للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 07:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2010, 05:57 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) (Re: abubakr)

    مفهوم الدولة: بين الفكر الغربي والمنجز الحضاري


    د. توفيق شومر

    يحتاج تأصيل مفهوم الدولة إلى إحداث مقاربات ومقارنات في البعد الفكري وفق ما أنتجته الحضارات باعتبار المفهوم هو حصيلة نمو في الأفكار على المستوى الحضاري الذي يشكل الدين احد ركائزه الفكرية على الأقل بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين، وقد تناولت في مقال سابق المقارنة بين الدولة "المرومنة" في العهد الأموي وما بين البوادر التي كان يمكن أن تتطور بها الدولة في العهد الراشدي إلى ما أسميته "الجمهورية الإسلامية"، لا لأنني من المؤيدين لقيام الخلافة الإسلامية بل لكي أوضح أن التفكير بمفهوم الدولة من منطلق الفكر العربي الإسلامي يمكن له أن يوصلنا إلى أشكال من الحكم تختلف عن تلك التي سادت لعقود في التاريخ العربي الإسلامي. وأريد أن أطرح هنا تساؤلا كبيرا مفاده: لماذا يجب علينا اليوم أن نفكر بشكل الدولة ضمن الأشكال السائدة عالمياً الا يمكننا أن نتخيل أنماطا أخرى من الدولة تختلف في بنائها عن الأشكال السائدة اليوم؟

    هذا السؤال إنما يفتح آفاقا كثيرة للشكل الذي نريد به للدولة الحديثة أن تكون عليه. يجري النقاش اليوم حول دور الدولة، فيؤكد البعض الدور التقليدي في الحماية والتدخل لصالح المصالح الطبقية التي تمثلها الدولة، بينما يطرح مفكرون آخرون فكرة الدولة المحايدة، والتي تعمل على تنظيم العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية دون التدخل في فحو هذه العلاقات.

    كانت نتيجة تبني الفكر الروماني في بناء الدولة العربية - الإسلامية الدور الأكبر في انفصال الحاكم عن المحكومين، لتصبح العلاقة في اشتراكها مع العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة علاقة غريبة في تركيبتها عن مثيلتها في التطور التي سارت عليه الدول الأوروبية. وبشكل أساسي في علاقة الملكية للأرض والتي بقيت ضمن الدولة العربية الإسلامية من حق الخليفة الذي يمنح حق استخدامها لمن يشاء، وترسخ كنتيجة لذلك مفهوم اقتصادي خاص هو ما يعرف "بنمط الإنتاج الآسيوي".

    التحول في مفهوم الدولة في أوروبا بدأ مع القرن السابع عشر، ويمكن القول بأن ميكافيلي في سعيه للعودة بإيطاليا إلى أمجاد روما ساهم في إعادة تقديم تعريف جديد لمفهوم الدولة بحيث يتناسب مع الأغراض الجديدة لها، وكما نعرف بأن ميكافيلي أبو علم السياسة البورجوازي الحديث وإليه تعود نظريات عظمة الدولة وهيبتها.

    والدولة بحسب أبسط تعريف متداول لها هي المنظمة التي تخضع مصائر الأكثرية لمشيئة الأقلية الحاكمة. ومنذ بداية القرن الماضي كان هناك صراع شديد بين نظريات الدولة: النظرية الكلاسيكية، والتي تدعي أنها تطالب بدولة القانون، ودولة الحقوق والواجبات، أو دولة العقد الاجتماعي، والتي انتقدها الفيلسوف البريطاني الشهير توماس مور بقوله أنها "مؤامرة من الأغنياء الذين يدعون بأن مصالحهم قوانين وتشريعات". أما عالم الاجتماع الشهير ماكس فيبر، فقد وضح كيفية تحول مؤسسات الدولة الرأسمالية إلى مؤسسات بيروقراطية ودور هذه البيروقراطية في جمود الدولة.

    وأيضاً برز هناك الموقف الفوضوي والذي يرفض سيطرة الدولة على الإطلاق كونها، لأن الدولة تفتقد للشروط الأساسية التي تسمح لها أن تنظم المجتمع، فالدولة بكونها ممثلة لمصالح الأقلية تعمل ضد المجتمع لا لصالح المجتمع.

