اليمن، والسودان من الدول (التى بها غالبيه مسلمه) ايران، وماليزيا وفى شمال نيجريا.
حسب منظمة العفو، أن عقوبة الجلد تشكل خرقاً لالتزامات السودان الوطنية والدولية من عدة أوجه. فبفرضها عقوبة قاسية ولاإنسانية ومهينة – هي الجلد – تتناقض المادة مع المادة 7 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذى وقع عليه السودان عام 1986. وفضلاً عن ذلك، فعقوبة الجلد تخالف المادة 5 من "الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب"، كما أشارت "اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب" في حكمها الصادر في 2003 [كيرتس فرانسيس دويبلر/السودان 263/2000]. إذا قضى الحكم بأنه ليس ثمة حق للأفراد – ولا سيما حكومة البلد – في أن يستخدموا العنف البدني كعقوبة على جرائم يتم ارتكابها. فمثل هذه العقوبة ترقى إلى مرتبة التعذيب برعاية من الدولة.
طال الزمن أو قصر سوف تلغى هذه القوانين المهينه لكرامة وعزة الانسان فى السودان. و التى قصد الحاكمين الان بها إذلال وقهر وإهانة انسان السودان، بالذات نسائه. لكن هيهات.
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
أحمد أمين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست