كَرَاضِم الغُرْبَة.... أو المَنُوفَش

Quote: كتبت في خيط سالف أن طموحنا هو أن نجعل من الكتابة و من القراءة في هذا الموقع حظوة [ و متعة ] لا يدركها إلا من يتوسل إليها بشيء من البصارة المفهومية.و أول البصارة ، في نظري الضعيف ، هو الصبر على الكتابة و على القراءة ، و الصبر مفتاح الفرج [ يا لها من عبارة!]. و أنا أتمنى لهذا الخيط أن يلفت الانظار، انظار الكتاب، إلى ضرورة العناية بالكتابة و الصبر على مراجعتها قبل بذلها للقراء، ذلك ان العجلة ـ التي منها الشيطان ـ تبدو لي بمثابة السبب الرئيسي الذي يجعل الكتاب يقعون في حبائل الكلام الخنفشاري الذي لا يفهمه حتى كاتبه. و أظن ان افضل السبل في التنبيه على حصول الخنفشة هو بذل الأمثلة الغريبة التي تمتنع على الفهم المسلّح بأطيب النوايا، لا بغرض تعنيف كاتبيها ،و إنما بغرض التنبيه و التأمل في الاسباب التي تجعل عبارة الكاتب تستعجم و تقعد عن أداء مهمة الإفصاح.ذلك أن اسباب العجمة البلاغية كثيرة: منها ما يندرج في باب التصحيف العفوي ، و منها ما يندرج في باب العجلة و الطلاشة [ الشبابية او الكهولية و قيل الكحولية عديل]، و منها ما يندرج في باب الغشامة و قلة الحيلة التعبيرية. و مقصدي من هذه الكتابة ليس فتح فصل لمحو الامية التعبيرية لبعض كتاب منبر سودان الجميع الذي نتواصل في حرمه بوسيلة الكتابة ،ذلك أن للملكة التعبيرية أنواع غميسة تعاف الفصاحة المدرسية المألوفة وتموّه من حضورها الجمالي حتى لتشتبه بالغشامة البلاغية الغليظة فلا يطالها غير القارئ الحساس الذي لا يملأ شبكته بأي أدب " من طرف" ، لكني مهموم بفرص رفع الكفاءة التعبيرية للأدب المتداول بيننا و نحن نخوض في قضايا نعتبرها بين اولويات أهل السودان. و قد جاء في الأثر أن " التعبير نصف التجارة".فيا "ّبرونيتاريا" التفاكير الثورية و يا شعوب الأسافير الديموقراطية تضامنوا على وضوح العبارة و بعدين الباقي هيّن.