خطة محكمة لإسقاط النظام في غضون عشر ساعات

Quote: تجريب المجرب في السودان !!! من تجربة ال 20 سنة الماضية إتضح إن النظام الإسلامي الحاكم دموي و غير راغب في تقديم تنازلات و إتضح أيضاً أن حركات المقاومة المسلحة بلا إستثناء لا تلتزم بمعايير حقوق الإنسان في حروبها ، إضافة إلى أنها متأثرة بصورة أو بأخرى بأجندة قبلية كل هذا مع خلفية توترات و عدم ثقة عرقية في كل السودان ، بين الشمال و المناطق المهمشة من جهة ، و داخل المناطق المهمشة من جهة أخرى وواضح جداً أن خطاب التهميش في الإنترنت أو عند المثقفين لا يعكس حقيقة الشعور و النظرة الشعبية لمن هو ( عدو ) أو ( حليف) بالنظر إلى تجربة تمرد دارفور مثلاً : إنقسام الحركات المسلحة على نفسها في متوالية لا نهائية ، يتداخل فيها القبلي مع ضعف القيادة مع ضبابية الأجندة السياسية مع غياب التنسيق مع القوى الإجتماعية المؤثرة محلياً، مع عدم إدراك لموازين القوى العسكرية و النتيجة : ملايين القتلى و المشردين ، جروح نفسية و شروخ إجتماعية تحتاج لعقود قبل أن تبرأ ، و عدم تحقيق هدف سياسي يذكر من الأهداف التي قام من أجلها التمرد أعتقد أن أي حركة مسلحة تنشأ في أي أقليم في السودان مستقبلاً عليها أن تتعلم من هذه التجربة : حركة مسلحة من أجل المطالبة بإصلاحات ضمن شكل الدولة الحالي ستكون النتيجة قريبة مما حدث في دارفور ، تحالف حركات مسلحة من أجل إسقاط الدولة المركزية سينتهي إلى أن تستغل القوى اليمينية حالة عدم الثقة التأريخية بين الاعراق في السودان لتحشد الشمال خلفها ضد ( الخطر ) المحدق على ( هويته ) و ( أمنه ) و ( رفاهيته) و هذا ما نجح فيه المؤتمر الوطني في الفترة الأخيرة يمكننا كتابة العشرات من الأوراق حول أن كل شعوب السودان ستتوحد ضد التهميش ، أو أن وعي الشمال بحقيقة قضية الهامش مسألة وقت ، و لكن سيظل ذلك كلام مثقفين و ستظل الحقيقة على أرض الواقع مختلفة و بوضوح شديد : فمثلما المؤتمر الوطني أو الجيش السوداني لا يمكن الثقة فيه و إئتمانه على حقوق الإنسان في مناطق الحروب بسبب تأريخه ، لا يمكن كذلك الثقة في أي حركة مسلحة و إئتمانها على مراعاة حقوق الإنسان ، و أيضاً بسبب تأريخها ، نعم يمكن المغالطة بوجود إختلاف درجة و لكنه ليس مهماً في هذا السياق إسقاط النظام بواسطة عمل مسلح من الأطراف في أكثر سيناريو نضوجاً سيتطلب دعماً عسكرياً غربياً مباشراً ، و يتطلب قدر من التنسيق بين الحركات المسلحة ، و في المقابل لا يصعب تخيل أن الغالبية الساحقة من الشماليين بما فيهم فقراءهم و معارضيهم سيكونون خلف المؤتمر الوطني في حالة تفوق إنتصار المؤتمر الوطني عسكرياً فستكون النتيجة شبيهة بما جرى في دارفور ، و في حالة هزيمته ستكون النتيجة إما إنفصال الأقاليم المهمشة عن السودان المنهك و المدمر أو الإستمرار في الحرب حتى وصول الخرطوم : أي تنصيب سلطة سياسية في الشمال يعاديها أغلب الشماليين بكل ما في ذلك من توترات و عنف ، أعتقد أن المجتمع الدولي سيضغظ للخيار الأول بدلاً من تحمل الكلفة المالية و السياسية و الأخلاقية لدولة موحدة متوترة قابلة للإنفجار العرقي و ستكون كلمته هي النهائية ----- يبقى أن الخيارات العملية و قليلة الكلفة الإنسانية أمام السودانيين قليلة : إما مقاومة غير مسلحة للنظام - و هي الأصعب - و في هذه الحالة يمكن الإستفادة من تراجع التأييد للمؤتمر الوطني في الشمال و العمل على إعادة بناء الثقة بين الإثنيات المختلفة أو أن يقرر سكان الإقليم - أو الأقاليم المهمشة أن قضيتهم لا تتحمل التأخير أو إنتظار تكوين وعي عام شمالي أكثر تقدماً و إنفتاحاً ... و في هذه الحالة يجب أن تكون مطالب الأقاليم هي الإنفصال بكل وضوح : و في هذه الحالة سيكون الشماليين أقل تحمساً لدعم المؤتمر الوطني في الحرب ، و ستكون الكلفة الإنسانية أقل و فرص النجاح أكثر من خيار تدمير المركز و الأهم من ذلك قبل قيام حركة مسلحة جديدة يجب التأكد من أجندتها تحظى بدعم واسع في الإقليم المعني و إتفاق حول كافة التفاصيل حتى لا تنتهي إلى حالة الحركات المسلحة في دارفور --- الدولة السودانية التي ورثناها ليست أهم من حياة سكانها ، و الدمار الشامل في السودان ثمن أكثر من اللازم لإزاحة المؤتمر الوطني لأنه لن يطال المؤتمر الوطني وحده ، و لأن الزمن و الوعي و المتغيرات كفيلة بإسقاط المؤتمر الوطني و تحقيق العدالة لضحاياه ووحدة السودان ليست أهم من حياة السودانيين في الشمال أو في الهامش فلينفصل إلى 100 دولة إن كان خيالنا جميعاً لا يسمح لنا بتصور التعايش ، و لينفصل إذا كان ثمن وحدته الدم و على القوى السياسية الشمالية أن تطالب ( نعم تطالب و ليس تدعم ) بإنفصال أي إقليم لدي غالبية سكانه( في الأرض و ليس في النت ) رغبة واضحة في الإنفصال عن السودان ، بالإضافة إلى مطالبتها بإسقاط المؤتمر الوطني على المدى الطويل نموذج تحالف الحركات المسلحة لإسقاط المركز لا يمكن أن يتم بصورة مقبولة و بدون إنتهاكات لحقوق الإنسان مالم تقم به حركات مسلحة منضبطة ( و هذا غير متوفر) و يتم تمثيل الشماليين فيه بتنظيم مسلح يعبر عن غالبية الشمال و تحظى بتأييده ( و هذا أيضاً غير متوفر)