|
Re: امل هباني تدعو لدستور علماني في شمال السودان ... دعوة للنقاش (Re: محمد امين مبروك)
|
نحو دستور علماني ...لدولة شمال السودان (2) أن الدستور العلماني هو الطريق الامثل لحماية الدين من الدجالين والفاسدين والمفسدين واللصوص وعتاة المجرمين الذين يحكمون بأسمه وليس (بروحه )،وليس هناك طريق لاستعادة قدسية الدين وهيكلة الدولة السودانية الشمالية بما يضمن حقوق المواطن السوداني الشمالي في حياة حرة كريمة يتمتع فيها بحقوقه كمواطن محترم دون وضع دستور يعتبر ان (مالله لله وما لقيصر لقيصر) حسب مقولة القديس أوغسطين كما قرأنا في كتب التاريخ ..فبناء الدولة الشمالية يجب ان يتم على أسس جديدة ايضا لو اردنا حل مشاكلها السياسية والاجتماعية والثقافية والقبلية منذ تكوينها ،وأهم هذه الاسس ان تكون هناك افكارا مستحدثة وجديدة تضمن قيام دولة الحقوق والواجبات التي حدث فيها كثير من التجاوزات طوال تاريخها الحديث منذ الأستقلال،واهدرت تماما طوال عقدين من الزمان هما عمر الحكم زورا بأسم (الدين) والذي لا علاقة له بأسلام ولا أي دين رباني آخر تقوم مبادئه على الحقوق الاساسية للناس وهي العدالة والمساواة والحرية وهذا موضوع يعلمه راعي الضأن في الخلا .....فالدولة الدينية في شمال السودان فشلت تماما في بناء دولة سودانية قوية ومتماسكة وها نحن ذا نقف على اطلال دولتنا الموروثة وهي تتقسم وتتشظى لأن بعض مواطنيها يشعرون (بدونية ) تجاه (استعلاءها ) الديني والثقافي على أعراقهم وسحناتهم ودينهم ويبحثون عن خصوية في دولة متشظية من دولتنا الأم اسموها هم (مستقلة) ....ولو ذهب الجنوب فأن هذه المشاكل ستبقى امام المواطن السوداني الشمالي والذي يجب ان يتطلع لدولة قوية محترمة ومحترمة (بكسر الراء)لانسانيته وكرامته ،الشئ الذي يعتبر بعيدا جدا في ظل منهج الحكم الحالي ،فالسودان الشمالي مازال وطن يحتاج لدستور متوافق عليه ولمنهاج حكم أساسه المواطنة ،فأن حدث الاسواء وذهب الجنوب يجب أن نبني وطنا جميلا يسعنا جميعا ،نحس فيه باننا مواطنون لا موالون ولا ذميون ،نعيش جميعنا تحت سيادة القانون الذي لا يستثنى احدا ،وتحرسنا وثيقة للحقوق والواجبات التي تنظم حياتنا في اطار الدولة ،ففي ورشة معهد تنمية المجتمعى المدني امس الاول (التي هي سبب كتابة هذا الموضوع ) ،قدم مولانا سالم احمد سالم ورقة فيها قيمة معلوماتية عالية استعرض فيها الدساتير السودانية منذ الاستعمار وحتى دستور 2005 ...فعلقت بأن أفضل طريقة لكتابة دستور لدولة شمال السودان هي ألا نعود لذلك التاريخ الذي كان مزيجا من الفشل والتخبط بين الحقب العسكرية التي تخللتها فترات محدودة من الحرية ...وان نبدأ من جديد نحو صياغة دولة الحقوق والمواطنة ....فهذا مشروع مصالح دنيوية وليس مشروعا للتكسب الدنيوي بأسم الدين . -------------------------------- نقلا عن صحيفة الجريدة السودانية
|
|
|
|
|
|