|
Re: رحَل صاحبُ القلم الذي لم يَجِف ولم يَرتَجِف/ د منصور خالد (Re: أحمد الشايقي)
|
Quote: كان محجوب، في قرارة نفسه، يكره الجاه والوجاهة، ولا يتبرم بشئ قدر تبرمه بالمال. مع ذلك كان يوقن إيقاناً تاماً أن الشرف قد أدركه كما أدرك المنصور. روى محمد بن سلام الجمحي أن جارية للمنصور رأته مرقوع القميص فقالت: “خليفة وقميصه مرقوع”. قال ويحك أما سمعت أبن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه *** خَلِق وجيبُ قميصه مرقوع
كان محجوب هو الفقير الغني، فالرجل بلا مال فقير، ولكن الأفقر منه رجل ليس لديه إلا المال. في أعماق نفسه كان محجوب صوفياً. أحب الحياة على طريقته، وأصطحب الناس على طريقته، وجالد المرض على طريقته، ثم عاش وكأنه لم يولد، ومات وكانه لم يعش، أي عاش ومات على طريقته. كان في أعماق نفسه أيضاً يدرك أن مآله قبر متواضع. وم |
**
والله مهما إختلفنا مع الدكتور منصور خالد وغضبنا من ضبابياته الأخيرة، إلا انه جديرٌ بالإحتفاء والثناء والإعجاب بقلمه الثاقب الجامح الخيال وفكره الإنساني الرحيم. إنه يرثي أصدقاءه بقلب مخلصٍ محب خير وجميل...
وها هو يخط هذا السفر عن صديقه الأستاذ الفقيد الكبير محجوب عثمان بقلمٍ رصين وكأنه يرثي أخاه، إبن أمه وأبيه وقبله دبج ما هو أجمل وأبلغ من الشعر رصانة وبهاء، إذ كتب بعيد إعدام الأستاذ محمود محمد طه كلاما بليغا ومؤثرا ورصينا، حتى كدنا أن نظن بأنه جمهوري يسير على دربهم...
الا رحم الله الصحفي القامة محجوب عثمان وألهمنا وإياكم الصبر على فقده...
تحياتي أخي الكريم وشكري على جلب هذا المقال المهم.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|