تمثال نصفي لهذا الشاعر الغنائي في مدخل إحدي الجامعات في كوريا الشمالية(توجد صورة للشاعر)...

Quote: حوار : محمد عبدالماجد – رندة بخاري – تصوير ابوحريرة محمد علي أبوقطاطي الشاعر الغنائي الكبير أعطانا الكثير من أغنياته وكلماته ذات الطابع الفرايحي التي استطاع بها أن يكسر (قفل) الحزن والشجن في الأغاني السودانية لتكون الغلبة للفرح...كتب لزيدان ابراهيم (اكون فرحان يوم تكون جنبي)...وكتب لوردي (اسمح زي) ..و(الناس القيافة) وكان عبر كلماته ينظر الى النصف المليء من (الكوب) ليدخل لنا فتحا جديدا في الاغنيات طابعها الفرح والتفاؤل...كتب (الاماني العذبة). بكرة يا قلبى الحزين تلقى السعادة. تبقي هانى وابتساماتك معادة والسرور يملأ حياتي ويبقى ذاتها وعينى تشبع نوم بعد ما طال سهادا مع ذلك مازال شاعرنا ابوقطاطي والذي يوشك أن يبلغ الثمانين منتظرا للسعادة ان تطرق بابها فتحقق أمانيه ...هذا محمد علي ابوقطاطي في حوار لم يسقط (الأماني). - محمد علي أبوقطاطي من أين اكتسب قدرته على تقديم نماذج مختلفة في الشعر، الدوبيت، الحماسة والغناء للوطن والحبيبة؟. اكتسبت ذلك من الاطلاع والأدب العربي ..قرأت الكثير في مرحلة مبكرة من عمري واستفدت من ذلك. -إذن دعنا نسألك متى شعرت بأنك (شاعر)...أي متى تكونت (القصيدة) في دواخلك لتخرج وتصنع لها وجودا عند الناس؟. أول مرة شعرت فيها بأني شاعر ..هي عندما ذهبت لرابطة الأدب القومي، وكان فيها فطاحلة الشعر في السودان سيد عبدالعزيز وابراهيم العبادي وعمر البنا. - تفاصيل هذا الموقف ...(دخولك لهذه الرابطة)؟. في يوم من الأيام وجدت عمر البنا في الرابطة وسألني وقال لي : يا ولد انت بتكتب شعر؟..قلت له نعم وقرأت له قصيدة وأعجب بها ...وأذكر أنهم كانوا يجلسون في الصباح في دكان علي محمود التنقاري وفي المساء كنا نلتقي في منزل علي حامد البدوي في حي القلعة. -لكن كيف تقبلوك هؤلاء الفطاحلة وانت في سن صغيرة؟. كان ذلك في اوائل الخمسينات وكان عمري 19 سنة وعندما دخلت عليهم في الرابطة أذكر أن (خالد آدم بن الخياط) كان من ضمن أفراد الرابطة وقد طردني خالد من الباب وقال لي : يا ولد امشي اطلع من هنا...الخياط طردني من الباب ...لكن عمر البنا أعادني مرة أخرى وقال ليهم : الزول دا شاعر ..فقال له الخياط : كمان بقيت تجيب لينا (الشفع). لكن بعد أن قرأت لهم شعر من الدوبيت أجلسوني معهم واعتمدوني ولكن لصغر سني كانوا برسلوني للمشاوير لأني كنت أصغر عضو ..وكنت بكتب ليهم قصائدهم عشان خطي كان جميل. -كيف تحولت من شعر الدوبيت الذي بدأت به إلى شاعر غنائي؟. كنت بكتب الدوبيت وبنشره في جريدة (الصراحة) التي كان يرأس تحريرها (عبدالله رجب) وهو الذي أرشدني للإذاعة، وفعلا ذهبت وأصبحت أعرض قصائدي في الإذاعة ، كنت بكتب الشعر واوديه لخضر محمود والسماني عبدالله وبابكر ودالصعيد وكنت من بعد ذلك بسمع قصائدي في الراديو...