البشير يصادر البركس من جامعة الخرطوم

Quote: شباب .. قتلت جامعة الخرطوم.. يوم ان حولت مزرعة كوسو في شمبات الى مساكن فاخرة وطرحت ارضها في لجنة بيع الاراضي الاستثمارية.. قتلت جامعة الخرطوم يوم ان فصل بين كل كلية واخرى بحيطة... ففصل الميدان الشرقي وكذلك الغربي... ومدرسة العلوم والاداب والقانون والاقتصاد والعمادة والجغرافية والتاريخ وكشك حمودة والقنا هاوس وبيت القزاز(الكافتيريا) ومات اسبوع المهندس.. وتلك قصة اخرى.. حكي لي زوجي وهو مهندس خريج 1979 وتتلمذ على يدي البروفيسور محجوب عبيد عليه الرحمة.. ان خريجي الهندسة كان يتم اختيارهم للعمل قبل ان يستلموا شهاداتهم.. وحكي لي كيف ان الشيخ مصطفى الامين رجل الاعمال المعروف عليه الرحمة كان يحضر بنفسه لمعاينة الخريجين في الكلية للعمل معه.. ماتت الجامعة يوم ان قفز رقم طلابها من اقل من الفين للجامعة بكل كلياتها الوسطية والطرفية الى 25 الفا ولم يضاف مبنى واحدا لمبانيها.. ماتت الجامعة حينما قفز عدد طلاب كلية القانون من 70 طالبا لا يزيدون واحدا الى 600 طالبا.. تم تعريب كل المواد لهم.. ما عدا مادة او مادتين.. يجلس لامتحانهما باللغة الانجليزية 15 طالبا فقط.. بينما ينتظر الاخرون حتى حضور المحاضر الذي يقوم بترجمة الاسئلة فيكتبون الترجمة ثم يجيب على الاسئلة باللغة العربية.. وقبل ذاك ماتت الجامعة يوم ان مات امتحان اللغة الانجليزية للبرالمة لتصنيف مستوياتهم في اللغة الانجليزية وتخصيص دروس تقوية لمن يحتاجها واعفاء من يجيد اللغة من ذلك.. ماتت الجامعة يوم ان اجيز تعيين اساتذة خريجين ببكالوريوسات عامة وليس الحد الادنى الثانية العليا.. ماتت الجامعة يوم ان اصبح طالب الماجستير يتحول الى مشرف على رسالة ماجستير بمجرد ان تجاز شهادة ماجستيره دون خبرة في التدريس.. بس يمسك الطباشيرة ويقوم باربعة.. ماتت الجامعة يوم ان نزعت شهادة التخصص في طب النساء والولادة من احدى الطبيبات بعد ان اتضح ان مستواها اقل من ذلك.. ماتت الجامعة يوم ان تم تجفيف الداخليات واصبح طلاب كل اقليم يدرسون في اقاليمهم.. فلم تعد بوتقة الانصهار ومخزن المعرفة والنضال والثراء الثقافي والاجتماعي. ماتت الجامعة يوم ان تم تجفيف سفرة عمي جمال والاسبيشال، والكلينك التي كانت تقدم خدماتها المجانية للطلبة وكذلك لدى سفرة عمي جمال.. ماتت الجامعة يوم منعنا نحن خريجيها من الدخول اليها الا باذن كتابي..يصدر عن احد المكاتب في العلوم السياسية، حتى لو ابرزت شهادة البكالوريوس الذي يفيد بانه كانت لك صولات وجولات في ميادين هذه العريقة... ماتت الجامعة يوم حول البركس الى سكن للطالبات وحجز الطلبة في السنتر لرفع العصا لكل من عصا.. ماتت الجامعة يوم ان اصبح لزاما عليك ان تقابل مكتب الخدمات الطلابية ليجيز دخولك للجامعة ويكون صنفك في اي الاتجاهات تذهب.. ماتت الجامعة يوم ان اصبح الدخول لبعض الكليات العلمية المرموقة يخرج عن نطاق مكتب القبول ليمر باحدى الجهات الدينية.. والما عاجبو يطلع السما على قفاهو..