    ثم هناك الموقف الماركسي والذي يقول بأن الدولة تمثل مصالح طبقية معينة ولا تكون منفصلة عن الطبقة فإما أن تكون دولة بورجوازية تمثل مصالح الطبقات الغنية وإما أن تكون اشتراكية تمثل مصالح الطبقة العاملة. وفي الرد على النظرية الماركسية كما تجلت في الدولة السوفيتية حاول بعض المنظرين البورجوازيين القول بأن النظرية الماركسية لم تأت بجديد في نظرية الدولة كمفهوم، فبقي هناك إمكانية لوجود بيروقراطية حاكمة، وبقي هناك مجال للقول بأنها تمثل مصالح مجموعة ضيقة من المتنفذين تتمثل في قيادة الحزب الحاكم. ومن خلال هذا الرد ظهر ما أصبح يعرف بنظرية النخبة أو الصفوة السياسية والتي تمثل مصالح معينة بعينها بالرغم من أنها لا تنتمي بالفعل للمجموعات المستفيدة من تلك المصالح.

    التنوع في مفهوم الدولة لا يقتصر على اعتبارات الفئات المسيطرة على الدولة ومن تمثل هذه الدولة بل يتعداه إلى الحديث عن الدولة المركزية في مقابل الدولة اللامركزية، والدولة الاتحادية وتآلف الدول وغيرها من الأشكال التي تمثل علاقة الدولة مع أقاليمها.

    وتجدر الإشارة هنا إلى أن أشكال الدولة هذه لا تتأثر بالقول بديمقراطيتها أو لا ديمقراطيتها. أي أن الديمقراطية تصبح أداة من أدوات الدولة، لكن الدولة تبقى معبرة عن مصالح معينة اعتماداً على التركيب السياسي الذي تتبعه. على الرغم من أن الدولة البورجوازية بتعريفها الكلاسيكي، دولة العقد الاجتماعي، بدأت متمسكة بمفهوم الديمقراطية السياسية، وبمفهوم المواطنة.

    أما الدول العربية التي نشأت بعد خروج الاستعمار، فقد تبنت في الغالب أما النمط الاشتراكي أو نمط العقد الاجتماعي. ولكن في كلا الحالتين لم تتبن هذه الدول النمط بشكل يتناسب مع احتياجاتها، بل كان على الأغلب التطبيق تطبيقا ممسوخا لهذا النمط أو ذاك. وفي المجمل فقد تمكن الشكل الاجتماعي المسيطر (الشكل الأبوي البطرياركي) أن يفرض نفسه على نمط الدولة المطبق، وبالتالي فقد كان النمط الاشتراكي هو نمط "أبوي اشتراكي" ونمط العقد الاجتماعي نمط "أبوي – عقد اجتماعي". مما أدى بالفعل إلى أن تكون الدول العربية بكل أشكالها "دولا رعوية" تعمل الدولة على أن تكون رب العمل الأساسي للقوى العاملة.

    اليوم نرى أن الدولة الحديثة على الرغم من استمرارية التشريعات التي تحدد الديمقراطية كأساس للدولة إلا أنها بدأت بالابتعاد عن المفهوم الكلاسيكي. فهناك توجه اليوم نحو تحول الدولة إلى مراقب مستقل عن العلاقات الاقتصادية الموجودة، لكن هذا الاستقلال هو في الواقع استقلال شكلي. فدولة المصالح التي مثلتها الدولة الليبرالية البورجوازية ما زالت مستمرة من خلال القوانين التي تضمن استمرارية الدولة. بينما الذي تأثر فعلاً من خلال التحول في شكل الدولة هما: دولة الرفاه، والتي بدأت بالاضمحلال بحجة استقلالية الدولة؛ والدولة الرعوية، والتي يعتبر رأس المال المالي القضاء عليها واحداً من أهدافه الأساسية. وذلك من خلال عمليات الخصخصة التي انتشرت في الدول الرعوية، والتي بدأت منذ التسعينيات من القرن الماضي وتحولت من خلالها المؤسسات المملوكة للدولة إلى مؤسسات مملوكة لرأس المال. مما أدى إلى نهاية الدولة الرعوية.

    لست آسفاً كثيراً على نهاية الدولة الرعوية، لكنني أرى في أن التحول في البلدان التي كانت تتبنى النظام الرعوي يتجه بشكل مباشر نحو تحويل السواد الأعظم من شعوب هذه البلدان والتي كانت تعتمد في حياتها على الدولة الرعوية، إلى مجموعات تعيش تحت خط الفقر وعلى هامش العملية الاقتصادية في تلك البلدان، وفي هذا تحول خطير لا يمكن القبول به.