أما الذي وجهني لكتابة الشعر الغنائي فهو عمر البنا. -ألم تجد صعوبة في التحول للشعر الغنائي وأنت الذي بدأت بشعر الدوبيت؟. الشعر شعر؛ والشعر المربع ما بعيد من المقاطع الغنائية. -أبوقطاطي نشأ وولد وين؛ ليكتسب هذه المفردة؟. أنا من أولاد ام درمان ..اتولدت في البيت دا (كرري العجيجة)...أبوي كان هنا وأنا نشأت وتزوجت في هذا البيت ...أنا مولود سنة 1931م. -بما أنك نشأت وسط كان فيه العبادي والبنا وأبوصلاح وسيد عبدالعزيز ..مِن هؤلاء مَن الذي تقف عنده؟. بقف تحديدا عند عمر البنا ...لأنه وقف معاي وشجعني وساندني وأنا في بداياتي الشعرية ...عمر البنا كان عندو (جرأة)..وكان وقت بحلف بالطلاق مافي زول بقدر يكسر ليه كلمة ..وكان ممكن يعمل حاجاته بالعضل ..لأنه كان زول صعب. -ما هي أول خطوات الشعر المُغنَّى، وكيف كانت بداياتك في هذا المجال؟. أول شخصية غنت لي هي الفنانة الرحمة مكي الشهيرة بي (رحمة الدومة) واول من لحن لي علاء الدين حمزة وبعدها غنت لي فاطمة الحاج ثم مهلة العبادية ومعظم تلك الاغنيات لحنها (علاءالدين حمزة) ...هذا كان في أوائل الخمسينات. بعد كدا جوني فنانين الرق (علي ابوالجود وحسن بدير واولاد شمبات وخالد اسماعيل) ...جميع اولئك غنوا لي ..وبعض أعمالهم مسجلة الآن في الإذاعة...الشيء الذي أقوله الآن هو أني ما حصل مشيت لي فنان ...الفنانون هم البجوني. -كيف دخلت بقصائدك للأغنية الحديثة؟. انطلقت غنائيا وكان عندي (تربيزة) بكتب فيها أعمالي الغنائية وأي فنان بجي بيلقى (النص) العاوزو. -الأماني العذبة التي تغني بها خليل اسماعيل علامة من علامات الغناء السوداني ...كيف وصلت هذه الأغنية لخليل اسماعيل؟. جوني مرة في وقت واحد احمد زاهر وخليل اسماعيل وكان أي فنان او ملحن يجيني بفتش التربيزة عشان يشيل ليه نص ..اتذكر أن احمد زاهر وخليل اسماعيل لقوا نص اسمه (درب المحبة) في التربيزة وكلمات الأغنية بتقول (انت يا قلبي المتيم كنت خالي) ..كل واحد شال هذه الكلمات وهو ما عارف التاني.. خليل اسماعيل لحن الأغنية واحمد زاهر لحن الأغنية للفنان احمد الجابري في وقت واحد. وكل واحد عاوز يغني النص ...لذلك جوني خليل اسماعيل واحمد زاهر (متشكلين) وكل واحد مصر على أن النص حقه وأن لحنه أجمل. قمت أنا قلت لي خليل اسماعيل خلي الأغنية لي احمد الجابري ح اكتب ليك نص تاني يتناسب مع لحنك الذي وضعته لأغنية (درب المحبة) وكتبت النص وكانت (الأماني العذبة) بشكلها الحالي وظهرن في وقت واحد (درب المحبة) احمد الجباري و(الأماني العذبة) لخليل اسماعيل. -في الأماني العذبة ..تفاؤل لا حدود له ...وانتصار على الحزن بالأماني العذبة..كيف رتبت هذه الكلمات؟. -كتبت النص قاصدا أن أحول الأغنية من الجو العام الذي كان طابع للأغنية السودانية في ذلك الوقت. أردت أن أخرج من الحزن والدموع والشجن الذي كان في الأغنية السودانية. -لكن هل بعد كل هذه السنوات وجدت (السعادة) التي وعدت بها قلبك بقولك (بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة)؟. الحمد لله ..أنا ما عندي مشكلة ...رغم المرض ..كنت نشيط قبل ثلاث سنوات وظهر لي وجع ظهر بسيط ومشيت للدكتور حامد رواشيد ..