|
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أمل دنقل، في أقصى درجات الألم، قام بتحويل شبح الموت الماثل فوق رأسه إلى تجربة جمالية، فعل ذلك بحياد تام، لم يجزع أبدا من غول السرطان، لم يتأوه، لم تسكنه لوعة، لكأن الأمر برمته لا يعنيه. أجل، "المرض منتشر في جسدك منذ أكثر من سنة، وأنت لا تأتي لمتابعة الكشف، تذكَّر أنك مريض بالسرطان، وأن الأمر أكثر خطورة من أن تتعامل معه بمنطق الشاعر، لقد تجاوز المرض الجراحة ولابد من ذهابك في الغد إلى معهد السرطان". كازنتزاكي، وهو يكابد الألم على فراش موته، آثر أن يواجه الموت أعزل من يقين. حين أقبل القسّ لأخذ اعترافاته الأخيرة، أدار وجهه صوب الحائط في صمت، هكذا، واجه المجهول مجردا من أية معونة خارج ذاته، بينما ضاع أمله نهائيا في الجلوس عند ناصية أحد الشوارع في أثينا ليتسول من المارة بضعة دقائق من أعمارهم قد تمكنه من كتابة أمر أوآخر. أجل، "لو مِتُّ ستموت كتب كثيرة في داخلي". صديقي، فان جوخ، أدرك منذ سنوات بعيدة حتمية خلوده الإبداعي، "لن أضع توقيعي، على تلك اللوحة، يا صديقي، سيدركون بعد وقت طويل من رحيلي أنها لوحتي"، وقد سار في طريق لم يطرقها الناس عادة، أخذ المسدس ذات يوم، ذهب وحيدا إلى حقل قريب، لعله ألقى وقتها نظرة أخيرة على أحبّ موضوعاته. الوغد، فعلها أخيرا على إحدى قمم سأمه المتصاعد تجاه لعبة الحياة كلها. تشيخوف، يا لرقة مشاعر الفتى. "حين ساءت حالته ليلا، طلب استدعاء الطبيب، لكنه تمنى عدم إيقاظ الصبي لكي يذهب من أجل أسطوانة الأكسجين. فهو لن يلحق في جميع الأحوال. جاء الطبيب. طلب تشيخوف كأسا من الشمبانيا. قال بالألمانية "ايخ شتيربي" (إني أموت). وبهدوء، دون أي اختناق مبرّح – وهذا نادرا ما يحدث عند وفاة المصابين بالسل – انتقل إلى العالم الآخر". سمانتا بون، حين علمت أنها مصابة بالإيدز، تحولت في ظرف أقل من ساعة إلى عاهرة محترفة، وقد أقسمت أن تأخذ معها إلى الجانب الآخر أكبر قدر ممكن من الرجال. قبل عام واحد من إصابتها، بدت في إحدى تلك الصور عفية، ضاحكة، وعيناها مفعمتان بالحياة. ناقشت وقتها أماندا بدهشة عن "ذنب أولئك" الذين وضعهم القدر وحده بين فخذي سمانتا. قالت ببرود تام "ذلك خيارهم، يا وليم". هاتفتني وقتها وهي تجاهد بصوت مختنق "وليم، سمانتا ماتت". لم تقل شيئا آخر قبل تلك العبارة أوبعدها.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-28-10, 04:31 PM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-28-10, 04:55 PM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | Abdalla Gaafar | 11-28-10, 06:59 PM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-28-10, 08:48 PM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-29-10, 04:21 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-29-10, 09:22 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-29-10, 09:39 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 11-29-10, 09:56 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 12-01-10, 00:04 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 12-01-10, 07:23 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 12-01-10, 11:17 PM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 12-02-10, 08:24 AM |
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات | عبد الحميد البرنس | 12-02-10, 05:53 PM |
|
|
|