    هنا نقول بأن استنساخ أنماط للدولة من هنا وهناك من العالم لتطبيقه في الدول العربية، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانفصال بين الدول وبين الشعوب التي تدعي هذه الدول تمثيلها. المهمة أمامنا من النوع الذي يحتاج إلى تضافر جهود كثيرة لدراسة تطور المجتمع العربي وتطور تفكير المواطن العربي لنعرف مدى علاقة هذا المواطن الفعلية مع مفهوم الدولة، أي دولة، وبعد ذلك أن نبحث في مدى إمكانية تطبيق المفاهيم السائدة في مناطق أخرى على الوضع القائم هنا.

    فعلى سبيل المثال، مفهوم "المجتمع المدني" هو واحد من هذه المفاهيم المستنسخة من الغرب والتي يحاول الكثيرون أن يقولوا أنها تشكل المخرج من مشاكل المجتمعات العربية والطريق نحو الديمقراطية. لكن هذا المفهوم نشأ وترعرع ضمن تحولات اجتماعية خاصة كالتي حدثت أبان الثورات البورجوازية في أوروبا وبالتالي وبما أن هذه التحولات الاجتماعية لم تنجز، أو لنقل بتعبير أدق أن المجتمعات العربية لم تمر بهذه التحولات، مما يعني أن مفهوم "المجتمع المدني" هو مفهوم غير موائم لها، مهما كان النمط المختلف من التحول الاجتماعي الذي دخلته.

    نحتاج فعلاً إلى تطوير مفهوم الدولة في المجتمعات العربية والإسلامية، وقد يكون من المفيد أن ندرس أنماط الدولة في المجتمع العربي الإسلامي كنقطة انطلاق لمعرفة ما إذا كان تطوير هذه الأنماط ممكنا لكي يتلاءم مع البناء الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع العربي في عالم اليوم. ومن الممكن أيضاً أن يبرز بعد الدراسة أن بعض الأنماط الموجودة في الغرب يمكن تحويلها لتتلاءم مع احتياجاتنا. لكن المهم أن لا يكون المنطلق هو الاقتناع بنمط محدد ومحاولة حشر الواقع ليأخذ شكل هذا النمط، ولكن أن ندرس الواقع ونبحث عن أنماط ملائمة له.

    السياسة علم لا ينحصر في معرفة العلاقات السياسية الدولية بين الدول ولكن هو علم يجب البحث في نظرياته وفلسفاته بحيث نتعرف على الجذور الحقيقية للأفكار المطروحة، ولكن، للأسف، في العالم العربي هناك انفصال وابتعاد عن الفلسفة بشكل عام، وعن الفلسفة السياسية بشكل خاص، لما في هذه الفلسفة من جوانب كانت تعتقد الدول الرعوية بأنها تؤثر على وجودها وعلى استمرارها كدول رعوية. ونظريات الدولة لا يجب بالتالي أن تدرس فقط من منطلق ما قدم من نظريات عالمية وإنما أن تدرس أيضاً من منطلق الحاجة الاجتماعية لنمط الدولة، أي بالارتباط والتداخل بين الاجتماعي والسياسي.

    رئيس قسم العلوم الإنسانية/ جامعة فيلادلفيا
                  

العنوان الكاتب Date
للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 05:35 AM
  Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 05:38 AM
    Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 05:45 AM
      Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 05:57 AM
        Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 06:04 AM
          Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) بدر الدين احمد موسى11-13-10, 07:15 AM
            Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 07:37 AM
              Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 07:40 AM
                Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) بدر الدين احمد موسى11-13-10, 07:58 AM
                  Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) بدر الدين احمد موسى11-13-10, 08:00 AM
                    Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) بدر الدين احمد موسى11-13-10, 08:02 AM
                      Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) بدر الدين احمد موسى11-13-10, 08:14 AM
                        Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 08:35 AM
                          Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 09:32 AM
                            Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) مامون أحمد إبراهيم11-13-10, 09:42 AM
                              Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 10:26 AM
                                Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 10:27 AM
                                  Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 10:33 AM
                                    Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 02:13 PM
                                      Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 03:56 PM
                                        Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 04:08 PM
                                          Re: للباحثيين عن معرفة ونقاش موضوعي : ماهي الدولة (كتابات متفرقة) abubakr11-13-10, 05:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de