مشيت المستشفى الدولي للعملية بي كرعيني، وعملت عملية ..تاني ما قدرت اتحرك وقالوا لي أمشي القاهرة ومشيت عملت عملية هناك عند (حلمي الحديدي)...عملت 3 عمليات في الضهر..لكن ما بقيت كويس وما قدرت اتحرك ..وآخر حاجة قالوا لي علاجك في العلاج الطبيعي وفي الدلك والمساج ..وطبعا ما بقدر أمشي أعمل الحاجات دي. إلا يكون في طبيب بتابع معاي هنا في البيت. أنا حركتي هسع بقت بالكرسي والنقالة. -مع خليل اسماعيل شكلت ثنائية جميلة. ما مهر هذه الثنائية غنائيا؟. خليل اسماعيل غنى لي 17 عملا ...منها الأماني العذبة - واسمك في لساني – بديع حسنك –بسحروك- في مرورك يا الهبيب سلمي لي على الحبيب- ومجموعة أخرى من الأعمال. -أغنياتك مع وردي أيضا تمثل حالة من الفرح ...حدثنا عن العلاقة الغنائية بينك ومحمد وردي؟. وردي غنى لي خمسة أعمال ..أول عمل كان أغنية (كاسر النمور) وهي أغنية مسجلة في الاذاعة ..وغني لي بعد ذلك (المرسال) وشن بتقولوا والناس القيافة واسمح زي ..وهناك ثلاثة – اربع أعمال غنائية جديدة مع وردي سوف ترى النور قريبا. -وماذا عن أعمالك الأخرى؟. عبدالعزيز محمد داؤود غنى لي (الفينا مشهودة) ..وكتبت في القاهرة لصلاح بن البادية (يا ربي هل طاريني قلبو). زيدان غني لي (أكون فرحان). زكي عبدالكريم غني لي (اسأل نفسك بينك وبينها). مني الخير غنت لي 7 أعمال غنائية جميعها لحنها احمد زاهر ..وغنت لي حنان النيل وسميرة دنيا 3 أعمال وغنت لي ام بلينا السنوسي وثنائي النغم. -هذا التنوع الغريب في أغنياتك والتشكل في العاطفة هل كان من الخيال؟. أنا ما بكتب من الخيال ...أغنياتي كلها من الواقع ..شعر الخيال ما بكون صادق ...هذه الأغنيات كتبتها في شخصيات مختلفة ..وهي ما في زولة واحدة. -نلاحظ في أغلب أغنياتك القوة والكلمات ذات الطابع الفرايحي (الأماني العذبة وأكون فرحان والناس القيافة الخ..) ..رغم شجن الحب...وأنت يحاصرك المرض ..مازلت تراهن على الفرح؟. أنا ما بتأثر بالمرض ولا بقدر عليّ..وح اظل اكتب حاجات فرايحية ...آخر عمل كتبته (كل جميل نريدو واللحن الفرايحي). الصعاب والمرض ..ممكن يتعرض لها أي زول ...لكن أنا الحاجات دي كلها بتجاوزها بالفرح. -وماذا عن (الفينا مشهودة)؟. الفينا مشهودة كتبتها في أهلي الجموعية ..وكنت سعيد وعمر البشير كان برددها مع أغنية اسماعيل حسن (ديل أهلي). -هل شعرت بالأسف وأنت مقعد الآن وأنت الذي كتبت ( والبعجز يقع بيناتنا بنسندو)؟. الدولة ما وقفت معاي ..وما سندتني ...لكن أهلي ما فيهم كلام...في ناس وقفوا معاي في محنتي حسن فضل المولى وعبدالرحمن سرالختم وعبدالباسط سبدرات وهاشم هارون. أما سيد هارون فهو بسمع بيه ساكت ...بالتلفون ما بسأل مني...دا وزير (فشنك). تصدق الخير عبدالجليل المسؤول من صندوق رعاية المبدعين ساكن جاري على بعد خطوات ..ما سجل لي زيارة ..وكل الحصلت عليه من الصندوق 200 جنيه لا غير. حتى كتبي التي ألفتها طبعتها من جيبي الخاص. عندي كتب (درب المحبة) ..