|
Re: حظ أولياء الله من الصفات المذمومة (كلام عجيب) !! (Re: Balla Musa)
|
الفاسقون, الناقضون, القاطعون, المفسدون
(الفاسقون الخارجون عن الصفات, التى تحول بينهم وبين السعادة والقربة الى الله, فهم ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه, وذلك أنهم يعهدون مع الله أن يطيعوه, فإذا حصلوا فى مقام التقريب والكشف, رأوا أن الله هو العامل بهم (والله خلقكم وماتعملون) فرأوا أنهم لاحول لهم ولافعل ولاقول, فنقضوا عهد الله برده إليه سبحانه, لأنه ماانعقد ذلك إلا مع فاعل يفعله, ورأوا مشاهدة أن الله هو الفاعل لذلك,فلم يقع العهد فى نفس الأمر إلا من الله بين الله وبين نفسه, فعلموا أن الحجاب أعماهم عن هذا الإدراك فى حين أخذ العهد, وأن العهد إنما يلزم لأهل الحجاب, فانتقض عهدهم, والأعمال تجرى منهم بالله وهم لايرونها, فهم المعصومون فى أعمالهم عن إضافتها إليهم, وكذلك فى قطعهم ما أمرهم الله أن يوصلوه من أرحامهم, فقال عليه السلام: (الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله) فوصلوها بالرحمن, وردوا القطعة الى موضعها, فشاهدوا الرحمن يمتن عليهم, وخرج هؤلاء من الوسط وامتثلوا قول الشارع بصلة الرحم, فأخذها الناس على صلة القرابة بالمال, ويأخذها هؤلاء على صلة القربى الى الله, فهم يدلون أرحامهم على أصلهم وهو الرحمن, ويرون فى إعطائهم الصلات يد الله معطية, ويد الله آخذة, فإنها شجنة من الرحمن, فالعطاء منه والأخذ منه, فانقطع هؤلاء عن صلة الرحم بالمال, لأنهم لايد لهم, مع غاية الإحسان فى الشاهد, والناس لايشعرون, وكذلك قوله ( ويفسدون فى الأرض), وفساد دنياهم هو فسادهم فى الأرض, لأن الجنة فى السماء, وفى هذا الفساد صلاح آخرتهم فى السماء, فيصومون ويسهرون ويحملون الأشغال الشاقة, وهذا كله من فساد أرض أجسامهم, لما طرأ عليها من النحول والذبول والضعف, وهذا كله وصف أهل الشقاء فى الكتاب, فقال: (أولئك هم الفاسقون) ثم وصفهم (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض) "ف ح2/137"
|
|
|
|
|
|