|
Re: منبر الشمال العادل ..!! (Re: محمد كابيلا)
|
Quote: زفرات حرى: الطيب مصطفى
[email protected]
حقَّ لشعب السودان الشمالي ولوالي الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر أن يغضبوا من «بلطجة» الحركة الشعبية واستغفالها وخداعها ــ كالعادة ــ للمؤتمر الوطني ونهبها لمليارات الجنيهات السودانية التي اقتُطعت من حُر مال شعب السودان الشمالي وصُرفت في إنشاء إستادات رياضية ومسارح في جنوب السودان من أجل إقامة الدورة المدرسية.. حق لهم أن يغضبوا أن
تعمد الحركة إلى إلغاء الدورة المدرسية.. بعد أن تحققت تماماً من استكمال إقامة المنشآت واستنزاف المال المخصَّص للدورة المدرسية وحق لوالي الخرطوم ــ الذي قرر استضافة الدورة في ولايته بعد طرد تلاميذ الشمال ــ أن يصف تصرُّف حكومة الجنوب بغير الأخلاقي وغير الإنساني فمتى كان لأتباع ودعاة شريعة الغاب أخلاق أو مشاعر أو سلوك إنساني فالرجل الذي قال قبل أيام قليلة إن ذاكرة الخرطوم متخمة بأحزان ذكريات الإثنين الأسود وتوريت وغيرهما متمنياً ألا تعود تلك الأحداث مجدداً قال مخاطباً خلال استقباله تلاميذ الدورة المدرسية القادمين من الجنوب بمطار الخرطوم إن الحركة الشعبية بدَّدت آمال السودانيين في الوحدة والسلام مضيفاً: «نأمل ألا نصل مع الحركة الشعبية إلى مرحلة رد الصاع صاعين»!!
على أن ما أدهشني بحق أن والي الخرطوم وجَّه الدعوة بصفة خاصة لكل الولايات الجنوبية للمشاركة في الدورة!! يا سبحان الله كيف يا دكتور تقول ذلك وتطلب منهم مشاركتك في دورة الخرطوم وهم الذين رفضوا الدورة في بلادهم وأحرجوك وأهانوا تلاميذنا الذين قطعوا آلاف الكيلومترات من أجل مشاركة من ظنوهم بني وطنهم؟! كيف وقد أعلنت عاصمة جنوب السودان «جوبا» مقاطعة الدورة قبل أيام من إلغائها بالرغم من أنها كانت في أرض الجنوب؟!
لقد ارتكبت وزارة التربية والتعليم والحكومة الاتحادية خطأ فادحاً حين أبت إلا أن تشارك في مسخرة الوحدة الجاذبة بالإعلان عن إقامة الدورة المدرسية في ولايتين بجنوب السودان بالرغم من أن الاستفتاء أو قل الانفصال لم يتبقَّ له سوى شهر واحد أو أقل وقامت بصرف مليارات الجنيهات لتضاف إلى مليارات أخرى من الدولارات أُهدرت في مستنقع الجنوب وآخرها كان تلك المحطة الكهربائية التي افتُتحت في إحدى مدن الجنوب قبل أيام قليلة من أموال الشمال!!
وهكذا تستمر «الكبكبة» وإهدار الأموال وفقع المرارة والهرولة التي لا أظن أن التاريخ البشري شهد لها مثيلاً... شمال يتصرَّف كالمجنون في طلب الوحدة رغم أن الأمر لا يعنيه ولا يعني مواطنيه المستبعَدين من تقرير مصيرهم وجنوب يضحك ملء شدقيه ويسخر ويمارس إذلال الشمال المتهافت بلا أدنى سبب أو مبرِّر ذلك أن شعب الشمال لم يُستشَرْ في أمر هذا التهافت على وحدة أُوقن أنه ما عاد يطلبها بعد أن أراق من جرائها بحوراً من الدماء والدموع وذاق من ويلاتها التخلف والدمار والخراب.
وزارة التربية تقتلع تلاميذ صغارًا من بيوت أهليهم في أقصى الشمال وتدفع بهم إلى الجنوب ليشاركوا في الدورة المدرسية بينما تعتذر جوبا عاصمة جنوب السودان قبل أن يعلن طائر الشؤم باقان أموم إلغاء الدورة!! شمال يُنتزع تلاميذه من أحضان أمهاتهم أثناء العام الدراسي الذي لم ينقضِ بعد، هذا إذا استبعدنا خطر التوترات الأمنية التي إليها يُساقون ثم تؤجَّل الدورة المرة تلو المرة للتحقُّق من نفاد أموال الشمال المخصَّصة لإقامتها بينما تلاميذ الشمال الذين أفلح المنظمون في إقناعهم وأهليهم بالمشاركة والسفر إلى «العقرب في جُحرها» يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويشكون مُر الشكوى مع معلميهم من نقص الغذاء والخدمات والإيواء ثم يأتي قرار الإلغاء الذي يُعلنه الكذاب الأشِر الذي لا يقول خيراًَ ولا ينطق ولا يجهر إلا بالسوء من القول!!
بربكم أما آن لنا أن نرفع فراش الوحدة ونفكِّك سرادقات العزاء ونوقف هدْر الأموال عليها بعد أن أعلن الرئيس أن «الانفصال أصبح واقعاً» وقال غيره من قيادات الدولة مثل هذا الحديث وأكثر؟! أما آن لنا أن نصدر قراراً رئاسياً يعلن انتهاء موسم التباكي على الوحدة حتى نحافظ على بقية الموازنة المرصودة لذلك الغرض لنصرفها على ما يفيد؟! أما آن لنا أن نأمر الوزراء والمسؤولين الذين يُغدقون على الجنوب ويقيمون مشاريع التنمية والسدود ومحطات الكهرباء من حُر مال شعب السودان الشمالي الذي أرهقت كاهله الضرائب والجبايات وغلاء الأسعار وارتفاعها.. أن نأمرهم بتحويل مشاريعهم هذه إلى أهليهم في الشمال؟! أما آن لنا أن ننصرف بعد رفع الفراش إلى التفرغ لبناء دولتنا وإلى حمايتها من مخططات الأعداء؟!
أرجو ألا يُكتفى بإرجاع طلاب الدورة المدرسية الشماليين من الجنوب وإنما يُعاد الطلاب الشماليون الذين يدرسون في الجامعات الجنوبية سواء التي لا تزال في الشمال أو التي انتقلت إلى الجنوب.. أن يعادوا إلى جامعات الشمال ويُقبلوا فيها بدون أدنى تأخير كما أرجو من الآباء الذين سمحوا بسفر أبنائهم إلى الجنوب للمشاركة في إنجاح دورة «واو» أن يعلموا أنهم ارتكبوا خطأً كبيرًا في حق أنفسهم وأبنائهم.
نسيت أن أطلب من الشركة أو المنظمة التي تفكر في تنظيم توقيعات من مليوني طفل أن توفر جهدها بعد رفع الفراش وأقول لها «شكر الله سعيكم».. ما قصّرتم أنتم ولا أولئك الذين نظموا صلاة الحاجة للأطفال الذين كان الأولى أن تصرف أموال تلك الحملة في شراء بزازات ولعب ومراجيح لهم بدلاً من إهدارها في مستنقع الجنوب!!
|
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|