و(نوادر وحكايات) ..و(ناس ام درمان) و..(جوانب لغوية) ..و (محطات ابوقطاطي)..كل هذه الكتب ألفتها ونشرتها. -الدولة لم تكرمك؟. على المستوى الرسمي ما في تكريم ..لكن أنا سبقت وردي في (وسام الجدارة) الذي كرمنا به جعفر نميري في عام 1980 في مهرجان الثقافة الثالث. تصدق كوريا الشمالية قامت بتكريمي من قبل رئيس كوريا الشمالية (كيم إل سونغ) الذي كرمني في عام 1972 بسبب القصيدة التي قدمتها في احتفال السفارة الكورية بمناسبة افتتاح السفارة الكورية في الخرطوم ...كان ذلك في عام 1971 ..بعدها قدمت الحكومة الكورية الدعوة منفردا لي لتكريمه في (بينغ يانغ) عاصمة كوريا الشمالية. ذهبت الى بينغ يانغ بعد أن كانت حكومة مايو قد اعترضت على تلك الدعوة لكنها في النهاية سمحت لي بالسفر لكوريا الشمالية برفقة عبدالكريم المهدي مؤسس وكالة السودان للأنباء (سونا). في كوريا الشمالية أقيم مهرجان كبير احتفالا بي...وكان المدهش في الاحتفال أنهم في كوريا تغنوا بكلمات الشاعر محمد علي ابوقطاطي بعد أن ترجموا قصيدته للغتهم...بل إنهم بلغوا في تكريمهم للشاعر أن نصبوا تمثالا لي عند مدخل جامعة (??? ??ل ????) بكوريا الشمالية. -من الفنانين من الذي يتواصل معك؟. وردي الوحيد البجيني وبسأل مني ومجموعة (وردي الوطن) ايضا متواصلة معاي...تاني ما في فنان بسأل مني. بالمناسبة انا ام درمان دي كلها بعرفها وكنت زول مشايّ ..بيوت ام درمان دي دخلتها بيت بيت ..كنت بقرأ عدادات الكهرباء ..ثم اصبحت ضابط اعلام وعلاقات عامة في الكهرباء...كان معانا في الكهرباء ..السني الضو ..ومحجوب سراج كان في الحسابات. -الآن الساحة الفنية ماذا عن إنتاجها الجديد؟. ما في شعر جاد ...الأولاد الآن برصو كلمتين ثلاثة وخلاص.. -ماذا تفعل الآن؟. ما بعمل حاجة كل الذي أافعله هو أني بعاين للسقف والمروحة..المرض ما بخليني ..ما متهيىء ..لكن برضو الحمد لله. أنا عمري 79 سنة الآن ..ما حصل اتشاكلت مع زول ..وصلتي مع الجميع كويسة ..لا شكيت لي زول ..لا في زول شكانا و(شاهد) ساكت ما وقفت في محكمة. لكن بعد السن دا بكتب ...وردي ح يغني لي عمل جديد (اميراتي البريدني دوام بتكلمن عني)...دي كتبتها في بنات الزمن دا. -على نطاق الأسرة حدثنا عن ممكلتك الصغيرة. أنا تزوجت 11 مرة ...لا أبدا اتزوجت 9 مرات ..لكن ما حصل جمعت بين اثنين ...إما بتتوفى الزوجة .. أو بقع الطلاق. عندي ناصر وسعد ومنصور وعبدالله وعندي بنتين متزوجات وثلاثة صغار ..ام سعد وناصر (مصرية). -قلنا لسعد وناصر اللذان كانا يحضران هذا اللقاء ...كيف يخرج النص من والدكم؟. قالوا: والدنا طبعه هادىء ..وعندما يكون هناك نص قادم بكون رايق وهادي وسارح وبنتفاجأ من بعد بالنص. -قلنا لهم ما هو النص الذي يترنم به كثيرا. قالوا : اغنية وردي التي كتبها الجيلي عبدالمنعم الهوي الاول (أخادع نفسي). -قلنا لهم والدكم برنامجه الآن وهو مريض ما هي طبيعته؟. قالوا: يقرأ القرآن ويتحصن دائما والسبحة ما بتفارق ايدو ..ويتابع الاذاعة ويقرأ الجرايد.